Kill Your Darlings... رسالة حب إلى كتّاب ما بعد الحرب العالمية الثانية

نشر في 31-10-2013 | 00:01
آخر تحديث 31-10-2013 | 00:01
لاقت قصص الأبطال الخارقين رواجاً كبيراً في السنوات الأخيرة، لذلك بدا منطقيّاً أن تمتد هذه الموجة إلى قصص خارج القصص المصورة، مثل كتّاب جيل «بيت» (Beat generation) أو جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية. يروي الفيلم الجديد Kill Your Darlings قصة غينسبرغ وكيرواك وبوروز حين كان ألن وجاك ووليام، شباباً يسيرون على الدرب الذي أوصلهم إلى معالم أدبية، مثل Howl،On the Road، وNaked Lunch.
يركز فيلم Kill Your Darlings (من بطولة دانيال رادكليف وداين ديهان ومايكل سي. هول) على السنتين 1943 و1944، حين اجتمع غينسبرغ وكيرواك وبوروز بفضل لوشيان كار، الذي أحاط نفسه بالفنانين والإبداع والثقافة. وقد اعتُبر كار {ملهم} جيل بيت و{قابلته}، وقد ضاع دوره في إرث هذا الجيل بسبب قتله رجلاً آخر. ويسعى Kill Your Darlings إلى ملء هذا الفراغ.

Kill Your Darlings هو الفيلم الأول للمخرج جون كروكيداس، الذي وضع السيناريو مع زميله السابق أوستن بان. مرت عشر سنوات للتحضير لهذه العمل منذ المرة الأولى التي أخبر فيها بان كوركيداس عن قصة كار. ويتناول Kill Your Darlings تعقيدات العلاقات المتشابكة بين كار والرجل الذي قتله، ديفيد كاميرر، كار وغينسبرغ وكيرواك وبوروز، وكل هؤلاء والمؤسسة الأدبية والمواقف الثقافية في تلك المرحلة.

رغم التفاصيل كافة التي كشف عنها البحث في علاقة كار الغامضة بكاميرر، رابط يشير إلى اعتماد متبادل وخلل كبير، لاحظ كروكيداس وبان علاقة أخرى شكّلت محور القصة.

يذكر كروكيداس خلال مقابلة معه ومع رادكليف وديهان في لوس أنجليس: {أعتبر أن العلاقة الأكثر أهمية تبقى علاقة ألن بلوشيان}.

يوضح كروكيداس، الذي يوزع وقته بين نيويورك ولوس أنجليس: «تعمدنا أن يكون الفيلم رسالة حب إلى جيل «بيت» لأنه يعني لنا الكثير. لكنني آمل أيضاً التوجه من خلاله إلى كل مَن يرغب في تحقيق إنجاز فريد أو مهم في حياته، كل مَن يريد أن يقول أمراً ما للعالم. وما كان هؤلاء الرجال ليحققوا ما وصلوا إليه لولا لوشيان كار».

يؤدي رادكليف، جاك هيوستن، وبن فوستر أدوار غينسبرغ وكيرواك وبوروز، في حين يجسد ديهان دور كار وهول كاميرر. كذلك تؤدي إليزابيث أولسن دور صديقة كيرواك، جينيفير جايسن لي دور والدة غينسبرغ، في حين يجسد ديفيد كروس بلمسته الذكية شخصية والد غينسبرغ، علماً أن كروس أدى دور ألن غينسبرغ نفسه في فيلم I’m Not There لتود هاينز.

وإذا أضفنا إلى فريق العمل المنتجة المخضرمة في مجال الأفلام المستقلة كريستين فاشون، نرى أن Kill Your  Darlings فيلم طموح نظراً إلى ميزانيته المنخفضة، مدة تصويره التي لم تتعدَّ 24 يوماً، وكلفته التي لم تتخطَّ الأربعة ملايين دولار.

لكن الفيلم يحمل بعض اللمسات المعاصرة: ففي محاولته لإظهار طاقة عمل جيل «بيت» وروحه، تخلى كروكيداس أحياناً عن الدقة التاريخية ليستخدم موسيقى معاصرة لفرق مثل TV on the Radio

وLibertines لإخراج هذا الجيل من التاريخ ودفعه نحو الحاضر.

