الأديب فارس أحمد طه: القصة القصيرة أجمل الفنون

نشر في 03-08-2014 | 00:02
آخر تحديث 03-08-2014 | 00:02
ينحاز الأديب الشاب فارس أحمد طه إلى كتابات ما بعد الثورة في مصر ويرى أنها تعبر عن اتجاه جديد في الكتابة الأدبية، لاسيما الاستفادة من أساليب النشر على الإنترنت، كذلك يرى أن فيها كلمات ثورية تحرك جيوشاً وتلهم الجميع على العمل والانتفاض من أجل الحق، ويضيف في حواره مع «الجريدة» أن مجموعته القصصية {حنين} الصادرة أخيراً، تندرج ضمن الكتابات الجديدة، وستكون فاتحة خير، بعدما أعجبت النقاد والأدباء والقراء.
أخبرنا عن مجموعتك القصصية «حنين».

تعيد أطياف الزمن الرومانسي  في المجتمع وقد حازت رواجاً، أنا من المؤمنين بأن القصة القصيرة جداً أصعب من الروايات العالمية، فأنت مطالب بأن تقدم معلومات وتشويقاً وسرداً رائعاً وجملاً عذبة كل ذلك في سطور قليلة... ثم القصة القصيرة جداً تجذب  القراء نتيجة إيقاع الزمن وإصابتهم بالملل من القراءة لمدة طويلة.

لماذا كتبت في المقدمة أن مهمة الكاتب ليست أن يطلق إبداعه ليستمتع به القارئ، بل لا بد من أن يعبر عن المرحلة الزمنية التي يعيش فيها؟

لأني أكتب عن واقع وخيال... أي واقع يعبر عن الشباب وخيال يمتع القارئ، بذلك أكون قد حققت الأهداف التي أريدها ويتذكرني الجميع بأنني لم أكتب للتسلية.

في قصة «أسرار الجامعة» انتقدت التعليم الأزهري لماذا؟

أردت لفت الانتباه نحو هذا الصرح الكبير، فمن العيب أن يكون الأزهر منارة العلم، وهو الآن مهمل وحالته صعبة.

صدر لك رواية «القاتل الصغير» وكتاب «حكايات فاشل»، ماذا عنهما؟

رواية {القاتل الصغير} مثلت تحدياً كبيراً بالنسبة إلي، فقد كتبت في مقدمة الكتاب أني أريد تقديم عمل مختلف عن الأعمال الأدبية المعهودة في الأدب المصري، أعجبت الفكرة البعض ولم يحب البعض الآخر التغيير. أما كتابي العجيب {حكايات فاشل}، فهو عرضة للنقد والمدح في آن. الغريب أنني أتلقى اتصالات هاتفية من  المغرب وتونس يؤكد لي أصحابها أن الكتاب  يحكي حياتهم،  فيما تطلب مني اتصالات أخرى التوقف عن الكتابة، وربما لهذا الكتاب الفضل في بناء جماهيرية لي في عالم الإنترنت.

هل أضافت الكتابة إليك على الصعيد الشخصي؟

بالطبع، أضافت إلي سلاماً مع النفس وهدوءا وقدرة على التريث والتحليل المنطقي وحل المشاكل.

ماذا تمثل لك كتابة الرواية؟

من شأنها إثبات هل أنت كاتب صاحب موهبة  أم كاتب مصنوع، يقدم الموهوب رواية تحمل كل صفحة فيها جديداً، أما المصنوع فهو كاتب له جمهور يشتري أعماله بسبب اسمه ومن يلتف حوله. ربما يرى البعض أننا نعيش زمن الرواية، وهذا أمر جيد وليس سيئاً، فالرواية هي الطريق الذي من خلاله يمكن للقراء أن يدخلوا عالم الكتب، بالإضافه إلى أن ثمة روايات تقدم معلومات قيّمة .

ما الأقرب إليك القصة أم الرواية؟

الأمور لا تسير هكذا، الأديب مطالب بأن يكتب في المجالين حتى يشبع رغباته ويمتع القراء.. لكني أحب القصة القصيرة.

العمل الذي لا يحتوي ذاكرة يموت سريعاً، إلى أي مدى تحرص على وجود الذاكرة في كتاباتك؟

العمل الذي لا يأسر القارئ لن ينجح أيضاً... أكتب لتعيش كتاباتي، مهما اختلف العصر، وهنا يكمن ذكاء المؤلف، هل يريد أن يكتب من أجل المال أم من أجل أن يكون غائباً حاضراً.

ما الذي يميز كاتب ما من وجهة نظرك؟

وحده الزمن يحدد من هو الكاتب المميز، بمعنى أن الكاتب في حال كانت لديه جماهير تحميه لن يهم أسلوبه في الكتابة، لكن من وجهة نظري الكاتب المتميز هو صاحب التعبيرات اللغوية البسيطة والرقيقة والمحببة والواقعية كي يصدقها العقل.

ما دور الأسلوب في هذا المجال؟

 يؤدي دوراً مهماً، لكن الأسلوب يمكن تعلمه من القراءة، أما التعبيرات فتكون من صميم الكاتب.

يرى البعض أن مزاج القارئ تغيّر بعد ثورات الربيع العربي، ما رأيك؟

جذبت الأحداث السياسية القراء، فهم يريدون التشويق والواقع والأحداث الأغرب من الخيال، لكن، في نهاية اليوم، يجدون أنفسهم قد وصلوا إلى طريق من الصعب أن يدركه كثيرون، فيرجعون إلى الأدب لإمتاع عقولهم بما يحبون.

بمن تأثرت في كتاباتك الأدبية؟

في عالم الأدب عليك الابتعاد عن التأثر بأي كاتب قدر الإمكان، من حقك أن تحب كاتباً بعينه، لكن لا تتأثر به، لأني بذلك أكون قد وقعت في الفخ وبالتالي لن يقرأ أحد لي، إذ من دون قصد، سوف أجعل الناس يشعرون بأني شبيه لفلان، إنما أحب أن أقرأ ليوسف السباعي، يوسف إدريس، دكتور نبيل راغب.

كيف تقيّم الحركة النقدية الأدبية المصرية حالياً؟ وهل هي بمستوى الحالة الأديبة نفسها؟

أصبحت دور النشر تملك الناقد، فهي تجذبه لأن يكون عضواً في لجنة القراءة فيها  وتجعله يتساهل مع كُتاب الدار، ويهدي الجوائز إلى الدار، خصوصاً أن منهم من يكون في لجنة تحكيم مسابقات كبرى، من هنا الحال الأدبية، راهناً، ليست كما كانت في الماضي، عندما كانت لدينا أقلام ونقاد يعرفون ماذا يعني الأدب.

كيف ترى أزمة الثقافة؟

المشكلة الأكبر التي تواجهها في التسويق والانتشار، فكثير من الكُتاب الشباب لديهم موهبة حقيقية تضيع لعدم قدرتهم على تسويق أنفسهم، فدار النشر راهناً تجذب الكٌتاب الشباب وتغدق عليهم وعوداً غير صادقة، بالإضافة إلى عدم وجود دعم لمن يريد النشر، فلا يستطيع أن ينشر أي عمل له.

من رأيه أهم بالنسبة إليك: القارئ أم الناقد؟

أهتم برأي الجميع، يجعلني رأي الناقد أكتب بطريقة أقوى، والقارىء أكتب بطريقة أكثر متعة وبساطة... أحب أن تكون لي جماهيرية فهي تساعدني على حصد الجوائز وإيصال العمل بطريقة أفضل.

back to top