الفلاش ميموري يسقط الذاكرة الصلبة بالضربة القاضية

نشر في 26-04-2014 | 00:01
آخر تحديث 26-04-2014 | 00:01
No Image Caption
لا تشتمل رقاقة الذاكرة (فلاش ميموري  flash memory) على أجزاء متحركة – وهي جهاز تخزين إلكتروني يمكنه الاحتفاظ بالمعلومات حتى في حال انقطاع الطاقة الكهربائية.

وكان هذا الجهاز الذي تم تطويره من ذاكرة قراءة فقط مبرمجة للمسح كهربائياً (ايبروم) قد اخترعه  الدكتور فيوجيو ماسوكا أثناء عمله لدى شركة توشيبا حوالي سنة 1980. وقدم ماسوكا ورقة حول اختراعه في اجتماع الأجهزة الالكترونية الدولي في سان فرنسيسكو في سنة 1984. وعلى أي حال لم يتم حتى سنة 1987 تصميم نوع من تلك الذاكرة التي تصلح لتخزين ضخم تعرف باسم «ناند فلاش». وكانت انتل لمست الامكانية الهائلة لذلك الاختراع وطرحت أول رقائق ذاكرة تجارية في سنة 1988.

ومن جهة اخرى، يقال ان «توشيبا» عاقبت ماسوكا لإخفاقه في العمل (فقد طور الجهاز على شكل مشروع جانبي غير مرخص وهو ما يتعارض مع ثقافة العمل في اليابان).

الفلاش في كل مكان

قدرتنا على التقاط صور ومحوها، وتغيير النغمات، أو الحصول على موسيقى رقمية هي نتيجة مباشرة لاستخدام تقنية الفلاش طوال ربع القرن الماضي. وبالنسبة الى الشركات كان استبدال الأقراص الصلبة hard disks هو أكثر استخدامات الفلاش جاذبية. ولا يشتمل الفلاش ميموري على التقييدات الميكانيكية للأقراص الصلبة، ولذلك فإن السواقة الصلبة (اس اس دي solid-state drive (SSD التي يمثلها الفلاش تتمتع بسرعة أكبر وضجة أقل واستهلاك أفضل للطاقة. وتنتشر «اس اس دي» بقوة في أجهزة تخزين الجوال، كما تستخدم أيضاً في الحواسيب العالية الأداء وأنظمة التخزين التجارية. ولاتزال تكلفة (اس اس دي SSD) أعلى من الأقراص الصلبة ولكن تلك التكلفة تنخفض بسرعة.

من الوجهة النظرية، للفلاش عمر محدود. ولكن ذلك تحسن بصورة كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية. وعندما يتم تصنيعه بصورة ملائمة يمكن التعويل على الفلاش مثل السواقة الصلبة التقليدية على الأقل (على الرغم من أن الفلاش الرخيص لا يمكن الاعتماد عليه).

وفي شهر يونيو من سنة 2006 طرحت سامسونغ أول حاسوب يعتمد على ذاكرة فلاش وهو كيو 1 – اس اس دي و كيو 30 – اس اس دي، وكلاهما استخدما مواد صلبة 32 جي بي، وقد عرض اس اس دي كخيار مع أول ماك بوك اير في سنة 2008 ومنذ سنة 2010 فصاعداً تم تزويد كل الحواسيب المحمولة ماك بوك اير بذاكرة اس اس دي. واعتباراً من أواخر سنة 2011 وعلى شكل جزء من مبادرة ألترابوك من انتل، تم شحن أعداد متزايدة من حواسيب الحضن الرقيقة بذاكرة اس اس دي، كما أن معظم كرومبوكس يأتي مع البعض من تخزين الفلاش.

الفلاش سريع

يتمتع الفلاش بقدرة سرعة تفوق قدرة الأقراص الصلبة، ويفيد ذلك في بلوغ معلومات معقدة خلال ثوان لا دقائق، وحتى ذاكرة اس اس دي الأكثر بطئاً في الوقت الراهن تمنحك أداء واقعياً أفضل كثيراً من أسرع سواقة صلبة تقليدية – ربما تصل الى 100 مرة أسرع.

وعلى كمبيوتر سطح المكتب يترجم هذا الى انتاجية مستخدم محسنة ويساعدك على انجاز مزيد من العمل في جزء من الوقت المفترض. ولكن استخدام الفلاش في تخزين المشاريع يعني أن في وسعك دعم مزيد من المستخدمين والقيام بمزيد من العمل، واستخدام طاقة أقل. وكما قال زميلي لاري فريمان في كومبيوتروورلد:

« وهكذا فإن دورك الجديد هو رفع مزايا الأداء في الفلاش الى الحد الأقصى، واذا كنت ناجحاً في هذه العملية الانتقالية تستطيع أنت وشركتك جني جوائز كبيرة... والشركات مثل فيسبوك بدأت في الأساس بوضع الفلاش بطريقة ضخمة من أجل تحسين زمن التطبيقات.

وهكذا أصبحت الفلاش تقنية جوهرية بالنسبة الى شركات وأعمال الغد. وعليك العودة الى رأي زميلي «مارك ويلك» الملهم حول مستقبلنا في تقدم الفلاش حيث يقول:

« مع خلق تخزين الفلاش لطلب على مزيد من المعلومات من مزيد من المصادر، سوف تتحدد المزايا التنافسية من خلال القدرة على تحقيق تحليل أفضل وتنبؤ بالنتائج... ووضع قوة أكبر في يد صناع القرار يسمح باتخاذ القرارات بدقة أكبر وبدرجة أقل من الخطر، وذلك من  خلال اعتمادها على حقائق.

واليوم، وبفضل التقدم في الفلاش، ينجح المستخدمون من خلال القدرة على التحكم بمصائرهم عن طريق خيارات معرفية... وفي وسعنا الآن اتخاذ مزيد من القرارات، وبسرعة أكبر، في حين نخفض في آن معاً المخاطر ونزيد الثقة في أوساط المستهلكين وصناع القرار.

الأساس

يحول الفلاش أعمال الغد. ومع التقدم في البرامج التي تجعل من الأسهل ادارة وحماية الفلاش يحصل هذا التحول على مزيد من الدعم من المديرين المتطلعين الى الأمام. وهكذا إذا كنت تتساءل الى أين تتجه تقنية التخزين في شركتك، فعليك النظر الى هاتفك الذكي وقرصك وحاسوب الحضن الخاص بك. ونتيجة لذلك سوف يتحرك العالم بسرعة أكبر كثيراً.

* (مجلة فوربس)

back to top