العنكبوت تريد هدايا قبل التزواج

تُظهر دراسة جديدة اليوم أن تقديم العنكب هدية للعنكبوت الأنثى قبل التزاوج سلوك يعود بفائدة كبيرة على الذكر. يوضح البروفسور ترين بيلد، رئيس وحدة {الوراثة، علم البيئة، والتطور} في قسم العلوم الحيوية في جامعة آرهوس: {تكشف دراساتنا أن الأنثى تخزّن ضعف كمية السائل المنوي من الذكر الذي يقدّم لها هدية، مقارنة بالذكر الذي لا يقدّم لها شيئاً}. نُشرت الدراسة الجديدة في مجلة Proceedings of the Royal Society B.

قفازا ملاكمة

بخلاف العناكب الأخرى، لا تلتقط العناكب الحاضنة فريستها بواسطة شبكة. ولكن على غرار كل العناكب الأخرى، تملك العناكب الحاضنة خيطاً تستخدمه غالباً للف الحشرة التي تريد تقديمها للأنثى.

فيما تنشغل الأنثى بالتهام الطريدة، قد يحظى الذكر بفرصة الزحف تحت بطنها ونقل سائله المنوي إلى داخل منطفتها (antheridium). يوضح بيلد أن الذكر، خلال عملية التجاوز، يبقي إحدى قوائمه على الهدية، كي يتمكن من معرفة ما تقوم به الأنثى وما إذا كانت ستحاول الفرار، حاملةً معها الهدية.

ينقل العنكب السائل المنوي من خلال عضوَين صغيرين يشبهان قفازَي ملاكمة يقعان في رأسه. يذكر الباحث: {تستطيع الأنثى حفظ السائل المنوي مدة طويلة. ويمكنها تنشيطه واستعماله متى تشاء، فلا تخصب بويضاتها إلا عندما تريد هي}.

تشريح المنطفة

يتزاوج معظم إناث العناكب مع عدد من الذكور. لكن الباحثين الدنماركيين رغبوا في اختبار فرضية أن العنكبوت قادرة على تخزين كميات أكبر من السائل المنوي خلال تزاوجها مع عنكب قدّم لها هدية.

لدراسة هذه المسألة، قدّم الباحثون لإناث العناكب مجموعة من العناكب الذكور قدّمت هدية وأخرى لم تحمل للأنثى أي تقدمة. وبعد التزاوج شُرّحت الإناث بهدف تحديد كمية السائل المنوي التي خزنتها من ذكور محددين.

يذكر بيلد: {حرصنا على أن تكون مدة جلسات التزاوج متساوية كي نتفادى أي اختلافات في عملية نقل السائل المنوي بين المجموعتين من العناكب الذكور. ركّزت تجربتنا على اكتشاف ما إذا كانت العنكبوت تخزن المزيد من السائل المنوي من العناكب الذكور التي تقدّم لها هدية، وكشفت النتائج أن هذا بالتحديد ما تفعله}. (نفّذت التجارب طالبة الدراسات العليا ماريا ألبو بإشراف بيلد).

إذاً، لمَ تفضّل العنكبوت تخزين السائل المنوي من الذكر الذي قدّم لها هدية؟ تشير نظرية بيلد إلى أن الأنثى تعتبر تقديم الهدايا دليلاً على أن الذكر جيد، وأنه سيكون أباً جيداً لذريتها.

يذكر بيلد: «إذا نجح الذكر في التقاط فريسة، لفها، وتقديمها للأنثى، يُظهر هذا أنه صياد ممتاز. وإن كانت هذه الخصال وراثية، فلا شك في أن الأنثى تود أن تنقلها إلى ذريتها».