بلا سقف: ألعب... وإلا أخرِّب اللعب!

نشر في 21-05-2014
آخر تحديث 21-05-2014 | 00:01
 محمد بورسلي الانتخابات لعبة، والشاطر "يلعبها صح"، وهذا ما حصل في انتخابات مجلس إدارة الاتحاد الكويتي لكرة القدم، حيث كانت النتائج محسومة مسبقاً وقبل الموعد الرسمي المحدد للانتخابات بليلة، أو اثنتين على أقل تقدير، لصالح المرشحين المفضلين بالنسبة لزعيم "أندية التكتل" الشيخ طلال الفهد، في إطار حلفائه، إضافة إلى المرشحين الأكثر انسجاماً مع توجهاته من بين مرشحي "أندية المعايير"، فكان له ما أراد، ولم يقف له أحد بالمرصاد، فتم إعلان النتيجة النهائية: مجلس إدارة "مُفصَّل" حسب المقاس.

أود هنا أن أؤكد أنني أؤمن بالديمقراطية وأتقبل نتائجها، حتى إن مورست ضمن "منافسة ناقصة"، وأعلم أن التنسيق المسبق هو من أبجديات الممارسة الانتخابية، ولا أستكثر على ممثلي "التكتل" تسيير الانتخابات على هوى زعيمهم، طالما أنهم قبلوا على أنفسهم ذلك، وفي ظل سلبية "المعارضة الناعمة" التي تشكل أقلية عددية في الجمعية العمومية للاتحاد، وبالاستناد إلى نظام انتخابي "معدَّل" يعتد بالكثرة العددية، ولا يشترط التوافق.

لكنني إلى جانب إيماني بالديمقراطية، وما تقوم عليه من مبادئ وقواعد وأسس، أعتقد أن الرئيس القوي هو من يجمع حوله الأقوياء، ويحيط نفسه بالأكفاء، ويمد يد التعاون للحلفاء والخصوم على حد سواء، أما من يحاول اختزال مفهوم القوة في السيطرة والهيمنة والاستفراد بالقرار، فهو حتماً وأهم، ولن تفلح محاولاته إيهامنا بصحة ذلك، فالتجارب السابقة خير شاهد على أن الفشل هو الأقرب للتحقق لاحقاً، وهذا ما لا نتمناه جميعاً، لكن الخطأ أكثر من الصواب، والفشل أصبح قاعدة، خصوصاً في ظل استمرار النهج الخاطئ ذاته الذي يتبعه رئيس الاتحاد بتأييد من زبائن "العديلية" الاعتياديين.

من الإجحاف أن نلقي بكل اللوم على طرف دون آخر، فالمسؤولية مشتركة بين الطرفين، وليس من حق "المعايير" التذمر مما آلت إليه نتائج الانتخابات، لأنهم اختاروا طرقاً خاطئة في التعامل مع الحدث، واستتروا خلف شعار "المقاطعة" للتغطية على سوء تدبيرهم، وتحاشوا تسجيل موقف رسمي يتجسد في قول "لا" في الجمعية العمومية، وعوضاً عن ذلك تفرغوا لتوزيع التهم الجاهزة على من سجَّل موقفاً جريئاً وواضحاً وقال "نعم".

هؤلاء هم ذاتهم من أناخوا ظهورهم ليركب عليها من يصفونهم بـ"خفافيش الظلام"، بينما نجد أن الشواهد تثبت أنهم هم من يندسون في الظلام ويهربون أمام أول مواجهة، على عكس خصمهم الذي "يلعب عالمكشوف"، ومن منطلق صون أمانة القلم، وجب التصحيح، لن أسميها "مقاطعة"، كما رُوِّجَ لها، ولعلَّ الوصف الدقيق لهذا الموقف السلبي واللامنطقي هو "انسحاب"، ولا خيار للمنسحب إلا أن يجلس على المدرَّج ويتفرج.

الأحداث التي صاحبت انتخابات اتحاد كرة القدم الأخيرة أثبتت، بما لا يدع مجالاً للشك، أن جوهر الأزمة الرياضية التي مازالت تُلقي بظلالها على مجمل الوضع الرياضي المحلي لا يدور حول نسبة التمثيل في مقاعد مجلس إدارة الاتحاد "5 مقابل 14"، بل يكمن في محاولة كل طرف بسط نفوذه على الآخر، فالماضي القريب يحدثنا أن كلاً من الطرفين يريد الرياضة "أرضاً محروقة" إذا لم يتوصل إلى هدفه، فإما هم وإما الخراب.

قفّال:

"يا ألعب... وإلا أخرِّب اللعب" ثقافة لا سائدة لدى أطفال رياضتنا!

back to top