مصطفى درويش : الروتين في مصر يقتل الإبداع

نشر في 14-04-2014 | 00:02
آخر تحديث 14-04-2014 | 00:02
رغم المعاناة التي عاشها المصور الصحافي المصري مصطفى درويش، لصنع أول أفلامه الوثائقية {النور والظلام}، فإنه أصر على تنفيذ حلمه، ليصنع في النهاية فيلما يرصد حياة المكفوفين في مصر، من خلال نماذج حية في المجتمع، عبر رحلة تستغرق 40 دقيقة يدخل فيها صاحب الفكرة والتصوير والإخراج، إلى عالم المكفوفين مازجاً بين معاناتهم ونجاحهم في حياتهم العملية.
حول جديده كان اللقاء التالي معه.
كيف انبثقت فكرة الفيلم؟

رأيت معاناة صديق {كفيف} مع المجتمع سواء في دراسته، إذ كان يلجأ إلى طباعة الكتب بطريقة {برايل} على حسابه الشخصي لأن الجامعة لا توفر كتباً للمكفوفين، أو في حياته اليومية، فقررت رصد أحوال هذه الفئة، وإلقاء الأضواء على نماذج ناجحة في الفن والأعمال اليدوية.

متى بدأت التصوير وما الجهات التي أنفقت على الفيلم؟

بدأت التصوير في  أبريل 2013 وانتهيت منه منذ أيام، في البداية تكفلت بمصاريفه، ولاحقاً دعمتني شركة (ENIT) للميديا برودكشن. كمصور صحافي، استخدمت الكاميرا الخاصة بي، ما حدّ من كلفة الفيلم بشكل كبير.

ما الصعوبات التي واجهتك أثناء التصوير؟

{الإجراءات والروتين} هما الأقسى في تجربتي، تحديداً مع الدولة، صوّر الفيلم في مدارس للمكفوفين في محافظات بمصر، واستغرق الحصول  على موافقة وزارة التربية والتعليم للتصوير داخل كل مدرسة 38 يوما، فشعرت بأن الدولة وروتينها هما المسؤول الأكبر عن تقليل مساحة الإبداع لدى الشباب، فبدل تشجيعهم على تجاربهم المختلفة في الفن، تضيق المنافذ أمامهم  ما يحبط أصحابها من المبدعين الناشئين.

كيف اخترت نماذج المكفوفين؟

رغبت في تسليط الضوء على نماذج مبدعة من المكفوفين، وليس ما يعانونه من تهميش لحقوقهم في الدولة فحسب، وفي مقدمة هؤلاء وائل السيد، عازف الأكورديون في فرقة {وسط البلد} لتجربته المميزة، أيضاً فرقة {أوركسترا النور والأمل} المكونة من فتيات كفيفات، لم يسمع كثر عنها، رغم أن الأوركسترا عزفت في أكثر من 35 دولة على مستوى العالم.

هل ثمة منافذ تساهم في تنشيط صناعة الأفلام الوثائقية توفرها الدولة؟

 

للأسف منافذ الدولة شبه غائبة، ولكن، تحديداً، بعد ثورة 25 يناير حدثت طفرة في الإبداع، وظهرت جهات مستقلة تهتم بعرض أعمال فنية للشباب، سواء أفلام وثائقية قصيرة أو روائية قصيرة.

برأيك، لماذا تتجاهل الجهات المعنية بالسينما المستقلة في مصر إبداعات الشباب؟

حصر صناعة السينما في قلة من المنتجين ضمن حالة أقرب إلى الاحتكار، كذلك يعدّ الروتين في الحصول على تصاريح {مرحلة مريرة}، يعيش فيها صاحب العمل الفني المبتدئ في قلق ليتمكن من إصدارها.

كيف تقيّم صناعة الأفلام الوثائقية في مصر؟

كما ذكرت، أفرزت الثورة تجارب ومبدعين ناجحين لا ينقصهم سوى الفرصة، على مدار السنوات الماضية لاقت الأفلام الوثائقية بأنواعها، انتشاراً أكبر ومعجبين، ولكن مازالت تلك الصناعة محدودة، سواء في مرحلة إنتاجها أو أماكن عرضها، التي لا تتجاوز مراكز إبداعية مستقلة وقليلة.

ما المواقف التي صادفتها وكانت مربكة لك؟

عندما التقيت عمرو سلطان، الرجل الكفيف الإسكندري، الذي جسد أحمد آدم  شخصيته في فيلم {صباحو كدب}، ولم يرحب بالتصوير معي في أول الأمر لأنه اعتبر تجسيد شخصيته في الفيلم كان {مسار سخرية}، كذلك عندما طردني مدير مدرسة للمكفوفين عندما أخبرته بأني مصور وأريد تصوير فيلم عن المكفوفين وقال لي: القانون يمنع تصوير ذوي الاحتياجات الخاصة.

هل شارك الفيلم في مهرجانات محلية أو دولية؟

قدمت طلباً للمشاركة في {مهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية}، وأنتظر الرد، وسيقدم الفيلم، أيضاً، في مسابقة قناة {بي بي سي} في مهرجان {عن قرب السينمائي}.

{النور والظلام} التجربة الأولى لك هل  ثمة تجربة أخرى؟

أستعدّ لتصوير فيلم وثائقي أخر، من إنتاج شركة (ENIT) التي أنتجت فيلمي الأول، أعتقد أنها ستكون أكثر نضجاً وسأتفادى الأخطاء التي وقعت فيها في تجربتي الأولى.

back to top