Belle... قصة امرأة ظنت أنها {عبدة}!

نشر في 09-05-2014 | 00:02
آخر تحديث 09-05-2014 | 00:02
No Image Caption
يمكن اعتبار العمل بمثابة دراما تاريخية تنقل الواقع بحذافيره. الفيلم الجديد «Belle» من إخراج آما أسانتي ويرتكز على سيناريو ميسان ساغي، ويقدم أداءً ثورياً للممثلة غوكو مباثا رو بدور البطلة ديدو إليزابيث بيل.
 بيل هي الابنة غير الشرعية لقبطان بريطاني وامرأة إفريقية قيل إنها كانت {عبدة}، وقد تربّت إلى جانب نسيبتها الليدي إليزابيث موراي (سارة غادون) على يد عم والدها اللورد مانسفيلد (توم ويلكينسون)، وهو قاضٍ نافذ في مجاله كونه رئيس المحكمة العليا في إنكلترا.

فيلم Belle مقتبس من قصة حقيقية وهو عبارة عن عمل هجين يجمع بين الحقبة الرومانسية والدراما الاجتماعية وإجراءات المحاكم. يغوص العمل في مسائل مثل العرق والطبقية والنوع الاجتماعي فضلاً عن استعراض أسس العبودية في بريطانيا.

بدأت فكرة الفيلم في الأصل حين شاهدت ساغي لوحة من عام 1779 تظهر فيها شابتان، واحدة سوداء (بيل) وأخرى بيضاء (الليدي إليزابيث) وهما تحتلان مساحة متساوية نسبياً في الإطار، وهو أمر غير مألوف في تلك الحقبة. بدأت ساغي تجري أبحاثاً إضافية عن شخصية بيل، واستكشفت الرابط بينها وبين اللورد مانسفيلد وكيف أثرت علاقتهما على قراراته القانونية التي مهدت لإنهاء تجارة العبيد في بريطانيا.

قالت ساغي: {أحببتُ تلك المفارقة. في بريطانيا تحديداً، يفضل الجميع الاقتناع بالفكرة القائلة إن ظاهرة العبودية حصلت في عمق جنوب أميركا، حيث كان الرجال يضربون الناس بالسياط، بينما تُعتبر بقية الناس بريئة من هذا الذنب. لكنّ هذا الأمر غير صحيح. لذا أردتُ عرض موضوع العبودية على طريقة جاين أوستن وجلبه إلى كل منزل في إنكلترا}.

وصل سيناريو ساغي في النهاية إلى المنتج داميان جونز (The Iron Lady) وآسانتي التي أخرجت سابقاً فيلم A Way of Life الذي نال جائزة في عام 2004. بعدما سمعت مباثا رو عن القصة للمرة الأولى، اشترت بطاقة بريدية تظهر عليها اللوحة وتركتها معلّقة على جدار غرفتها طوال السنوات التي استلزمت صنع الفيلم (لم تشاهد اللوحة الأصلية إلا بعد انتهاء التصوير، فقامت برحلة مع شريكتها في البطولة غادون إلى قصر {سكون} في اسكتلندا حيث تُعلَّق اللوحة اليوم).

طوال الفيلم الذي يشمل أيضاً ممثلين مثل إميلي واتسون، ماثيو غود، ميراندا ريتشاردسون، سام ريد، وتوم فيلتون، تدرك {بيل} كيف أنّ وجودها وحده يفرض تحدياً على التسلسلات الهرمية في الحياة الأرستقراطية البريطانية.

أوضحت آسانتي: {تشمل إحدى المسائل الأساسية في الفيلم تحديد الأمور التي تكشف الهوية الذاتية: المجتمع أم ذواتنا؟ إذا اعتبرها المجتمع ابنة {عبدة} لكنها تبدو سيدة راقية، فأي رأي هو الأهم؟ وإذا اعتبرها المجتمع سيدة راقية بناءً على ثروتها لكنها تشعر بأنها ابنة عبدة، فما تأثير ذلك على رحلتها لاكتشاف هويتها وتحقيق نجاحها؟ يكمن التحدي بالنسبة إليها في إيجاد مكان يجمع بين تلك العوامل كلها، أي الأرستقراطية، العبودية، السود، البيض... وتقبّل تلك المظاهر واعتبارها جزءاً من الهوية الشخصية».

جدل

عُرض فيلم Belle عالمياً للمرة الأولى في الخريف الماضي خلال {مهرجان تورنتو السينمائي الدولي} الذي كان أول من عرض الدراما العرقية التاريخية 12 Years a Slave الفائزة بثلاث جوائز أوسكار، واحدة عن فئة أفضل فيلم.

