«الزين ما يكمل... ليش؟!»

نشر في 14-12-2013
آخر تحديث 14-12-2013 | 00:01
 يوسف سليمان شعيب قبل يومين فقدت رخصة القيادة الخاصة بي، وعند مراجعة مركز الخدمة في صبحان المقابل لمعسكر الحرس الأميري سعدت وفرحت بالتنظيم للمكان، وبالحداثة في التجهيز، والموظفين الموجودين في متابعة تخليص معاملات المراجعين والذين كان عددهم معقولاً بحيث لا يتأخر المراجع في إنهاء المعاملة.

وبعد أن راجعت الموظف المسؤول عن معاملات المرور، استقبلني بكل رحابة صدر، ووجه بشوش ورقي في التعامل، فزودني بالمعلومات الخاصة بعملية استخراج رخصة قيادة كبدل فاقد، وكان من الأمور أو الأوراق المطلوبة بلاغ من المخفر يفيد بفقدان الرخصة.

فتوجهت إلى مخفر المنطقة التي أسكن فيها، وعند دخولي إلى مكتب الأحوال وسؤالهم عن كيفية عمل بلاغ، استقبلني أحد أفراد الشرطة الموجودين استقبالاً عادياً، والبقية جالسون كالديوانية، "سوالف وشرب شاي"، وطلب مني ذلك الشرطي أن أتجه إلى إحدى الغرف لإجراء اللازم، ذهبت فإذا بالغرف خالية لا أحد فيها، وجلست ما يقارب عشرين دقيقة إلى أن جاءني أحد الأفراد لينهي المعاملة.

كل هذا لم يبهرني أو أستغرب منه، فهذه الطريقة في التعامل مع المراجعين ليست في المخافر فقط، بل في أماكن أخرى أيضاً، ولكن ما جعلني أستغرب هو المكان من الداخل، الأثاث المتهالك، والأصباغ التي "تجيب القامت": "معدات تلفانه، سجلات ممزقة، آلة تصوير عطلانة، مراسلات ورقية، محققين غير موجودين، المكان بالكامل كئيب".

في مركز الخدمة كان المكان تنشرح له النفس، والعكس صحيح في المخفر، "ليش الزين ما يكمل"، لماذا هذا الإهمال في مرافق مهمة في الدولة؟ ولماذا التراخي في أداء المهام والواجبات؟ ولماذا التفرقة بين مرافق الدولة؟ ومتى نصحو وننتبه لمثل هذه الأمور؟ ومتى نهتم بالسلبيات الموجودة ونعالجها؟ ومتى نبحث عن الإيجابيات ونعززها في مجتمعنا؟

إلى كل مسؤول في الدولة، الكويت تنادي من يسعفها، تنادي من ينقذها، فهل من مجيب لندائها؟ فما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top