التيستوستيرون... يجعله يغرّد أكثر
التيستوستيرون...يجعله يغرّد أكثر
اكتشف باحثون في جامعة جونز هوبكنز أن إدخال التيستوستيرون في مناطق محددة من دماغ ذكر الكناري يؤثر في قدرته على جذب الأنثى والتزاوج معها بنجاح من خلال تغريده. كذلك لاحظوا أن تحسين نشاط التغريد بالاستناد إلى التيستوستيرون في إحدى مناطق الدماغ قد يبدّل حجم منطقة منفصلة من الدماغ تضبط نوعية التغريد. تلقي هذه النتائج المزيد من الضوء على كيفية مساهمة التيستوستيرون في دماغ الإنسان في ضبط النطق أو يساهم في توضيح تأثير الستيرويدات الابتنائية (anabolic steroids) في سلوك الإنسان.في تقرير نُشر أخيرًا في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences، اكتشف بو ألوارد، المشرف على الدراسة وطالب دراسات عليا، بالتعاون مع غريغوري ف. بال، باحث بارز ومساعد العميد في شؤون البنية التحتية للعلوم والأبحاث وبروفسور في قسم الطب النفسي وعلوم الدماغ في كلية زانفيل كريغر للفنون والعلوم، أن ذكر الكناري، عندما يتلقى التيستوستيرون في منطقة محددة من الدماغ، يزيد من وتيرة تغريده. لكن نوعية تغريده لم تتبدل، مقارنة بذكور الطيور التي تلقت التيستوستيرون في مختلف مناطق الدماغ.
تنسق الهرمونات، مثل التيستوستيرون، عمل مناطق عدة من دماغ الطيور لتنتج در فعل فيزيولوجي، مثل التغريد، وفق ألوارد. وبغية تحديد تأثير التيستوستيرون في تغريد الطيور، عمد ألوارد وبال إلى تقسيم 20 طائر كناري إلى مجموعتين أُعطيتا هرمونًا. تلقن المجموعة الأولى حقنة التيستوستيرون في منطقة محددة من الدماغ، النواة الوسطية أمام البصرية التي تضبط الدوافع الجنسية لدى الكثير من الحيوانات والإنسان أيضًا. أما المجموعة الثانية، فتلقت جرعة من التيستوستيرون أثرت في الدماغ ككل، في حين لم تتلقَّ مجموعة ثالثة أي علاج هرموني.يذكر ألوارد أن كلتا مجموعتي الطيور اللتين تلقتا علاج التيستوستيرون غردتا، إلا أن الباحثين لاحظوا في بعض الحالات أن الطيور لم تغرد بشكّل جيّد. فالطيور التي تلقت جرعة من التيستوستيرون في النواة الوسطية أمام البصرية غردت بمعدلات مرتفعة، غير أنها عجزت عن تقديم التغريدات العالية النوعية التي تجذب معظم الإناث. يوضح ألوارد: {تشير بياناتنا إلى أنه من الضروري أن يؤثر التيستوستيرون في مناطق مختلفة من الدماغ كي يضبط المكونات المحددة لهذه الظاهرة الاجتماعية المعقدة. فكما هي الحال في أنواع كثيرة أخرى، يبدو أن التيستوستيرون في النواة الوسطية أمام البصرية يضبط دافع الحيوان، وفي هذه الحالة الدافع إلى التغريد. لكن التغريد والتودد للأنثى لا يقتصر على الدافع. فنوعية التغريد بالغة الأهمية لجذب الأنثى. أضف إلى ذلك عملية التودد لها أو التغريد لها عندما تأتي، علمًا أن هذه العملية تتطلب تنسيقًا دقيقًا بين مناطق مختلفة من الدماغ}.نموذج جيدفي المقابل، أعربت طيور الكناري التي تلقت جرعة من التيستوستيرون في مختلف مناطق الدماغ عن سلوك عالي الجودة في أداء التغريدات، ما يؤكد فكرة أن الهرمون يؤثر في مناطق مختلفة من الدماغ بغية تحديد مقدار تغريد الطيور ونوعيته.يُعتبر دماغ الكناري نموذجًا جيّدًا في دراسة الأدمغة نظرًا إلى قدرته على تبديل المسارات والمشابك العصبية كرد فعل على تبدّل السلوك، البيئة الموسمية، والإصابة. فقد وضع الباحثان الطيور التي شملتها الدراسة في بيئة ربيعية اصطناعية بهدف دراسة تغريدها وعادات تزاوجها في الموسم الملائم. فتفاعلت هذه الطيور مع بيئتها الجديدة بالتغريد والتزاوج، كما تفعل دومًا في ذلك الفصل من السنة.يذكر الباحثان أن هذه النتائج سيكون لها انعكاس كبير على الأبحاث المستقبلية حول تأثير استهلاك الستيرويدات في سلوك الإنسان الجنسي وكيفية ضبط الهرمونات مكونات النطق المختلفة لدى البشر. يوضح بال: {تطابق هرمونات تلك الطيور هرمونات الإنسان، ويمكنها أن تضبط التغييرات في الدماغ بالطريقة عينها}.