مرحباً «يازول»... في «صوفي» القاهرة

مسافة لا تزيد على كيلو متر واحد، تفصل بين ميدان الأوبرا، في قلب القاهرة، وممر "الصوفي"، في شارع عدلي، والذي يعتبر على نطاق واسع ممراً للسودانيين في مصر، الذين تقدِّرهم أرقام غير رسمية، بنحو 1.5 مليون سوداني، وبعد جولة سريعة في الممر، لن تسمع عبارة ترحيب مصرية واحدة، بل "مرحباً يا زول".

مطعم "السودان" يقع في منتصف هذا الممر، يديره مصري يجيد اللهجات السودانية، ويمتلكه صديقان مصري وسوداني، حيث يتوافد عليه سودانيون.

يقول مدير المطعم، محمد شحاتة، إنهم يقدمون "شية" و"نعيمية" و"أم رجيجة" والبامية أو الـ"ويكا"، إلى جانب السلطة السوداء، وهي عبارة عن باذنجان وفول سوداني مطحون، ويقوم بالطبخ شخص سوداني.

وإلى جوار المطعم، هناك أيضاً محل عصائر، يقدم "تبلدي"، وهو عصير طبيعي يأتي من شجرة مزروعة في السودان، و"العرديب"، وتدير المحل سودانية تدعى راضية جاءت إلى مصر قبل 12 عاماً مع أولادها وزوجها.

وعلى بعد أمتار، يوجد صالون حلاقة "مصر والسودان"، والذي يديره مصري ويأتي إليه السودانيون من شتى الأنحاء، و"عم علي" أحد السودانيين الذين ينتظرون دورهم في الحلاقة، يقول: "اعتدت المجيء إلى الصالون، لأنه يعرف "قصات شعرنا السودانية".

وبجانب المحل، وقف رجل سوداني في العقد الثالث من عمره بجانب "نصبة" وضع عليها المنتجات السودانية، مثل "المضغة" وهي تشبه السجائر، وهناك العطر السوداني وزيت الشعر وغيرهما.