تشيلي الحصان الأسود في البطولة

نشر في 27-06-2014 | 00:01
آخر تحديث 27-06-2014 | 00:01
يقف الشعب التشيلي الذي يقدر عدده بـ17 مليون نسمة، وراء منتخب بلاده، متجمعين على هدف واحد هو تشجيع المنتخب الوطني لكرة القدم في مونديال البرازيل، الذي فجر فيه مفاجأة بصعوده إلى الدوري الثاني.

"نحن، التشيليين، لا نخاف مجموعة الموت، لأن الموت عشناه حقيقة"... هي صرخة اطلقها احد عمال المناجم الـ33 التشيليين الذي نجوا من الموت بعد ان احتجزوا 69 يوما تحت الارض في منجم عام 2010، وكانوا معلقين بين الحياة والموت في مدينة سان خوسيه شمال البلاد.

هؤلاء الأشخاص هم في طليعة مشجعي منتخب تشيلي لكرة القدم، وتتجسد هذه الروح القتالية التي يتمتعون بها وعدم الاستسلام في اصعب الظروف، في لاعبي منتخب تشيلي احدى مفاجآت كأس العالم الحالية المقامة في البرازيل، بعد ان فاز على استراليا 3-1، قبل ان يحقق فوزا لافتا على اسبانيا 2- صفر، ما ادى الى خروج الاخيرة رسميا وفقدانها اللقب الذي احرزته قبل اربع سنوات.

الشعب وراء المنتخب

يقف شعب بأكمله وراء منتخب تشيلي هذه الدولة التي يقدر عدد سكانها بـ 17 مليون نسمة، كلهم متحدون وراء هدف واحد هو المنتخب الوطني بقيادة النجمين اليكسيس سانشيس جناح برشلونة، وأرتورو فيدال بيضة القبان في صفوف يوفنتوس الايطالي.

ونجاح تشيلي في تخطي الصعاب لا يقتصر على كرة القدم، فقد اجتاحها زلزال مدمر عام 1960، حصد أكثر من 5 آلاف قتيل وجعل مليوني شخص من دون مأوى، لكن رئيس البلاد انذاك كارلوس ديتبورن المعروف بشخصيته القوية وجه نداء وجدانيا إلى الفيفا جاء فيه: "لم نعد نملك شيئا، لذا نريد استضافة كأس العالم". بنت تشيلي ملعب سانتياغو الذي يتسع لـ80 الف مفترج، وكان جاهزا لاستضافة المباريات. كما نجحت في "هضم" تغيير سياسي هام بعد 15 عاما من الديكتاتورية على اثر الاطاحة بالجنرال بينوشيه عام 1973.

أتينا للفوز

ولم يتردد مدرب تشيلي الأرجنتين خورخي سامباولي في القول قبل انطلاق العرس الكروي "اتينا الى البرازيل للفوز بكأس العالم"، معتبرا ان "الروخا" على موعد مع المجد في هذه البطولة.

وأشاد مدرب المانيا يواكيم لوف بالمنتخب الأميركي الجنوبي بعد المباراة، وقال: "تلعب تشيلي بطريقة رائعة وقدمت اسلوبا كرويا حديثا وممتعا امامنا".

لم يكتف المنتخب التشيلي بتقديم كرة مشوقة، بل ان شخصية لاعبيه وتصميمهم القوي على مدى الدقائق التسعين صعب من مهمة جميع منافسيه.

ويضغط لاعبو تشيلي على الفريق المنافس بقوة متسلحين بفنيات عالية وبعزيمة قوية واندفاع وروح قتالية عالية.

وشاءت المصادفات ان تتقابل الدولتان الاميركيتان الجنوبيتان وجها لوجه في البطولة الحالية غداً، ويقول مدرب تشيلي عام 1998 نلسون اكوستا: "هذا الفريق يستطيع التفوق على أي منتخب آخر"، علما بأن فريقه خرج ايضا على يد البرازيل بقيادة رونالدو في الدور الثاني في مونديال فرنسا عام 1998.

back to top