12 فكرة لإصلاح سياستنا الخارجية

نشر في 30-05-2014 | 00:01
آخر تحديث 30-05-2014 | 00:01
 ريتشارد هاس ساهمت التقنيات التكنولوجية الجديدة في زيادة الإنتاج الأميركي للغاز والنفط، وأدى تحسين معايير المركبات إلى انخفاض استهلاك النفط، على صعيد آخر تراجع الاعتماد الأميركي على الواردات النفطية الخارجية وتراجعت معه انبعاثات الكربون، وسيساهم تحوّل الشاحنات الكبرى من استعمال النفط إلى الغاز الطبيعي المُسال في تراجع الاستهلاك الأميركي للنفط بمعدل ملايين البراميل في اليوم.

 عمد الرئيس أوباما إلى انتقاد منتقدي سياسته الخارجية في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أنهم يكتفون بالتحدث عن التدخل العسكري، وباعتباري ناقداً في بعض الأحيان سأتخذ هذا الموقف استثنائياً، إذ نادراً ما أدعم «التدخل الميداني»، لكني أشكك في إدارة أوباما بسبب ما تفعله وما لا تفعله.

تكمن المفارقة في واقع أن الرئيس أمر لتوه بنشر 80 جندياً في تشاد لمحاولة تحديد موقع الطالبات النيجيريات المخطوفات وتحريرهن، نأمل أن تساهم هذه الجهود في تحقيق الهدف المنشود، لكن حتى لو تحقق ذلك، فلن تتبخر الانتقادات ضد السياسة الخارجية التي تطبقها الإدارة ويجب ألا تتبخر أصلاً.

يمكن توجيه الانتقادات لأيٍّ كان بكل سهولة، لكني أقدم في ما يلي 12 اقتراحاً (بعضها شائع وبعضها الآخر مستبعد)، وإذا تم تبنيها فسيتحسن الأمن القومي في هذا البلد، وأعرضها الآن على أمل أن يكون الرئيس ومساعدوه منفتحين على أفكار جديدة في حين يستعدون لخطاب الأمن القومي في 28 مايو في الأكاديمية العسكرية الأميركية:

1 - يتكل الحلفاء الأوروبيون بشكل مفرط على النفط والغاز الروسي، ويبدو أن ذلك الاتكال يحدّ من استعدادهم للوقوف في وجه بوتين حين يسيء التصرف كما يفعل دوماً. ما يجب فعله هو إطلاق مبادرة عابرة للأطلسي في مجال الطاقة، على أن تشمل زيادة الصادرات الأميركية من الغاز والنفط معاً وتعزيز إنتاج أوروبا للغاز الصخري، وستصبح الولايات المتحدة في موقع أفضل كي تحث فرنسا على بدء عمليات التصديع وكي تعيد ألمانيا النظر بمعارضتها للقوة النووية إذا كان الرئيس مستعداً لوضع السياسة جانباً، ولدعم خط أنابيب كيستون.

2 - سيساهم توسيع التجارة في تعزيز النمو الاقتصادي وتوفير روابط استراتيجية جديدة مع آسيا وأوروبا وأميركا اللاتينية. ماذا لو كثّف البيت الأبيض التزامه بهيئة تنشيط التجارة؟

3 - ستكون أي زيادة ضئيلة في الإنفاق الدفاعي مضمونة على أساس الحاجة وستكون كفيلة بتوجيه رسالة واضحة عن تجدد الاهتمام الأميركي بقيادة العالم، إلى جانب الإصلاحات التي طال انتظارها في مجال التقاعد العسكري والرعاية الصحية وبرامج المحاربين القدامى، يمكن تحقيق إنجاز مزدوج.

4 - تشكل سورية كارثة استراتيجية وإنسانية، يجب أن نتحرك لتقليص نطاق القتال وتخفيف القوة المطلقة والنسبية للمجاهدين الذين يطرحون خطراً على سورية والمنطقة والعالم. حان الوقت لتوسيع نطاق العمل الاستخباري والمساعدات العسكرية للمعارضة غير المرتبطة بالمجاهدين ولتفعيل خطة دبلوماسية تتقبّل تفوق العلويين ومكانة الأسد في المستقبل القريب.

