سورية: «داعش» يهدد المعارضة بترك حلب لـ «النظام»

«النصرة» تتسلم بعض مواقع التنظيم... والمعركة معه تتوسع إلى الرقة والحسكة

نشر في 06-01-2014
آخر تحديث 06-01-2014 | 00:04
No Image Caption
مع اتساع نطاق المواجهات بين كتائب المعارضة السورية وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، لتشمل مناطق جديدة في أرياف إدلب والحسكة والرقة واللاذقية، هدد قادة «داعش» بالانسحاب من جبهات القتال مع قوات النظام السوري، وذلك قبل ساعات من إخلائهم التام لبلدة الدانا بريف إدلب لمصلحة جبهة «النصرة» الموالية لتنظيم القاعدة.

وسط أنباء عن دخول جبهة "النصرة" بلدة الدانا بريف إدلب وإعلان مقاتليها سيطرتهم عليها بالكامل بعد انسحاب مقاتلي دولة العراق والشام الإسلامية، أمهل هذا التنظيم المعروف باسم "داعش" ليل السبت ـ الأحد كتائب المعارضة السورية، التي أطلقت حربا وجودية عليه منذ أيام قليلة، 24 ساعة لتلبية جملة شروط، مهدداً بالانسحاب من جميع نقاط المواجهة مع قوات الرئيس السوري بشار الأسد في حال عدم تلبية مطالبه.

واشترط تنظيم "داعش"، على جميع الفصائل والكتائب التي تقاتله، رفع الحواجز الموضوعة لقطع الطرق أمام مقاتليه في المدن، وعدم التعرض لعناصره بالسوء والإهانة، وإطلاق سراح معتقليه لدى جماعات المعارضة المسلحة الأخرى.

وقال التنظيم، في تسجيل بث على مواقع الإنترنت، إن "عدم الاستجابة لتلك الشروط ستدفعه للانسحاب من جبهات القتال مع النظام في الشيخ سعيد ونبل والزهراء وكويرس ونقارين الحرارية وخان طومان ومعارة الأرتيق وغيرها"، مضيفاً: "لو قدر وانكسرت خطوط الرباط واشتد الضغط على الدولة الإسلامية من هؤلاء الرعاع فستسقط حلب المدينة في سويعات بأيدي جيش النظام النصيري المجرم"، في إشارة إلى قوات الأسد.

وفي إطار جبهة الاقتتال الحديثة التي فتحت بين الحلفاء، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل أكثر من 24 مسلحاً معارضاً في شمال سورية، التي احتدم فيها القتال منذ يوم الجمعة.

حلب وإدلب

ففي ريف حلب، استهدف "الدولة الإسلامية" حافلة تقل مقاتلين معارضين بالقرب من تل رفعت مما أسفر عن مقتل 10 عناصر على الاقل. كما لقي 5 مقاتلين معارضين مصرعهم عندما فجر "داعش" سيارة مفخخة مساء أمس الأول أمام مخفر بلدة حريتان.

وفي ريف إدلب، أعدم "داعش" 5 مقاتلين في منطقة حارم، عقب قيام الكتائب المقاتلة بمحاصرة مقر الدولة، بحسب المرصد، الذي أشار إلى مقتل 4 في كمين نصبه التنظيم لمقاتلي المعارضة قرب بلدة المغارة بجبل الزاوية.

وامتدت المواجهات التي اندلعت بين الطرفين صباح الجمعة إلى ريف الرقة (شمال) حيث "دارت بعد منتصف ليل السبت- الأحد اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام ومقاتلي لواء مقاتل في مدينة الطبقة" بحسب المرصد.

وعلى الجبهة المقابلة، أعدم مقاتلون من جبهة النصرة وحركة إسلامية مقاتلة أمس الأول 10 جنود من القوات النظامية رمياً بالرصاص كانوا قد أسروهم في معركة السيطرة على مشفى الكندي "وذلك بعد اخضاعهم لـ"محكمة شرعية".

"جيش المجاهدين"

وبعد تأكيد الائتلاف السوري المعارض دعمه للمعركة ضد "داعش"، مشدداً على ضرورة استمرار مقاتلي المعارضة في الدفاع عن الثورة ضد "ميليشيات الرئيس السوري" و"ضد قوى القاعدة" التي تحاول خيانة الثورة، أصدر "جيش المجاهدين"، الذي أعلن الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية فور تشكيله قبل أيام في حلب، بياناً ثانياً مساء أمس الأول، جاء فيه: "بعد التقدم الكبير الذي حققه جيش المجاهدين في حلب وإدلب بكف يد تنظيم البغدادي عن عدة بلدات ومناطق كانت تحت سيطرته وطرده منها، وأسر ما يقارب الـ110 عناصر من التنظيم والاستيلاء على أسلحة ثقيلة كانت توجه نحونا، تطل علينا أبواقه على وسائل التواصل الاجتماعي لتكفيرنا ووصفنا بصحوات الشام ورمينا بالتهم الباطلة".

ودعا البيان أنصار "داعش" مجدداً إلى "الانشقاق عنه والالتحاق بصفوف إخوانكم المجاهدين الصادقين المرابطين على ثغور سورية ضدّ نظام الأسد".

إنذار وعدم اعتراف

من جانبها، طالبت قيادات تحالف الفصائل المقاتلة بتوجيه إنذار شديد اللهجة لـ"داعش" وجميع التشكيلات التي تندرج تحت التنظيم بتسليم أسلحتها والانسحاب من مواقعها وإطلاق سراح جميع الرهائن والمختطفين ومغادرة سورية نهائياً، كما أصدرت "جبهة علماء حلب" بياناً موسعاً تضمن فتوى بوجوب انتقال عناصر دولة العراق والشام إلى باقي الفصائل الاسلامية ومنها "جيش المجاهدين"، مؤكدة "عدم الاعتراف بداعش نهائياً كونه تنظيماً باغياً على التنظيم الجهادي العالمي".

غارات نظامية

في غضون ذلك، واصلت قوات النظام السوري غاراتها على مناطق المعارضة. ففي ريف دمشق، تعرضت أحياء في مدينة يبرود لقصف مكثف، في حين ألقيت البراميل المتفجرة على مناطق في مدينة عدرا.

وفي دير الزور، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة، وتحدث عن "خسائر بشرية في صفوف الطرفين". وفي وسط البلاد، قامت القوات النظامية بقصف محيط بلدة الدار ومناطق في بلدة الحصن الواقعتين في ريف حمص.

سياسياً، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس أن الولايات المتحدة منفتحة إزاء مساهمة إيرانية "مفيدة" خلال مؤتمر السلام المقبل في سويسرا الهادف الى انهاء النزاع السوري.

وقال كيري، للصحافيين، في القدس، إن إيران "تعلم تماما ما عليها القيام به بالنسبة لمؤتمر جنيف-2، انضموا الى مجموعة الدول والى ما نحن جميعا ملتزمون بالقيام به وهو محاولة التوصل الى حل سلمي في سورية".

ولم يعلن الائتلاف الوطني السوري، الذي بدأ اجتماعاً عاماً في اسطنبول أمس يستمر يومين، بشكل قاطع موقفه من المشاركة في الاجتماع، وحذر في الآونة الاخيرة من أنه لن يحضر إذا واصل الطيران السوري قصف شمال حلب الذي أوقع أكثر من 550 قتيلاً.

back to top