4 طرق تحسّن بها أداء دماغك!

نشر في 18-02-2014 | 00:02
آخر تحديث 18-02-2014 | 00:02
أنت شخص دائم الانشغال. لا شك أنك تخوض سباقاً مستمراً لمواكبة أعمالك وعيش حياتك. ولا يتحسن وضعك حين تلتهي بالأجهزة النقالة والحاسوب أثناء العمل. قد تفتح 10 نوافذ على المتصفح دفعةً واحدة وتضطر إلى التنقل بينها، فتنشغل أحياناً بالرسائل الإلكترونية التي لا تتوقف. وفي نهاية اليوم، تنام لفترة أقل من المدة اللازمة، لكنك تقنع نفسك بأن الوقت لن يكون كافياً مطلقاً.
إذا كنت تعيش بهذه الطريقة، توجّه لك ماريا كونيكوفا من صحيفة «نيويوركر»رسالة بسيطة: توقف، خذ استراحة، وقيّم التكاليف الفعلية لعاداتك.

ماريا كونيكوفا عالمة نفس حائزة شهادة دكتوراه وكاتبة مشهورة في صحيفة «نيويوركر»، تركز مراراً وتكراراً على موضوع شائع: كيف نكبح سعادتنا بنفسنا ونؤذي أدمغتنا أحياناً لبلوغ مستوى بعيد المنال من الإنتاجية. توضح كونيكوفا في إحدى حلقات برنامج Inquiring Minds: {يجب ألا نتحرك اليوم استناداً إلى طريقة تطورنا وكيفية عمل دماغنا أو طريقة عملنا حين نقدم أعلى مستويات الأداء. أشعر بأنني أخوض معركة خاسرة ولكني آمل أن أجد ما يكفي من الأصوات المنطقية كي يصغي أحد أخيراً لما نقوله: {محاولة تحقيق إنتاجية مفرطة تجعلنا أقل إنتاجية بكثير}.

استناداً إلى كتابات كونيكوفا، نعرض في ما يلي أربع طرق لتغيير أسلوب حياتنا فضلاً عن تحسين أداء أدمغتنا وطريقة عملها:

1 زيادة مدة النوم

لا يزال العلم يحتاج إلى اكتساب معارف كثيرة عن انعكاسات الحرمان من النوم. لكن بدأت الأبحاث تزداد جدية، لا سيما على ضوء الدراسات الجديدة التي تشير إلى أن وظيفة النوم الأساسية تقضي بتطهير الدماغ من المخلفات البيوكيماوية التي تنجم عن نشاط الدماغ حين يكون في حالة الوعي. يعني ذلك أن عدم النوم لفترة كافية قد يؤدي إلى تراكم بروتينات ضارة مثل «البيتا أميلويد» التي يمكن أن تعرّضنا لأمراض عصبية تنكسية مثل الزهايمر.

كيف يمكن أن نصلح عادات النوم السيئة إذاً؟ العملية ليست سهلة: يتطلب ذلك على الأقل تغيير أسلوب الحياة بشكل جذري. تقول كونيكوفا: {لا يمكن أن نقنع أنفسنا بكل بساطة بأننا لن نحصل مطلقاً على ساعات نوم كافية، لذا سنطيل مدة النوم في عطلة نهاية الأسبوع وهكذا سيتحسن الوضع. لا تنجح هذه الخطة}. يسهل التعافي من ليلة أرق، لكنّ التعافي من الحرمان المزمن من النوم يتطلب على الأقل تجديد دورة النوم بشكل جذري.

ما هي مدة النوم المناسبة؟ تختلف المدة من شخص إلى آخر لكن يعتبر الخبراء أن الراشدين يحتاجون إلى النوم بين سبع وتسع ساعات في الليلة.

2  وقف إدمان الإنترنت

 ربما تتساءل عن أثر الإنترنت على دماغك. وإذا كنت تتذكر الحقبة التي سبقت وجود الإنترنت، فلا شك أنك لاحظت حجم التغيير الذي أصاب حياتك بسبب توافر خدمات مثل البريد الإلكتروني على نطاق واسع. ربما أصبحت مدمناً على التكنولوجيا ومعتاداً على الانتقال من مهمة إلى أخرى: بين الفيسبوك وتويتر والبريد الإلكتروني والقراءة... وجميع الخدمات المماثلة التي يمكن أن تظهر.

تعتبر كونيكوفا أن استعمال الإنترنت بهذه الطريقة الهوسية ظاهرة سلبية: {تظهر المشكلة حين نبدأ بإتمام مهام متعددة في الوقت نفسه ونحوّل انتباهنا سريعاً من مقالة إلى تغريدة إلى كتابة على الفيسبوك، وهكذا نتواجد في كل مكان. بما أن هذا النمط يتطلب مستوى معرفياً عالياً، نصبح أقل قدرة على التواصل مع ما نقرأه وما نفعله، وهذا ما يرهقنا ويسيء إلى أدائنا في المهام التي يجب أن نقوم بها}.

