حمد خليفة... قدّم 500 أغنية بين عاطفية ووطنية ودينية (1 – 2)

نشر في 02-07-2014 | 00:02
آخر تحديث 02-07-2014 | 00:02
«قال منهو تولع» أول أسطوانة سجّلها في البحرين
 حمد خليفة فنان قدير من جيل رواد الفن في الكويت، وأحد أبرز المطربين الذين ساهموا، بكثير من الجهد والعطاء المخلص، في مسيرة الحركة الغنائية الكويتية، فهو من مؤسسي جمعية الفنانين الكويتيين، وتميز بتقديم الصوت الكويتي القديم الأصيل، كذلك غنى الأغنية الشعبية وحصد نجاحاً وحب الجمهور.

 اعتمد الفنان حمد خليفة على نفسه، فوصل إلى القمة مع نجوم ورواد الأغنية الكويتية، لكنه فاجأ الجميع وأعلن اعتزاله الغناء (1981)، وعوض عن غيابه في الساحة الغنائية بأن قدم لها ابنه الفنان المطرب الموهوب صلاح حمد خليفة.

النشأة

اسمه الكامل حمد خليفة علي الصقر، من مواليد الكويت 1929 في فريج المواش في الحي القبلي، مقابل مسجد بن بحر وسوق واجف من الجهة الجنوبية، وسوق الغربللي من الجهة الشرقية، ومن الخلف راحة السيف، توفى والداه في سن مبكرة، فعاش طفولته يتيماً.

اشتهر حمد خليفة وعرف محلياً باسم {حمد مونس} لفترة طويلة، اعتقد البعض أن هذا اسمه الحقيقي و فسره البعض بأن كلمة {مونس} تعني أنيساً بالجلسة والطرب، خصوصاً أنه معروف عنه خفة دمه وصاحب نكتة بين أصدقائه، الصحيح أنه اسم لقب عائلة والدته وقد تغلب لفترة على اسمه الحقيقي.

طبع اسمه على الأسطوانات تحت اسم {حمد خليفة الكويتي}، وقد استعمل هذه الطريقة فنانون سابقون مثل عبداللطيف الكويتي ومحمود الكويتي.

مرحلة الدراسة

 بعد انتقال عائلة حمد خليفة من فريج المواش في القبلة إلى منطقة المرقاب، تعلم القرآن الكريم والكتابة في مدرسة السيد هاشم الحنيان، ثم انتقل إلى مدرسة ملا مرشد الواقعة في المرقاب، وبعد الانتهاء من دراسته فيها دخل المدرسة المباركية، وكان ناظرها آنذاك أحمد شهاب الدين، ومن المدرسين الذين درّسوه: عبدالرحمن المطر، خميس نجم، محمد المغربي، جابر حديد درّسه الحساب، سيد عمر عاصم درسه القرآن الكريم. ومن الذين درسوا معه حمد الرجيب ومعجب الدوسري.

 بعد ذلك انتقل إلى مدرسة الأحمدية، وأثناء الدراسة كان يكلف بإلقاء {الخطبة} ويقرأ بعض القصائد على الطلبة، ثم عاد، ثانية، إلى المدرسة وأكمل دراسته حتى الصف الخامس، وبسبب ضعفه في اللغة الإنكليزية ترك الدراسة.

رحلته مع الطرب

 في بداية حياته العملية اشتغل أعمالاً حرة مع ابن أخته، وكانا يذهبان إلى منطقة العديلية ويقطعان الحشيش والعرفج ويرجعان عند المساء ويبيعانهما، ومن ثم اشتغل عند محمد بن ركف في دكانه بسوق الخضرة، ثم في دكان لبيع الأسطوانات، بعد ذلك عمل عند خالد الجاسر في محل لبيع الأسطوانات والبشتختات.

 عندما انتقل إلى سكنه الجديد في منطقة المرقاب تعرف حمد خليفة إلى شباب كانوا يجتمعون في ديوانية محمد بن خميس وديوانية محمد الخرجي، فاستفاد من وجوده معهم في الاستماع إلى كثير من الأصوات على أسطوانات، وتأثر بأعمال: محمد بن فارس، محمد زويد، ضاحي بن وليد، عبدالله فضالة، سعود العروج، ملا سعود الكويتي، عوض دوخي، وعشق أغانيهم، كذلك كان يذهب معهم إلى البر لصيد الطيور والسمر.