5 - ستتشكل حكومة جديدة في أفغانستان قريباً، لنجدد آلية دبلوماسية إقليمية على أن تشمل الدول المجاورة الأقرب إليها (بما في ذلك إيران التي ستستفيد من استقرار أفغانستان)، فضلاً عن روسيا والهند، ولتقليص احتمال فشل الحكومة الجديدة، يبدو خيار إبقاء 10 آلاف جندي أميركي هناك، كما يقترح الرئيس الآن، ممكناً ومستحباً.

6- بالحديث عن الهند، يجب أن تجدد الولايات المتحدة تواصلها مع الحكومة المنتخَبة حديثاً، ويمكن البدء بإعلان مشترك حيث يرحب الرئيس والكونغرس برئيس الحكومة الجديد ويعبّران عن التزامهما بتوثيق العلاقات الأميركية الهندية، كذلك، يمكن اقتراح إجراء مشاورات دورية وعالية المستوى حول المسائل الاقتصادية والاستراتيجية.

7 - وبالحديث عن روسيا، يبدو أن الرئيس بوتين بدأ يشعر بثقل العقوبات ويدرك خطر فشل أوكرانيا، وستكون هذه اللحظة مناسبة للتعاون مع الحكومة الجديدة في كييف من أجل طرح عرض شامل من شأنه أن يوسّع الضمانات والتطمينات السياسية لجميع المواطنين في أوكرانيا والدول المجاورة لها.

8 - تتزايد المؤشرات على أن الكثيرين في الصين باتوا يعتبرون كوريا الشمالية وزعيمها المتهور بمثابة عبء استراتيجي. يمكن إطلاق حوار هادئ مع بكين وسيول حول مستقبل شبه الجزيرة الكورية، بما في ذلك الظروف التي تضمن دعم جميع الأطراف لتوحيد البلد.

9 - ساهمت التقنيات التكنولوجية الجديدة في زيادة الإنتاج الأميركي للغاز والنفط، وأدى تحسين معايير المركبات إلى انخفاض استهلاك النفط، على صعيد آخر تراجع الاعتماد الأميركي على الواردات النفطية الخارجية وتراجعت معه انبعاثات الكربون، وسيساهم تحوّل الشاحنات الكبرى من استعمال النفط إلى الغاز الطبيعي المُسال في تراجع الاستهلاك الأميركي للنفط بمعدل ملايين البراميل في اليوم، كذلك، سيؤدي تصدير ذلك النفط إلى إضعاف أسعار النفط، ما يعني في المقابل إضعاف الحكومات في روسيا وإيران معاً، وهي ضربة ثلاثية نادرة: سيكون الوضع إيجابياً للاقتصاد والبيئة والسياسة الخارجية.

10 - لقد طال انتظار الإصلاحات الضريبية في المؤسسات لتشجيع الشركات الأميركية على إبقاء أرباحها في البلد بدل استثمارها أو تخزينها في الخارج من أجل تجنب الضرائب الأميركية المرتفعة نسبياً، ويمكن أن تساهم تلك الأموال في بناء المصانع وخلق فرص عمل في الولايات المتحدة، وتبدو هذه الخطوات كلها منطقية وربما تحظى بتأييد شعبي.

11 - ستتماشى إصلاحات الهجرة الشاملة مع ظروف المكسيك، والأهم من ذلك هو أنها ستجعل هذا البلد أكثر تنافسية وإنتاجية، وذلك من خلال جذب أعداد أكبر من الموهوبين والسماح لملايين الأفراد المقيمين في البلد بطريقة غير شرعية بالمشاركة الكاملة في المجتمع.

12 - يجب إدراج خطة جدية لإصلاح نظام الاستحقاقات ضمن برنامج العمل. إذا لم نستعد لهذه الخطوات الآن، فسيواجه الرئيس المقبل على الأرجح أزمة دين واسعة ومتزايدة تزامناً مع تقاعد جيل الطفرة السكانية وارتفاع معدلات الفائدة، وسيؤدي تمويل هذا الدين إلى توقف الاستثمار في الناس والبنى التحتية والدفاع، وعند تعزيز الاتكال على الدولارات المستوردة تزامناً مع إقدام هذا البلد على بذل جهود كثيرة لتخفيف اتكاله على النفط المستورد، ستتراجع قدراتنا أمام الأزمات المستقبلية، مع أننا نكون قد بدأنا للتو بتجاوز تلك الضوابط.

* هافينغتون بوست

back to top