يذكر رادكليف، متحدثاً عن التأثير المتواصل لجيل «بيت»: «يتمحور الفيلم حول كيف حققوا ما حققوه على طريقتهم. يُعتبر هذا النوع من الانطلاق الجامح مثيراً ومعدياً، وهذا أحد الأسباب التي حافظت على شهرتهم حتى اليوم. فقد تحولوا إلى صورة لأفكار أي جيل عن الثورة».

رادكليف البارع

Kill Your Darlings أول فيلم يصوّره الممثل البارع رادكليف (24 سنة) في الولايات المتحدة (حتى إنه حصل على بطاقة نقابة الممثلين). فيما يمضي قدماً بعد انتهائه من سلسلة Harry Potter، شارك رادكليف أخيراً في مهرجان تورنتو الدولي للسينما لا بسبب Kill Your Darlings فحسب، بل أيضاً فيلم The F Word الرومانسي الفكاهي والفيلم الخيالي Horns.

تحدث كروكيداس إلى رادكليف عن الدور للمرة الأولى حين كان يشارك في مسرحية Equus في برودواي عام 2008. ولكن بما أن انشغاله بالجزأين الأخيرين من Harry Potter منعه من المشاركة في Kill Your Darlings خلال التحضير له، قرر المخرج اللجوء إلى الممثل جيسي أيزنبرغ. ولكن عندما انسحب الأخير (قال رادكليف مازحاً: {شكراً جيسي})، تمكن رادكليف من استعادة الدور.

عندما عُرض Kill Your Darlings للمرة الأولى في يناير في مهرجان «ساندانس السينمائي»، أثار مشهد العلاقة الجنسية المثلية الواضح بلبلة كبيرة.

لكن المشهد يشكل جزءاً من تقدّم الشخصيات نحو المرحلة التالية، مع قتل كار كاميرر، حزن كيرواك على صديق مات في الحرب العالمية الثانية، وانتقال بوروز إلى تعاطي المخدرات في الوريد.

مع اقتراب موعد إطلاق الفيلم، لاحظ رادكليف أن المشهد احتلَّ مكانة بارزة في المقابلات، ربما بسبب تناقضه مع دوره كصبي ساحر، حسبما يعتقد. يقول رادكليف: «لا تُطرح أسئلة مماثلة على أي ممثل آخر. هذا هو الواقع. قد أُسأل عن شعوري عند تجسيدي دور مثلي جنسي أو المشاركة في مشهد مماثل. لكن البعض ذهب إلى حد سؤالي عما إذا شكل ذلك صدمة لي أو عما إذا كنت اعتبره مخاطرة».

يضيف: «كلا، لا أعتبر هذا المشهد مخاطرة. المخاطرة أن تمثل مشهداً سيئاً في فيلم فاشل. إلا أن الفيلم ممتاز، لذلك لا أعتبره مخاطرة. لي ملء الثقة أن المشهد ما كان ليستحوذ على هذا القدر من الاهتمام لو أن مَن أداه لم يمضِ الجزء الأكبر من حياته في تمثيل سلسلة للأولاد».

مسيرة طويلة

بما أن كار كان أول مَن جمع جيل «بيت»، فقد أدى قتله كاميرر إلى تفريق المجموعة. أمضى كار سنتين في السجن، مدعياً الدفاع عن النفس في وجه تحرشات كاميرر المثلية. وبعد إطلاق سراحه، حقق مسيرة مهنية طويلة ومحترمة كمحرر أخبار.

أما كيرواك وبوروز اللذان اعتُقلا كشاهدين على جريمة كار، فدوّنا رواية خيالية عن قصة كار/كاميرر بعنوان And the Hippos Were Boiled in Their Tanks، التي لم تُنشر حتى عام 2008، بعد ثلاث سنوات من وفاة كار.

كذلك وضع كيرواك قصة مبطنة عن هذه المسألة في روايته Vanity of Duluoz عام 1968, وأهدى غينسبرغ الطبعة الأولى من روايته Howl إلى كار، الذي طلب حذف اسمه من الطبعات اللاحقة فيما حاول الابتعاد عن ماضيه مع جيل {بيت}.

يذكر ديهان: {أعتقد أن من الصعب تحديد العلاقة بين لوشيان وديفيد لأنها بالغة التعقيد، خصوصاً أن لوشيان عمل جاهداً، بعد انتهاء هذه القصة، على ألا يرويها أحد. لذلك كان علي أن أبتعد عن لوشيان الذي أراد العالم أن يراه لأظهر هويته الحقيقية}.

back to top