ألوان غنائية

في ديوانية محمد بن خميس تعلم حمد خليفة العزف على الربابة وتفنن بالعزف على الأغاني المعروفة في تلك الفترة، ومن هذه الديوانية عمل في البحر عازف ربابة وعود، وكانوا يطلقون على المطرب الذي يغني ويعزف {مكبس}، فركب سفن السفر على أساس أنه عازف عود وربابة، وأول عمل له في البحر كان في بوم {قطاع ملك الخرافي} والنوخذة معتوق رمضان، بعد ذلك عمل مع جمعة بن حابي في بوم {سفار} إلى الهند لنقل التمور من البصرة، وبعد العودة ركب مع أحمد العمر في بوم {سفار} إلى الهند، ثم عمل في أبوام {الصقر}، وآخر سفرة له كانت مع غانم العثمان في بوم {سفار}، وقد أخذ قلاطة واحدة كمطرب، وكانت السفرة إلى زنجبار آخر أسفاره في البحر.

بعد ذلك اشترك في حفلات خاصة منها حفلات الأعراس، ثم عمل في شركة النفط بالأحمدي بحاراً في {الدوبة} لقياس حفريات البحر، وشارك في حفلات غنائية ساهرة كانت تقام أسبوعياً للترفيه عن موظفي الشركة. كذلك عمل في دائرة الكهرباء في شؤون العمل والعمال، ثم انتقل إلى شؤون المستهلكين وعمل فيها لمدة خمسة وعشرين عاماً.

العزف على الربابة

بعدما تعلم العزف الجيد على الربابة وعزف بعض الألحان على آلة العود خلال وجوده في الديوانيات، بدأ حمد خليفة يذهب إلى المقهى وفيها يستمع إلى الأسطوانات، وهي في غالبيتها تسجيلات لفن الصوت، ويحفظ ما يسمعه من أغان وألحان، ثم بدأ يحضر بعض السمرات التي يغني فيها الفنان الشعبي الكبير سعود العروج، ومنها انطلقت رغبته في إتقان العزف على آلة العود.

 وبعد فترة وجد عند بائعة في سوق واجف {ياقطينة} (ثمرة قريبة من شكل جوز الهند) معمولة على شكل عود، والسطحة مرقومة من خشب صندوق الشاي، وفيها ثلاثة أوتار فاشتراها، لم تشبع رغبته ولكن أعطت الغرض المطلوب وقتها.

 ثم اشترى عوداً (أبو وردة واحدة)، وكان شائعاً آنذاك، من محل راشد اليحيوح بمبلغ 50 روبية، وراح يتمرن عليه بالتدريج، ومع مرور الوقت تعلم العزف على العود نفسه بالتمرين المستمر فلا يتركه إلا وقت النوم.

أول اسطوانة

 

 أول أسطوانات سجلها الفنان القدير حمد خليفة عام 1949 في البحرين لحساب طه صبري، صاحب محل أسطوانات طه، الأولى أغنية بعنوان {قال منهو تولع}، والأسطوانة الثانية لأغنية {ياحبيب الروح}.

ثم سجل اسطوانتين للسيد إبراهيم تقي، صاحب محل أسطوانات في البحرين، مقابل 150 روبية تقريباً، وقد مكث هناك حوالى سنة ونصف في زيارة خاصة وقبل أن يكون مطرباً، وفي عام 1954 سجل أسطوانات لحساب شركة بوزيد فون في الكويت.

 أول إذاعة غنى فيها حمد خليفة في {زنجبار} خلال إحدى سفراته البحرية القديمة، عندما كان يعمل مطرباً في سفن خشبية، ومن أبرزها {بوم الصقر} التي عمل عليها سنوات، وكانت المرة الأولى التي يقف فيها وراء المايكرفون، وكان يرافقه على إيقاع {المرواس} ماجد بن عوض، أحد أقارب الفنان القدير عوض دوخي، وعلي الجداوي، ولقي تجاوباً وتشجيعاً من الأخوة العرب الذين يقيمون هناك وهم كثر.

قبل أن تظهر إذاعة الكويت كانت إذاعة {شيرين}، وهي إذاعة خاصة لبهبهاني ومكانها في الصفاة، فغنى فيها بعض الأغاني والأصوات، على الهواء مباشرة، مع مجموعة من المطربين آنذاك من بينهم: سعود الراشد، عوض دوخي، عبدالله فضالة ومحمود الكويتي.

وعندما بدأت الإذاعة الكويتية بثها الرسمي، أرسل المذيع حمد المؤمن، كان آنذاك مراقب البرامج في الإذاعة، بطلبه لتسجيل أغانيه وبدأ مشواره في أول أغنية في عنوان {بالهوى قلبي تعلق}، وهي عبارة عن كلمات دينية قديمة حوّلها حمد خليفة وطورها إلى أغنية من فن الصوت.

back to top