قلق متصاعد من معركة «فاصلة» في بغداد أو كربلاء

نشر في 24-06-2014 | 00:08
آخر تحديث 24-06-2014 | 00:08
No Image Caption
لقاءات بين مسلحين وقادة شيعة... بتشجيع أميركي
معظم المدن والقصبات السنية في العراق سقطت بيد المسلحين في معركة خاطفة، أو بلا معركة بالأحرى، إذ دخلت القيادة العراقية في مرحلة الانسحاب العلني للقوات، واصفة ذلك بأنه إجراء تكتيكي يهدف إلى إنشاء قواعد تمركز جديدة. إلا أن الجميع يكتمون أنفاسهم من حرب استنزاف محتملة حول طوق سكاني يحيط بالعاصمة، وهو معروف بأنه منطقة ساخنة عبر سنوات، وذو غالبية سنية، أو أن تكون البلاد أمام قتال عنيف على خط التماس غرباً بين الأنبار، التي سقطت بيد المسلحين الأحد، وكربلاء ذات المكانة الخاصة لدى الشيعة.

وجهة النظر السائدة تميل إلى أن الطرفين المذهبيين سيحاولان تجنيب العاصمة ويلات النزاع، حالياً على الأقل، فالسكان بملايينهم الثمانية، خليط ديني وقومي ومناطقي يصعب التعامل معه، وسيكون مادة لأبشع جرائم الإبادة لو اندلعت شرارة تمرد مسلح في بغداد. وقد حرصت القيادات العسكرية غير الرسمية في بغداد (منظمة بدر وبقية الفصائل) على استعراض قوة وتشكيل ثلاثة خطوط دفاع من المتطوعين، تمتد من بابل شرقاً حتى الفلوجة غرباً، وتحيط ببغداد بإحكام، منعاً لحصول المحظور. وهو أمر يسري على كل المدن المتبقية في قبضة الحكومة، إذ جرى تقسيم المحافظات إلى قواطع تحمي كل منها 3 خطوط دفاع وإسناد.

لكن هذه التطمينات لا تكفي بعض الخبراء في شؤون التمرد، إذ يعربون عن اعتقادهم بأن حزام بغداد الجنوبي (السني) محتقن بالغضب على السلطة، وليس من الصعب أن يستجيب لأي فعل مسلح، وأن هذا النوع من الحروب لن يكون وقتاً مناسباً للتعقل، كي يقرر المهاجمون تجنيب أهل بغداد المختلطين طائفياً ويلات النزاع، بل إن المسلحين خاصة "داعش" يتمنون أن يقوم شيعة متطرفون برد فعل داخل العاصمة يستهدف سنتها، كي يكون ذلك جزءاً من مبررات التصعيد الميداني مع القوات الحكومية وحلفائها، يمنح التمرد مشروعية أوضح عند جمهورهم. وفي الوقت نفسه، فإن السقوط السهل لمدن محافظة الأنبار قد يعني أن المسلحين قادرون على فتح 4 جبهات مرة واحدة، جنوب العاصمة وغرب كربلاء، حيث بلدة النخيب المتنازع عليها مع الأنبار عند الحدود السعودية، وحول ديالى المختلطة أيضاً على حدود إيران، وحول المراقد في سامراء، ما سيدخل الجميع في إنهاك كبير، يبدو أن البعض حريص على حصوله قبل انعقاد جلسة البرلمان الجديد في 30 الجاري، لأن أي تفوق ميداني سيكون ورقة تفاوض إضافية على شكل المرحلة المقبلة.

في هذا الوقت، تتحدث المصادر عن مواقف "عقلانية" بين الفصائل المسلحة السنية، فهناك من يؤكد أن لقاءات جمعت قياداتها بالفعل مع مسؤولين شيعة بارزين يعارضون سياسات رئيس الحكومة نوري المالكي، في أكثر من مكان، داخل العراق وخارجه، ولعلها تمثل محاولة لوضع نواة تفاهم قبل أن ينشب النزاع الكبير حول بغداد أو كربلاء.

المصادر توضح أن قيادات المسلحين أبلغوا الشيعة بأن "لا تفاهم قبل إزاحة المالكي"، وأن مسؤولاً شيعياً اعترف لهم بأنه سيعجز عن حماية أي حل دون رحيل المالكي. ويبدو الموضوع جاداً رغم صعوبة التكهن بنتيجة سريعة له، حين تنقل المصادر ذاتها أن السفارة الأميركية في بغداد تشجع على اتصالات كهذه رغم أن إيران تتعامل بريبة معها، ويتزامن الأمر مع زيارة جون كيري، وزير خارجية أميركا، للعراق، وإعلانه مراراً أن تحقيق خرق سياسي يجب أن يكون عبر صياغات سياسية جديدة، تتضمن تغييراً، واعترافاً بخطأ نهج الحكومة المنتهية ولايتها، في إدارة الصراع.

back to top