كيف يمكن تحسين طريقة استعمال الإنترنت إذاً؟ يجب أن تحدد القواعد لنفسك كما توصي كونيكوفا: نصف ساعة للبريد الإلكتروني، ثم نصف ساعة لموقع تويتر، وهكذا دواليك. يمكنك أن تجبر نفسك على هذا النوع من الانضباط أو يمكنك استعمال أداة لمساعدتك. لإنهاء الكتابة، تستعمل كونيكوفا تطبيقاً يعيقها من استخدام الإنترنت خلال فترة زمنية محددة، ما يجبرها على العمل والتركيز.

3 ضبط تعدّد المهام

 تعكس مشاكلنا في استعمال الإنترنت بطريقة مثمرة فرعاً من مشكلة أشمل: تعدد المهام. نعيش وسط ثقافة تشجّع هذه الظاهرة، مع أنها تجبرنا على استعمال أدمغتنا بمستوى أقل من الأداء الأمثل. تسأل كونيكوفا: «ما عدد مواصفات العمل التي تتطلّب «البراعة في تعدد المهام» أو تركز على «الحاجة إلى شخص يجيد إتمام مهام متعددة؟». تعتبر هذه العقلية تعدد المهام ظاهرة إيجابية جداً».

لكنّ الوضع ليس كذلك. كتبت كونيكوفا حديثاً أن المكاتب المفتوحة والشائعة تلهينا وترفع مستوى ضغوطنا وتقلّص إنتاجيتنا. يحصل ذلك لأنها تعيق قدرتنا على التركيز. تلك المساحة بحد ذاتها مصمَّمة لإتمام المهام المتعددة حيث تكثر مصادر الإلهاء. مع ذلك، ترتبط القدرة على التركيز بالسعادة. تقول كونيكوفا: {تشير بعض الأبحاث المثيرة للاهتمام إلى أننا حين نركز على ما نفعله، نصبح أكثر سعادة، حتى لو كان ما نفعله مملاً جداً. في المقابل، حتى لو كنا نقوم بأمر ممتع جداً، سيصبح أقل متعة بالنسبة إليك إذا كنت لا تركز عليه}.

كيف نوقف دوامة تعدد المهام إذاً؟ أولاً، حاول أن تعتاد على ملاحظة حجم المهام التي تقوم بها. ومثل طريقة التعاطي مع الإنترنت، حاول ضبط نفسك كي تقوم بأمر واحد في كل مرة.

4  الاسترخاء الذهني

 لكن ثمة حل أشمل للمشكلة واسمه الاسترخاء الذهني وهو وارد بالتفصيل في كتاب كونيكوفا الذي حقق أعلى المبيعات بعنوان «العقل المدبر: كيف نفكر مثل شرلوك هولمز» (Mastermind: How to Think Like Sherlock Holmes).

أكثر ما يصدم بشأن الشخصية التي ابتكرها آرثر كونان دويل هو تركيزه الفائق وقدرته على ملاحظة أدق التفاصيل التي يغفل عنها الجميع. مع ذلك، تعتبر كونيكوفا أن هولمز يحلّ جرائمه بشكل أساسي عبر الجمود: {يجلس على كرسيه ولا يقوم بشيء. بل يغلق عينيه أو يعزف على الكمان لكنه لا يقوم بشيء في أغلب الأوقات}. هذا الهدوء هو الذي يجعل هولمز تحرياً يقظاً وعالي التركيز حين يحاول حل أي قضية.

كيف نفكر إذاً مثل شرلوك هولمز؟ تقول كونيكوفا إننا نحتاج إلى تقليد أسلوب التحري حين يجلس في كرسيه: خصص بين 10 و15 دقيقة يومياً واعتبر هذه الفترة للراحة والسكون}. كل ما تحتاج إليه مثلاً هو الجلوس في المكتب وإغلاق عينيك طوال 10 دقائق والتركيز على التنفس، أي الشهيق والزفير. هذا كل شيء!}.

تشير الأبحاث إلى أن تمارين الاسترخاء الذهني تساهم في تحسين الانتباه والتركيز: {الأمر يشبه تشغيل العضل الذي يكبر ويزداد قوة. سرعان ما تصبح قادراً على التركيز بسهولة أكبر ولفترات أطول}.

قد تظن أن إحداث هذه التغيرات سيكون أمراً صعباً! لكنّ هذا النمط من التفكير يطرح المشكلة الحقيقية. توضح كونيكوفا: {يجب أن نعمل على تغيير هذه العقلية بالذات لأنها تترافق مع نتائج عكسية. ما لا ندركه هو أن هذا الوضع يقلص ابتكارنا وسعادتنا ولا نستفيد بذلك من أقصى القدرات البشرية من الناحية العقلية والجسدية}.

back to top