الجريدة تنشر نقاشات اجتماع الحكومة الإسرائيلية المصغرة
• طاقم نتنياهو أصر على عملية برية محدودة... وليبرمان وبنيت طالبا باحتلال لسنتين
• مشعل يربط وقف النار بمكتسبات وعباس يطلب من «الجهاد» تليين «حماس»
• مشعل يربط وقف النار بمكتسبات وعباس يطلب من «الجهاد» تليين «حماس»
مع إعلان الجيش الإسرائيلي ليل الخميس ـــ الجمعة بدء عملية برية عسكرية في قطاع غزة، أفادت مصادر مطلعة "الجريدة" بأن القيادة الإسرائيلية اختلفت على أهداف العملية البرية خلال اجتماع "الكابينيت" (الحكومة الأمنية المصغرة) مساء أمس الأول.ولفتت المصادر الى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كان يريد العملية ورقة ضغط على "حماس" للتوصل الى تهدئة، بينما طالب وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان ووزير الاقتصاد نفتالي بينت باحتلال القطاع لسنتين.
وبحسب المصدر، بدأ الجدال عندما قال وزير الدفاع موشيه يعالون إن إسرائيل مستعدة لرفع الحصار عن القطاع وفتح الميناء البحري مقابل نزع الأسلحة من القطاع وتمكين "حماس" من السيطرة والحكم مع تحسين الوضع الاقتصادي، مضيفاً أن إسرائيل لا تستطيع ضمان عدم دخول المنظمات الجهادية الى غزة فيما لو تم انهاء حكم حماس هناك. وقاطعه ليبرمان قائلاً: "نحتل غزة لسنتين أو ثلاثة ثم نهتم مع المصريين بتأمين البديل"، وتدخل نتنياهو معتبرا ان "مصر لا توافق على طرح كهذا وأن إسرائيل تعهدت لمصر الموافقة على مبادرة لوقف النار وأن العلاقات المصرية ـ الإسرائيلية مهمة وهي تتعلق بالأمن القومي الإسرائيلي".ودخل بنيت على الخط، مؤكداً أنه "على إسرائيل معالجة أمورها بنفسها فقط دون تدخل أو مساعدة"، فرد عليه يعالون: "الأمور ليست بهذه السهولة"، واضاف مستغرباً: "كيف تفكر هكذا وانت مطلع على كل الأمور السرية والحساسة؟".بعدها حسم نتنياهو النقاش بالسير حسب خطة الجيش التي أقرت، وهي عملية محدودة تركز على تدمير الأنفاق المحاذية للشريط الحدودي والاستمرار باستهداف مراكز القيادة ومنصات اطلاق الصورايخ ومنازل القادة الميدانيين لحماس، ووافقه غالبية الوزراء.ودافع نتنياهو أمس عن قراره بشن عملية برية، مشيراً إلى أن حكومته استنفدت كل الخيارات الأخرى، وهدد بـ"توسيع نطاق العملية إذا دعت الضرورة"، مؤكداً أن "هناك تفهماً دولياً لما تقوم به إسرائيل من أجل إعادة الهدوء إلى مواطنيها". وأوضح نتنياهو أن العملية البرية هي السبيل الوحيد لمنع إطلاق الصواريخ عبر الوصول إلى الأنفاق التي تطلق منها هذه الصواريخ وتدميرها.في المقابل، وصفت "حماس" الغزو البري بـ"الأحمق"، وأكدت أنه ستكون له "عواقب مروعة"، وواصل نشطاؤها إطلاق صواريخ على إسرائيل.بدوره، قال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" خالد مشعل، إن "الحركة لن تقبل باتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل إلى حين رفع حصارها عن قطاع غزة".وأضاف مشعل في مقابلة مع صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية نشرتها أمس أن "حماس" لن تقبل بهدنة تتضمن فقط وقفاً لإطلاق النار من كلا الطرفين، مشدداً على ضرورة أن يضمن أي اتفاق بهذا الشأن "تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية طويلة الأجل للفلسطينيين".في المقابل، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل بوقف الهجوم البري، مؤكداً تمسكه بالمبادرة المصرية ورفضه لطرح أي مبادرة أخرى أو إدخال تعديلات عليها، لافتاً إلى أنه طلب من حركة "الجهاد" إقناع "حماس" بتأييد المبادرة المصرية.وشهد القطاع ليل الخميس- الجمعة قصفاً وصف بالأعنف، في وقت اندلعت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الفصائل الفلسطينية ووحدات الجيش الإسرائيلي التي توغلت كيلومترات داخل القطاع مدعومة بالغارات الجوية والدبابات.وقتل 32 فلسطينياً منذ إعلان انطلاق العملية البرية، لترتفع حصيلة القتلى منذ بدء الهجوم قبل 11 يوماً إلى 260 معظمهم مدنيون و1700 جريح، بينما قتل جندي إسرائيلي أثناء التوغل البري.(القدس، غزة، القاهرة ــ الجريدة)