سيرين وأحمر شفاه ودراما تركية

نشر في 07-03-2014 | 00:01
آخر تحديث 07-03-2014 | 00:01
ثمة مشكلة لدى ممثلات لبنانيات كثيرات، تكمن في حقن البوتوكس الزائد المزروعة في مختلف أنحاء وجوههن، فالممثلة تصور معظم اللقطات وتعابير وجهها لا تتغير. سواء مثلت دور حزينة أو ضاحكة أو متجهمة، تبقى ملامح وجهها كما هي (سيرين عبد النور نموذجاً)، ويبقى أن ما يتبدل في تمثيل سيرين هو ثيابها اللافتة، وبإزائها تتحول عارضة أزياء أكثر منها ممثلة.

 مع ذلك أضحت سيرين ظاهرة في العالم العربي، تقف إلى جانب أهم الممثلين، ولها دور في إنجاح المسلسلات، لأن جمالها يسبق تمثيلها. وعلى هذا لم يكن غريباً أن يقول المنتج اللبناني مروان حداد في مقابلة تلفزيونية، إن سيرين حملت مسلسل «روبي» على أكتافها، وبدا، في حديثه عن الممثلات اللواتي يقدمن أدوار البطولة، أكثر ميلاً إلى الماركتينغ الجسدي من التمثيل، ربما لأنه يدرك أن النجمة الجميلة تغدو بديلاً من الرغبة واللمس، والجسد والأزياء أكثر إبهاراً من التمثيل.

***

محنة أخرى في الدراما اللبنانية تتجلى في أن الممثلة تظهر دائماً بكامل ماكياجها، سواء في السرير تحت اللحاف، أو نائمة أو مستيقظة، أو خارجة من تحت {الدوش}، أو غاطسة في مسبح بحري. لا تقبل الممثلة الظهور أمام الكاميرا إلا بكامل أناقتها وحتى أحمر شفاهها، كأنها تمثل لصورتها وليس لدورها.

***

محنة الدراما اللبنانية عموماً أنها بعيدة عن الواقع، في معظم الأوقات تدور الأحداث في القصور الفخمة وأحدث السيارات وفي أرقى المناطق، تغيب عن الدراما اللبنانية المآسي اللبنانية من الكهرباء إلى الفساد إلى الأمن إلى الطائفية، وتحضر أمور سطحية وتقدم بسطحية لأنها مكتوبة بهذه الطريقة.

***

استطاعت الدراما التركية في جوانب منها أن تغزو العالم العربي، سواء كنا ضدها أم معها، سواء تغنينا بالدراما الشامية أو الصعيدية. لم يعد حضور الدراما التركية من خلال الدبلجة وتمثيل الأصوات وخطف جمهور التلفزيون فحسب، بل من خلال المسلسلات الدرامية العربية اللبنانية والسورية والمصرية، إذ أصبحت الدراما التركية نموذجاً يحتذى به في الاستهلاك البصري في العالم العربي.

تحاكي الدراما التركية في المواضيع التي تتناولها الخيانة والحب، كأن الترفيه الذي تقدمه وسيلة تفيد الجمهور للهرب من الواقع العربي المأزوم، من الحروب والدم. الجيد في الدراما التركية أنها خلصتنا من فلكلور «باب الحارة» والثقافة الذكورية الشرقية، والسيئ فيها أن بعضها يدور في دوّامة حب متكررة من البداية إلى النهاية، وتتشعب الأحداث مع مؤثرات موسيقية وتأثيرات فانتازية، وإسقاطات وجدانية واجتماعية ورومنسية يتعطش لها الجمهور، خصوصاً النساء العربيات اللواتي كان قدرهن زواجاً بطريركياً.

back to top