فن اقتناص وظائف التقنية يستدعي التخلص من التواضع المفرط

لا يحسن بعض الأشخاص من ذوي المهارات المطلوبة تسويق أنفسهم، بحسب مسؤول توظيف في مايكروسوفت، ولحسن الحظ ذلك أمر يمكن معالجته.

عزيزتي آني: أرسل صديق لي زاويتك الأخيرة حول الوضع المشرق لسوق وظائف التقنية في السنة المقبلة، ولكنها لا تتحدث عن كيفية دفع الفنيين لمسؤولي التوظيف الى ملاحظتهم. لدي العديد من المهارات التي وردت في ذلك التعليق وأود تغيير وظيفتي لأنني سئمت تماماً من العمل الذي أقوم به الآن، ولكن يبدو، حتى الآن، أنني غير قادر على الظهور على شاشات رادار الشركات التي تبحث عما أستطيع تقديمه. هل لديك أي اقتراحات حول كيفية جعلهم يلاحظونني؟ الرجل الخفي.

عزيزي الرجل المجهول: يبدو كما لو أنك بحاجة الى نفخ بوقك بدرجة أعلى قليلاً، وخاصة اذا كنت لم تعمل على تسويق نفسك بكثرة في الآونة الأخيرة. "وهذه العملية من تسويق النفس ووضع قدميك على الطريق نحو الأمام لا تحدث حقاً بصورة طبيعية لدى العديد من جماعة تقنية المعلومات" كما تلاحظ كولين كاني الموظفة في مجموعة تشغيل الأنظمة لدى مايكروسوفت والتي كتبت عن كيفية تعيينها هناك.

وعلى سبيل المثال فقد أجرت كاني حديثاً مقابلة مع مرشح كان يتساءل ما اذا كان يتعين عليه أن يذكر في سيرته تطبيقاً قام بتطويره في أوقات فراغه. وتستذكر كاني "كانت ردة فعلي قوية وهي ولمَ لا تفعل ذلك بحق السماء؟ البعض من الناس يتسمون بتواضع مفرط حقاً".

«لا تكن خجولاً»

اذا كان ذلك ينطبق عليك، فهذا هو الوقت لتجاوز هذا التواضع. وتقول كاتي هاريس المديرة في شركة نيويورك سيتي لوظائف التقنية هاريس ألايد: "لا تكن خجولاً. اذا لم يطلبك مسؤولو التوظيف، لا تنتظر. توجه اليهم وحدثهم عن مهاراتك وانجازاتك وأهدافك المهنية".

وتضيف: كن مستعداً لبعض التغيير في سيرتك أو حتى اعادة كتابتها بغية ابراز مهارات أنت قد تعتبرها من المسلمات ولكن أرباب العمل يريدونها: "نحن نحدث تغييرات في 90 في المئة تقريباً من السير الذاتية التي نتلقاها".

هذه قائمة بأشياء اخرى تستطيع القيام بها من أجل لفت الانتباه اليك: قم بتحديث حضورك اون لاين. "الخصلة الأولى التي نبحث عنها في الموظف الجديد هي عاطفة العمل"، "ونحن نريد توظيف أشخاص لا يعتبرون عملهم مجرد دوام من الساعة 9 الى 5 – أشخاص قاموا بمشاريع جانبية مثيرة للاهتمام أو قاموا بتأسيس شركاتهم، أو عرفوا بشيء ما في الصناعة".

حضور قوي

وتمضي كاني الى القول انه حتى درجة عالية من التعليم الرسمي لا تعوض الافتقار الى الحماسة "وحتى اذا درست في كلية عليا وحصلت على 4.0 جي بي اي اذا لم تكن مهتماً حقاً بالتقنية لن تتميز" كما أن البعض من أفضل موظفي مايكروسوفت كانوا من الذين تعلموا ذاتياً بصورة جزئية أو تامة.

ومن منظور عملي، يعني البروز عادة حضوراً قوياً اون لاين. وأرضية انترنت بالنسبة الى مسؤولي التوظيف وأرباب العمل: منافسات ترميز، وملفات مشاطرة ترميز ومجموعات نقاش، ومواقع شخصية على الشبكة العنكبوتية – وتأكد من سهولة الوصول اليك على أي منها وتقول كاني: "قمنا أخيراً بتعيين مرشح "سلبي" بسبب شيء مثير للاهتمام كتبه على موقعه وهو الآن مصمم ألعاب في اكس بوكس".

تقول كاتي هاريس إن عليك الاهتمام بكلماتك الرئيسية. واذا كنت ترسل سيرتك الذاتية أو تضعها على لوحة وظائف تأكد من أن كل واحدة معدة بدقة للعمل الذي تتقدم اليه. "لا ترسل سيرة ذاتية واحدة تلائم الكل. وتأكد بدلاً من ذلك من أن كل واحدة تبرز الجوانب الرئيسية التي وردت في العمل المطلوب. وهناك العديد من الشركات التي تستخدم أنظمة عرض حاسوبية بحيث قد تعني الرموز الخطأ الى "جعل سيرتك الذاتية تنتهي الى قاعدة بيانات في مكان ما من دون أن تراها العين".

عليك المتابعة مع ملاحظة أن جماعة التقنية ليست مترابطة للتحدث عن نفسها أو انجازاتها".

أخطاء شائعة

وتقول هاريس إن من الأخطاء الشائعة الاتصال بمسؤول توظيف أو تلقي اتصال من أحدهم ثم ترك الاتصال يفتر "وأي مسعى حول وظيفة يتعلق حقاً بالعلاقات". واذا أرسلت سيرة ذاتية الى مسؤول توظيف ولم تتسلم رداً حاول الاتصال به هاتفياً أو عبر البريد الالكتروني، وابق على اتصال.

اتسم بالمرح. واذا بلغت مرحلة مقابلة مع رب عمل لوظيفة تريدها حقاً فإن كاني تنصحك بالاسترخاء والاستمتاع وكما قد تعلم فإن لكل مقابلة في تقنية المعلومات جانبها الفني حيث يتعين عليك عرض مهاراتك ولكن العديد من المرشحين يخفقون في التحدث حول الجزء غير الفني فيها.

لقد خففت مايكروسوفت من الأسئلة الذهنية المرهقة ولكن كاني تقول: "نحن لانزال نوجه أسئلة معقدة تهدف الى اظهار مهارتك في حل المشاكل".

ولكن المشكلة أن ذلك يجعل البعض في حال توتر بحيث لا يتمكن من التفكير بصورة صحيحة "وقد قابلت أحد المرشحين وكان ظل مستيقظاً طوال الليل وهو يدرس استعداداً للمقابلة ولذلك كان يعاني من الحرمان من النوم بحيث لم يتمكن من الإجابة على الأسئلة. وأنا أنصح دائماً بعدم تعريض أنفسهم للضغط، والتوجه الى المقابلة وكأنها محادثة شيقة مع شخص بارع فقط".

* (مجلة فورتشن)