زينة مكي: أشعر بالغربة في بيروت فأستعيد روحي في الكويت

نشر في 13-02-2014 | 00:01
آخر تحديث 13-02-2014 | 00:01
متخصصة أساساً في الإخراج، شاء الحظ أن تؤدي دورين سينمائيين في أقل من عام في الفيلمين اللبنانيين «حبة لولو» (كتابة وإخراج ليال راجحة) و«نسوان ليش لأ» (كتابة يوسف سليمان، إخراج سام اندراوس، إنتاج جارودي ميديا وeye shot production) الذي بدأ عرضه أخيراً في الصالات اللبنانية على أن يعرض لاحقاً في صالات عربية.
رغم نجاحها كممثلة سينمائية وتسليط الضوء عليها نجمة صاعدة، لا تزال زينة مكّي التي وضعت نفسها قالباً وروحاً في عالم السينما، متمسّكة بحلمها الأول وشغفها الأكبر الإخراج.
عن الكويت، موطنها الأول، والسينما تحدثت المخرجة والممثلة اللبنانية زينة مكي إلى {الجريدة}.
أخبرينا عن انطلاقتك السينمائية وكيفية مشاركتك في فيلمي {حبة لولو}، و«نسوان... ليش لأ}، في أقل من عام.

ولدت في الكويت حيث نشأت وحصّلت دروسي الثانوية. رغم تفوّقي في المواد العلمية، فإنني لم أتخلَّ عن شغفي الكبير في السينما. لذا جئت إلى لبنان وتخصصت في الإخراج السينمائي، ونفذت أفلاماً قصيرة، عرضت اثنين منها في مهرجانات خارج البلاد. فضلا عن حبّي للتمثيل من دون التفكير في خوضه، حتى التقيت بالمصادفة المخرجة ليال راجحة التي عرضت عليّ دوراً في {حبة لولو}. بعدها التقيت السيناريست يوسف سليمان الذي تعرّف إليّ في البداية كمخرجة فيلم قصير، وأخبرته شغفي بالتمثيل، فعرض عليّ المشاركة في ورشة تدريبية خاصة بفيلمه الجديد، على أن يعطيني دوراً إذا لمس تطوراً في أدائي التمثيلي. وهكذا شاركت في فيلم {نسوان} ووقّعت عقد عمل مع شركة eye shot production لمدة خمس سنوات.

هل حققتِ نجوميتك من خلال الأفلام السينمائية؟

لم أتخيل أن يتعرّف إليّ الجمهور سريعاً من خلال فيلمي السينمائي الأول، وأن ينتظر صدور فيلمي الثاني {نسوان}. بالنسبة إلى الانتشار، فرغم أن الممثل السينمائي أقل انتشاراً من الممثل التلفزيوني، لا أنزعج أبداً لأنني أعتبر نفسي وجهاً معروفاً.

تقديم فيلم سينمائي بمنزلة بلوغ قمة لدى غالبية الممثلين الذين حققوا مسيرتهم في التلفزيون، ألا تخشين البقاء في قالب السينما من دون سواه؟

أضع نفسي في قالب السينما لأنني أحبه، ولأن عدد الممثلين السينمائيين قليل مقارنة مع الممثلين الدراميين. لذا أركّز على شغفي السينمائي ما دام مجاله أوسع أمامي.

هل ترفضين عروضاً في التمثيل الدرامي؟

لا شيء يحول دون مشاركتي في الدراما شرط أن يكون الإنتاج قوياً والدور مناسباً لي.

ولدت في الكويت حيث نشأت، كيف هي علاقتك بهذا البلد؟

أحنّ دائماً إلى الكويت خصوصاً أن عائلتي تعيش هناك. حين أشعر بغربة في لبنان أسافر إلى الكويت لأستعيد روحي. صحيح أنني تأقلمت مع الحياة في بيروت حيث حققت استقلاليتي ومسيرتي المهنية، إنما تبقى الكويت الأساس، بالنسبة اليّ، لأنها منزلي الذي ألجأ إليه دائماً.

هل تلقيّتِ عروضاً للتمثيل هناك؟

عرضت عليّ أعمال خليجية وكويتية، وتعرّفت إلى شخصيات عدّة في مهرجان الخليج، إنما هذا المشروع مؤجل في الوقت الراهن.