إذا كانت إحدى نقاط الجدل التي أحاطت بفيلم 12 Years a Slave تتعلق بالمفهوم القائل إن الجمهور سيجد صعوبة في تقبّل طريقة عرض حياة العبيد، تنجح المنازل الفخمة ونمط الديكور والمنافع الاجتماعية في فيلم Belle بتجنب ذلك الجدل تزامناً مع عرض التداعيات الأخلاقية والقانونية لمفهوم العبودية.

ذكرت آسانتي: {بكل صراحة، بدأنا نحضّر فيلم Belle تزامناً مع إنتاج فيلم 12 Years a Slave إلا أنني لم أربط بين العملَين مطلقاً. لكني ألاحظ الآن أنهما وجهان لعملة واحدة على الأرجح. أحب أن أفكر بأن Belle سيتمكن من تحقيق النجاح وحده ومن سرد قصة ديدو وتقديم سياقه الخاص. آمل ألا يُعتبر فرعاً صغيراً من 12 Years a Slave. وأتمنى أن نتمكن من إطلاق نقاش عن تاريخنا وعن المرحلة التي وصلنا إليها اليوم}.

وفّر 12 Years a Slave أيضاً منصة لتسليط الضوء على الممثلة البارعة لوبيتا نيونغ التي فازت بجائزة أوسكار ووقّعت على عقد مربح وعالي المستوى مع شركة مستحضرات تجميل، كذلك اختيرت حديثاً أجمل امرأة في مجلة People.

انطلاقة مشجعة

لم يتضح بعد ما إذا كان Belle سيوفر انطلاقة مماثلة للممثلة مباثا رو. بالنسبة إلى شريحة واسعة من الجمهور، ستكون هذه المرة الأولى التي يراها فيها المشاهدون لكن من المستبعد أن تُحدث ضجة كبيرة بين ليلة وضحاها.

بعد الدراسة في الأكاديمية الملكية للفنون المسرحية، ظهرت مباثا رو على مسرح في إنكلترا بدور جولييت أمام أندرو غارفيلد المعروف من فيلم Spider-Man بدور روميو، ثم اعتلت مسرح برودواي بدور أوفيليا في مسرحية {هاملت} التي كانت من بطولة جود لو. كذلك، ظهرت في فيلم Larry Crowne مع توم هانكس وشاركت في المسلسلَين التلفزيونيَين الأميركيَين القصيرين Undercovers وTouch.

سبق وصورت أيضاً دوراً في فيلم Jupiter Ascending المرتقب لأندي ولانا واشوسكي، كذلك أدت دور مغنية شعبية في فيلم Blackbird لجينا برينس بايثوود.

لكن رغم أداء مباثا رو اللافت، لم يسبق أن شاركت في الأفلام الدرامية التاريخية التي لا تزال تحتفظ بأهميتها في عالم الأفلام والمسلسلات البريطانية.

قالت مباثا رو: {من خلال الخضوع للتدريب الكلاسيكي ومشاهدة عدد كبير من زملائي في أعمال مماثلة، خطرت لي هذه الفكرة الرومانسية ففكرتُ بأن أداء شخصية شبيهة بشخصيات جاين أوستن سيكون أمراً رائعاً}. لكنها أضافت: {لم أشعر مطلقاً بالنقص لعدم مشاركتي في أدوار مماثلة لأنني كنت أعمل بدون توقف. لذا لم أتذمر يوماً لأنني لم أشارك في مسلسل مثل Downton Abbey مثلاً}.

تم تجسيد قصة ديدو إليزابيث بيل كروح ثورية على نحو هادئ، فهي امرأة تناضل بكل بساطة كي تتصرف على سجيتها وتحصد تقدير المجتمع. يرتكز فيلم Belle من ناحية معينة على الدوافع نفسها، إذ تتولى ثلاث نساء ملونات أدوار المخرجة والكاتبة والنجمة، ما يمنح الدراما الرومانسية التقليدية نفحة شاملة وواعية اجتماعياً.

قالت دوداي ستيوارت، نائب رئيس التحرير في موقع Jezebel: {تصبح المهمة شاقة حين تكونين امرأة ملونة تحب هذه الأفلام لكنها لا تحصد الحب في المقابل. يبدو هذا الإنجاز مدوياً بطريقة ما. هذا ما يفتح المجال أمام احتمالات متعددة}.

أوضحت مباثا رو من جهتها: {بالنسبة إلي، من المريح أن نكشف عن وجهة النظر هذه. أظن أن الفتيات في طور النمو يجب أن يشاهدن فيلم Belle. على مستوى الهوية، من الضروري أن يدرك كل شخص حقيقة جذوره}.

back to top