الـ CrossFit لن يقتلك!

نشر في 14-04-2014 | 00:02
آخر تحديث 14-04-2014 | 00:02
إذا أردنا استبدال العناوين المضلِّلة والمبالغ فيها بعبارات طبيعية بعض الشيء، إليكم السؤال المطروح راهناً: «هل يُعتبر برنامج «كروس فيت» (CrossFit) أكثر خطورة من أنماط التمارين التقليدية؟}. للإجابة عن هذا السؤال، استعملت المقالة حكايات شعبية ودراسة صغيرة واحدة، ومقابلة مع معالج للاضطرابات العضلية. يمكن اختصار الجواب بحسب الكاتب غرانت ديفيس بعبارة «هذا ممكن!»
قبل ثلاثة أشهر ، كشف إيريك روبرتسون، أستاذ مساعد في العلاج الفيزيائي في جامعة ريجيس، {سراً صغيراً قذراً} عن برنامج {كروس فيت}. انحلال الربيدات هو مرض يسبب الإجهاد المفرط وتفكك عضلات الجسم بسرعة، ما قد يؤدي إلى مشكلة قصور كلوي. حذر روبرتسون من ارتفاع الإصابات بهذا المرض بين ممارسي تمارين «كروس فيت»، لكن معظم الأشخاص الذين يطبقون البرنامج يومياً لا يدركون حقيقة الخطر. انحلال الربيدات ليس سراً، على الإطلاق، إلا بين الرياضيين الذين يمارسون تمارين «كروس فيت». حتى روبرتسون نفسه اعترف بأن تميمة برنامج «كروس فيت» غير الرسمية هي عبارة عن مهرج مصاب بتلك الحالة. كذلك، عمد البرنامج إلى تحذير مستخدميه من انحلال الربيدات منذ تأسيس الشركة (2000).

ارتكزت اتهامات روبرتسون بالكامل على أدلة غير موثوقة. لكن لم يكن للأمر أهمية لأنه كان يتمتع برؤية ثاقبة.

كتب روبرتسون: {أتوقع أن تعج المؤلفات العلمية الموثوقة، خلال بضع سنوات، بمقالات عن برنامج {كروس فيت} ومرض انحلال الربيدات».

أدلة واستطلاع

ما الذي تكشفه الأدلة عن سلامة برنامج {كروس فيت}؟ حاولت دراسة نشرت في مجلة {أبحاث القوة والتكيف} (عدد ديسمبر 2013) التأكد من ذلك الأمر تحديداً. طرح الباحثون استطلاعاً إلكترونياً في المنتديات الوطنية والدولية التابعة لشركة {كروس فيت}.

لإخفاء الهدف الحقيقي من الاستطلاع (تحديد معدلات الإصابة بسبب برنامج {كروس فيت})، أضاف الباحثون أسئلة عامة عن برامج التدريب والمعطيات الديمغرافية واستعمال المكملات الغذائية. فجمعوا 132 رداً من مستخدمين مجهولين وسجلوا ما مجموعه 186 إصابة. قد يبدو العدد كبيراً، لكن بلغ معدل الإصابة ذات الصلة 3.1 من الحوادث مقابل كل ألف ساعة من النشاطات. كذلك، لم يتم رصد أي حالات من انحلال الربيدات. ربما يجب أن يعدّل روبرتسون توقعاته.

كتب الباحثون: {معدلات الإصابة خلال تمارين {كروس فيت} تشبه تلك المسجلة في رياضات مثل تمارين رفع الأثقال الأولمبية والرياضة البدنية، وهي أقل من الرياضات التنافسية مثل الرغبي}.

هذا المعدل ضئيل على نحو إيجابي مقارنةً برياضات مثل كرة القدم والتزلج وكرة القدم الأميركية. حتى الركض قد يكون أكثر خطورة. راقبت دراسة جرت عام 2010 عدائين غير محترفين طوال ثمانية أسابيع أثناء التدرب لسباق مسافة 4 أميال. تم رصد 30.1 إصابة مقابل كل ألف ساعة من الركض.

دراسة تعقبية

تبدو الدراسة التي تتناول الإصابات الناجمة عن برنامج {كروس فيت} محدودة جداً. في المقام الأول، ترتكز على الذكريات، ومن المعروف أن ذاكرة البشر ضعيفة. بما أن الدراسة عُرضت على المنتديات الإلكترونية وأصبحت بمتناول الجميع، بات التحيز في انتقاء العينات يطرح مشكلة أيضاً. من المستبعد أن تمثل مجموعة المشاركين في الدراسة جميع ممارسي تمارين {كروس فيت}.

لا تُعتبر الدراسة الراهنة مثالية بأي شكل (بل إنها رديئة جداً)، لكنها تبقى أفضل من الأدلة غير الموثوقة التي تتوافر بكثرة على الإنترنت. ما نحتاج إليه فعلياً هو إجراء دراسة طولية تتعقب ممارسي تمارين «كروس فيت» استناداً إلى مختلف المعطيات الديمغرافية ومستويات الخبرة خلال فترة طويلة (6 أشهر على الأقل).

كتب كريس بيردسلي في مجلة {أبحاث القوة والتكيف}: {يُفترض ألا يكون تطبيق ذلك صعباً نظراً إلى الشعبية الواسعة التي تلقاها هذه الرياضة}.

بانتظار حصول ذلك، يجب أن يتصرف خصوم تمارين {كروس فيت} ومؤيدوها بطريقة منطقية. لا تخلو هذه التمارين من المخاطر، مثل أي شكل آخر من الرياضة. لكنّ منافعها تتفوق بنسبة كبيرة على مخاطرها. يجب أن يعتني مدربو تمارين {كروس فيت} بصحة الرياضيين وألا يتجاوزوا الحدود الآمنة. يعني ذلك تخفيف حدة التمارين عند اللزوم وضمان أن يستعمل المشاركون دوماً الأشكال المناسبة من رفع الأثقال. الإجهاد المفرط لاكتساب الرشاقة ليس منطقياً. بل يجب استعادة الرشاقة عبر استعمال أقصى الإمكانات الذاتية.

back to top