كيف هي ردود الفعل على أولى عروض فيلم {نسوان}؟

إيجابية جداً، منذ انتهاء تصويره واطلاعي على بعض المشاهد في أثناء التوليف توقعت له نجاحاً كبيراً. أحب الجمهور فكرته ونصه وصورته وإخراجه والممثلين فيه، خصوصاً أننا دمجنا ممثلين مخضرمين مع وجوه جديدة موهوبة، مثل الممثل الياس الزايك الذي أراه مجتهداً جداً. فضلا عن دغدغة الفيلم إحساس المشاهد ودفعه إلى التفكير في بعض المواقف والتعاطف مع شخصيات يلتقي بها في حياته اليومية.

ما معايير النجاح التي توافرت في هذا العمل؟

فكرته جديدة والسيناريو جميل. برأيي، لا يمكن فصل عناصر العمل عن بعضها البعض، لأنها، مجتمعة، تؤدي إلى نجاح الفيلم، من التمثيل مروراً بالموسيقى التصويرية وصولا إلى الإخراج والنص.

يتمحور الفيلم حول استلام المرأة الحكم ومحاولة انقلاب الرجل على هذا الواقع لاستعادة سلطته، ما الذي تتميّز به المرأة الحاكمة برأيك؟

لدى المرأة قدرة عظيمة، لأنها، بفضل أنوثتها، تضفي حساً إنسانياً على المجتمع، وبالطبع لن تحكم ببطش وقساوة كما حكمت في فيلم {نسوان}. شخصياً، أؤيد مبدأ الإنصاف بين الرجل والمرأة وألا يكون المجتمع ذكورياً.

ما القضايا التي تهمّ المرأة ولا يوليها الرجل الحاكم أهمية؟

تهتم بالقضايا الإنسانية أكثر من اهتمامها بالقضايا السياسية، خصوصاً أن المرأة، من خلال المجتمع المدني، تنشط في الجمعيات الخيرية والإنسانية والاجتماعية، فكيف الحال إذا استلمت هي الحكم.

ما رأيك بواقع المرأة العربية؟

ثمة تضخيم لصورة المرأة المظلومة، لأنها لا تعاني قمعاً، كما يُصوّر أحياناً بل تحصّل حقوقها تدريجاً، على أمل أن تحققها كاملة، خصوصاً في بعض المجتمعات المتشددة. برأيي أثبتت المرأة قدرتها على تحقيق أمور أسوة بالرجل وأكثر أحياناً.

 

يحكي فيلم {نسوان} قضايا إنسانية واجتماعية بقالب فكاهي، هل يسهل إيصال الرسائل بهذا القالب؟

لا يمكن التعميم، إنما يبحث الجمهور راهناً عن الضحك كمتنفّسٍ عن واقعه، لذا من الأسهل إيصال رسالة معينة عبر الكوميديا التي جاءت في فيلم {نسوان} كوميديا موقف غير مبتذلة. وإذا أبدى بعضهم ملاحظة معتبراً أن أداء بعض الممثلين مبتذلا، فشخصياً لم أر أي أداء مبتذل في هذا العمل.

ضمّ الفيلم شخصيات جدية وأخرى كوميدية، فبأي قالب تضعينه؟

لا أعتبره فيلماً كوميدياً بل كوميديا سوداء، ورغم انتقاد البعض هذا الخليط بين شخصيات جدية وأخرى فكاهية الذي أدّى برأيهم الى ضياع المشاهد، أرى أن هذا المزيج شكّل إضافة إلى العمل، لأنه أضفى عليه طابعاً جميلا، خصوصاً أن مشاهده سلسة وواقعية وتعبّر عن المجتمع الذي يحوي أناساً يواجهون مشكلاتهم بجدية وآخرين بضحكة وابتسامة، لذا لم يكن أي ابتذال في الأداء بل كوميديا موقف.

ما رأيك بالاعمال السينمائية اللبنانية الراهنة وهل تؤسس لمستقبل واعد؟

رغم ضعف الإنتاج في بعض الأعمال، فإن المهم محاولة صناعة فيلم سينمائي لبناني. وما موجة الأفلام السينمائية اللبنانية التي شهدناها منذ سبتمبر إلا الدليل على مستقبل واعد.

