الفساد في الولايات المتحدة... أكثر من الرشا

نشر في 19-07-2014 | 00:05
آخر تحديث 19-07-2014 | 00:05
No Image Caption
في الأسبوع الماضي أصبح رئيس بلدية نيو اورليانز السابق راي ناغن آخر سياسي أميركي يتم ايداعه السجن بسبب سوء استخدام السلطة، ليلحق برئيس بلدية ديترويت السابق كوامي كيلباتريك وعضو الكونغرس في ايلينوى جيسي جاكسون جونيور.

وعلى الرغم من هذه الأحكام يرى معظم الأميركيين أن الفساد السياسي مشكلة ابتلي بها العالم النامي بقدر يفوق كثيراً الولايات المتحدة. لكن الحقيقة أكثر تعقيداً، ومن المؤكد أن عملية دفع رشا أقل شيوعاً الى حد كبير في الولايات المتحدة منها في نيجيريا أو بوليفيا على سبيل المثال، ولكن عندما يسأل المواطنون عن انتشار الفساد في بلادهم فإنهم يفكرون في ما هو أكثر من الرشا. وهم يشعرون بقلق حول ما اذا كان النظام السياسي عادلاً أو أنه ضدهم.

وعلى تلك الأسس توجد أسباب تبرر التفكير في كون الفارق بين الولايات المتحدة والدول النامية ليس كبيراً على الاطلاق.

ولا يتطلب الأمر نظرة مفصلة الى مؤشر فساد الشفافية الدولية لمعرفة أنواع الدول التي تعتبر فاسدة بصورة خاصة من قبل محللي الأخطار السياسية واقتصاديي وكالة المساعدة والمفكرين الذين يعكس المؤشر وجهات نظرهم.

الفقر سبب الفساد

وتأتي في قمة التصنيف الدول الغنية: السويد في المركز الثالث، والمملكة المتحدة في المركز 14 والولايات المتحدة في المركز 19. وفي أسفل السلم الدول الفقيرة: ساحل العاج في المركز 136، وفيتنام 116 وتنزانيا 111. والحقيقة التي لا جدال فيها بين رجال السياسة والأعمال وموظفي وكالة المساعدة في الغرب أن الفساد ينتشر في العالم النامي وهو السبب الرئيسي وراء فقر الدول الفقيرة.

وعندما تسأل الدراسات الشركات حول العالم عن عدد الحالات التي تدفع فيها رشا من أجل التهرب من الضرائب أو الحصول على عقد حكومي يكون الجواب: كلما كانت الدولة أكثر فقراً كان من المحتمل أن تدفع الشركات تلك الرشا. وينسحب ذلك على الأفراد. بحسب دراسات الشفافية الدولية يقول 10 في المئة فقط من الأميركيين انه طلب منهم دفع رشا، و6 في المئة في المملكة المتحدة، ويقابل ذلك 22 في المئة في تركيا و33 في المئة في باكستان، أو أكثر من نصف عدد السكان في دول مثل السنغال وغانا أو جمهورية الكونغو الديمقراطية.

طرق كثيرة للفساد

لم يحكم على ناغن بتهمة تلقي رشا، فقد تعلقت جرائمه بتوجيه أعمال تجارية الى شركة عائلته، ويبرز ذلك حقيقة حيوية وهي وجود طرق عديدة مختلفة للفساد، كما أن الناس في شتى أنحاء العالم يعرفون «الفساد» ضمن اطار أوسع من مجرد تلقي رشا. من المرجح أن يتحدث الناس في الدول الفقيرة عن وجود فساد في جهازي الشرطة والقضاء بقدر يفوق عدد الناس في الدول الغنية. وأقل من ثلث الناس في المملكة المتحدة وحوالي 2 من أصل 5 في الولايات المتحدة يعتقدون بوجود فساد في سلك الشرطة، مقارنة مع 82 في المئة في باكستان و92 في المئة في غانا، كما أن الناس في الدول الأغنى يميلون بقدر طفيف أكثر من المواطنين في الدول الأكثر فقراً الى القول ان الأحزاب السياسية ووسائل الاعلام فاسدة أو شديدة الفساد. وفي الولايات المتحدة يظن 76 في المئة من العامة ان الأحزاب السياسية فاسدة، وهي النسبة ذاتها في رومانيا وغانا وباكستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

back to top