العنكبوت الوثابة تستخدم النمل للحماية!

نشر في 24-03-2014 | 00:01
آخر تحديث 24-03-2014 | 00:01
يشكّل النمل حرساً بعيد الاحتمال في معركة العناكب الوثابة ضد العناكب الباصقة.
تستخدم العنكبوت الوثابة الخجولة رائحة النمل كسلاح سري لتنقذ نفسها من براثن العنكبوت الباصقة المفترسة. لكن السلبي في هذه الخطة أن العناكب الوثابة تشكّل، أيضاً، وجبة لذيذة لمنقذيها. ولتخطي هذا الخطر الإضافي، تعمد هذه العنكبوت إلى بناء عش حصين لا يمكن للنمل دخوله، حسبما كتبت كسيمينا نيلسون من جامعة كانتربيري في نيوزيلندا وروبرت جونسون من الجامعة ذاتها والمركز الدولي لعلم الحشرات النفسي والبيئي في كينيا، في مقال لهما نُشر في مجلة Behavioral Ecology and Sociobiology التابعة لمنشورات Springer.

تُعتبر الشراكة التي يسعى فيها نوع ضعيف لنيل الحماية بالتقرب من نوع حامٍ عدائي يستطيع ردع المفترسين أكثر شيوعاً بين الطيور منها بين العنكبيات. لذلك أجرى جاكسون ونيلسون تجارب في المعهد الدولي للأبحاث على الأرز في الفلبين بغية تحديد التفاعل بين نوع من العناكب الوثابة (Phintella piatensis)، النمل الحائك المحلي (Oecophylla smaragdina)، والعناكب الباصقة المفترسة التي تنسج الشباك (Scytodes sp).

تستطيع العناكب الباصقة عرقلة حركة فريستها بالبصق عليها من بعد. وفي الفلبين، تعيش هذه العناكب في مجموعة الأوراق اللامعة ذاتها مع العناكب الوثابة. وتتعمد عادةً حبك شباكها فوق عش العناكب الوثابة، ما يسهّل عليها عملية الاصطياد. ولكن اكتشف هذان الباحثان أن العنكبوت الباصقة لا تقترب من العنكبوت الوثابة حين تقيم هذه الأخيرة عشها قرب وكر النمل الحائك. ويعود ذلك إلى أن العناكب الباصقة تنفر من رائحة المركبات المحددة التي يُطلقها هذا النمل في الهواء.

لاحظ الباحثان أن العناكب الوثابة تختار مواقع أعشاشها وفق ما إذا كانت تستطيع رؤية نمل حي ناشط فيها، شم رائحة النمل، أو رؤية تلال من النمل الحائك الميت. رغم ذلك، لا تكون كل مشاكل العنكبوت الوثابة قد حُلت بهذه الطريقة، بما أن منقذها، النمل الحائك، يعتبرها، أيضاً، وجبة لذيذة. لذلك تعمد العناكب الوثابة إلى بناء عش كثيف لا يستطيع النمل اختراقه، مستخدمةً خيطاً قوياً يصعب على الحشرات تمزيقه. كذلك تزود مداخل عشها هذا بقطع من الحرير تشبه الأبواب الدوارة. فتسارع العنكبوت إلى إقفال هذه الأبواب عندما تدخل العش أو تخرج منه، قبل أن تتمكن أي نملة من اللحاق بها.

تذكر نيلسون: {قد تكون هذه العلاقة مع النمل المحلي، علاقة لا يتلقى فيها النمل أي فوائد، أكثر شيوعاً بين مفصليات الأرجل مما نتوقع راهناً. لذلك نعتقد أن التعمق أكثر في العلاقات بين النمل وأنواع أخرى من المفصليات الأرجل قد يؤدي إلى أمثلة مشابهة عدة، ويزوّدنا بفهم أفضل لتعقيدات اختيار المواطن المناسبة وتفرعاتها البيئية}.

back to top