ألم تخشي خسارة عروض تمثيلية مهمة بسبب توقيعك عقد عمل معeye shot production لخمس سنوات مقبلة؟

لم نواجه أي عائق في هذا الإطار، لأنني عندما أتلقى العروض نتشاور للوصول إلى اتفاق مشترك، خصوصاً أنني في بداية مسيرتي المهنية، وتملك الشركة خبرة أوسع مني لتوجيهي. فضلا عن أن ثقتي بها وبيوسف سليمان دفعتني إلى توقيع هذا العقد.

ألا تعتقدين أن تحقيقك النجومية امام الكاميرا، سيكون حاجزاً أمام وقوفك خلفها كمخرجة؟

أبداً، راهناً أفكر بكتابة مشروع وإخراجه، لكنني أحتاج إلى مزيد من الخبرة لأن أفلامي السابقة قصيرة، بينما أطمح إلى تقديم فيلم طويل. فضلا عن أنني أشدد دائماً على أنني مخرجة ولست ممثلة فحسب، فأنا متخصصة أساساً في الإخراج، إنما ساعدني الحظّ للإطلالة كممثلة وتحقيق شغفي في التمثيل.

 هل ستستغلين نجاحك كممثلة لتقديم فيلمك السينمائي؟

طبعاً، سأستفيد من المحبة التي كسبتها كممثلة لأثير فضول الجمهور حتى يأتي ويشاهد فيلمي الطويل.

إلى أي مدى ساعدك تخصصك في الإخراج في الأداء التمثيلي؟

ساعدني جداً، لأنني ملمّة في كيفية تحرك الكاميرا وإدارة الممثل، فكان من السهل أن أتحرك أمام الكاميرا وأفهم ما يريده مني المخرج.

نسوان

هل من مخطط لتسويق فيلم {نسوان} خارج لبنان؟

سنسوّق الفيلم في دبي ومصر والكويت والبحرين وأميركا الجنوبية.

كيف تتوقعين تفاعل الجمهور العربي مع موضوع الفيلم؟

لا يطرح الفيلم خصوصية الشارع اللبناني بل قضية شاملة، لذا أتوقع أن يحبه الجمهور العربي وأن يتفاعل إيجاباً معه. فضلا عن أنني متأكدة من أن الجمهور الكويتي سيحب العمل.

ماذا تخططين لمرحلة ما بعد هذا الفيلم؟

السينما طموحي وستبقى كذلك، أحضّر راهناً فيلماً سينمائياً ثالثاً من إنتاج شركتي eye shot production و}جارودي ميديا}. سأؤدي دوراً صعباً ومرّكباً، وهو حلم أي ممثلة تبحث عن أدوار مهمة، يحتاج إلى تحضير مكثف، لذا لن نبدأ التصوير قبل أن أكون جاهزة.

معلوم أن الممثل المخضرم يخشى على صورته، مع كل عمل جديد، هل تخشين على صورتك كممثلة صاعدة؟

إنها مسؤولية كبيرة لأنني لا أزال أبني مسيرتي المهنية التي بدأتها بدور بطولة سينمائية، أي من أعلى درجة، ولأن لا شيء ثابت في الحياة، فإمّا نتقدّم خطوة أو نسقط، لذا أخاف أكثر من أي ممثل مخضرم.

كيف تواجهين الانتقادات التي تتعرضين لها؟

اتقبّلها برحابة صدر لأنني أنتقد ذاتي دائماً بهدف التقدم والتطوّر، ولا أشعر بالرضا تماماً عن أدائي في {حبة لولو} و}نسوان}. فضلا عن أنه لا يمكن إرضاء الناس كافة، لذا لا اشعر بالانزعاج من الانتقادات. أما إذا كانت جارحة، فاعتبرها وجهة نظر يجب أن أحترمها وآخذها في الاعتبار، خصوصاً أنني أجتهد دائماً بهدف تحسين نقاط ضعفي.

ختاماً، كيف تصفين فيلم {نسوان}؟

فيلم للأعمار كافة، يمكن مشاهدته بهدف التسلية والضحك، كذلك يمكن تحليل المواقف والتفكير برسائله. وهو، على حد قول السيناريست يوسف سليمان نقلا عن ابن المقفع، {جئت بهذا الكتاب لثلاث: للجاهل كي يتسلى، ولطالب العلم كي يتعلم والفيلسوف كي يستمتع}.

back to top