القول الكذب في حديث النخب
"النخبة" تعبير يطلق على الأفضل والأكثر دراية وخبرة في جميع مجالات الحياة، فهناك نخب ثقافية وسياسية واجتماعية... إلخ، ومن الطبيعي أن يقود هؤلاء المجتمع، ويعتبرهم المواطنون والعامة قدوة لهم ونبراساً يهدي طريقهم، ولكن هل يقومون فعلاً بذلك؟ هل يحق لهؤلاء النخب أن يكذبوا ويخدعوا الشعب؟! وإذا كانوا يكذبون فكيف ينظر إليهم الشعب؟ وهل يمكن أن يحترمهم؟قبل انقلاب يوليو وهؤلاء "النخب" يعدون المسرح للانقلاب بمجموعة من الأكاذيب والأراجيف، وسنحاول رصد- بعض- هذه الأكاذيب. فلو توقفنا مثلا عند نخب الإعلاميين وسألناهم:أين عقد بيع قناة السويس؟ وأين عقد تأجير سيناء؟ لقد ملأتم الدنيا صخباً وضجيجاً وأقسمتم واتهمتهم الرئيس مرسي ببيع القناة وتأجير سيناء، بل ادعى البعض أن هناك تحقيقاً في الكونغرس بشأن 8 مليارات دولار دفعها أوباما "خلو رجل" سيناء!أين كل هذا؟ ولا حجة لكم أن الأوراق يخفيها "الإخوان" أو الرئاسة، فقد أصبحت الرئاسة كلها بإدارتها وملفاتها وموظفيها، بل أصبح البلد كله طوع بنانكم ورهن إشارتكم، فأين إثباتاتكم وادعاءاتكم أم أنكم كنتم تكذبون علينا؟ أما النخب السياسية، وسنكتفي بحديث شيخ الدبلوماسية المصرية ورئيس "لجنة الخمسين" الذي قال نصاً "لا توجد ضغوط على اللجنة، ولكني أتفهم وجود لوبي يعمل لصالح جماعة معينة"، بالله عليكم ما معنى وجود "لوبي"؟ وماذا يفعل؟ هل يجتمعون مثلاً لشرب قهوة الصباح والشاي الإنكليزي عند العصر؟ قديماً قالوا "حدث العاقل بما لا يعقل فإن صدق فلا عقل له"... فمن تراه من المصريين بلا عقل لتحدثه هذا الحديث المغلوط يا شيخ السياسة ومفوض النخب؟أما النخب الثورية واليسارية والمدنية فسؤالنا: بكيتم وأبكيتمونا جميعاً طوال 365 يوماً من حكم الرئيس مرسي على حقوق الإنسان الضائعة وكرامته المهدرة، ولم نسمع حرفاً واحداً ولا صوتاً ولو ضعيفاً يتحدث عن ذات الحقوق بعد الانقلاب، فرغم قتل المئات (لن أقول الآلاف كي لا يصاب البعض بالإرتكاريا) واعتقال الآلاف لم نسمع شيئاً، فهل أصابنا الصمم فجأة أم أنكم كنتم تكذبون علينا؟ وهل يجوز الكذب من أصحاب القيم والمثل والمبادئ؟والحديث عن النخب القضائية يطول ولكنه للأسف يعيب مصر كلها أن يكذب سدنة العدالة وحراس القانون وحماة الحق وملجأ المظلوم، وأن يتلاعبوا بالألفاظ ويطوعوا القانون وفقا لأهوائهم السياسية، فهذا والله لإثم كبير. ودون إطالة سنشير فقط إلى موقف حملة الوشاح من البرنامج الساخر، وكيف كان حكم "الإدارية العليا" وقت حكم مرسي؟ وما هو تقرير المفوضين لذات المحكمة في ذات "البرنامج" بعد الانقلاب؟والحديث عن النخب الدينية يثير في النفس شجوناً أكثر من غيرها، فنحن نتحدث عمن وقفوا موقف الأنبياء واعتلوا منابر الرسل، فكيف لهم أن يخدعوا رعيتهم والمؤمنين بهم؟ فإن أخطأ المواطن البسيط ولم يعرف الفرق بين موقعة الجمل وموقعة صفين أو يفهم كيف نشأ الخوارج وما فرقهم... فهذا جائز، أما أن يقع شيوخنا الأجلاء في هذا الخلط المتعمد ويطلقون الاتهامات يميناً ويساراً دون سند من حقيقة أو برهان؟انتهت مساحة المقال ولم ينته الحديث... فإلى مقال آخر إن كان للحرية متسع.