هولو: فرنسا قادرة على مساعدة الكويت في مكافحة الأضرار البيئية

نشر في 29-04-2014 | 00:01
آخر تحديث 29-04-2014 | 00:01
No Image Caption
زار البلاد تحضيراً لمؤتمر باريس 2015
أكد موفد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لدى الأمم المتحدة حول القضايا البيئية نيكولا هولو أهمية اعتبار التغيرات المناخية والأضرار البيئية «سلعة عامة» تتحمل إزاءها جميع الدول النامية والمتقدمة مسؤوليتها، خصوصاً أنها تحصد سنوياً أرواح ما لا يقل عن 100 ألف شخص، كما أنها تعوق عملية التنمية الاقتصادية خصوصاً في الاقتصادات الناشئة.

وقال هولو خلال مؤتمر صحافي عقده أمس الأول في مقر اقامة السفير الفرنسي في الجابرية بحضور السفير كريستيان نخلة، وممثلين عن وسائل الإعلام،  بمناسبة الزيارة التي يقوم بها للكويت في اطار التحضير لـ»مؤتمر باريس» الدولي الذي ستستضيفه فرنسا في عام 2015 بهدف وضع آلية جديدة لـ «معاهدة كيوتو» ومواجهة التغيرات المناخية، «أنا أعمل بشكل مباشر مع الرئيس هولاند بشؤون البيئة والتنوع البيئي والتغيرات المناخية، ونسعى لتغيير السلوك العام المتعلق بمقاربة هذه التحديات»، مؤكداً أن مهمته هي «حشد المجتمع الدولي والدعم اللازم من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة».

وأوضح أن «مشكلة التغيير المناخي قد لا تكون أولوية لبعض الدول المتقدمة ولكن عندما ننظر لبعض الدول الافريقية كتشاد والسودان، فهناك الملايين من الاشخاص يعانون نقص المياه وشح المحاصيل والتقلبات في درجات الحرارة وغيرها من المشاكل الصعبة».

الكويت

وأشاد هولو بالكويت و»ثقلها العالمي وبتجاوب المسؤولين الكويتيين لاسيما وزير النفط ووزير الدولة لشؤون مجلس الامة الدكتور علي العمير واطلاعه الواسع واهتمامه بالمشاكل البيئية والتغيرات المناخية» وصرح بأنه لمس تجاوباً ووعوداً بالمساهمة في انجاح مؤتمر باريس، موضحاً أن الكويت تسعى إلى إيجاد مصادر بديلة للطاقة الفعالة وتخفيض اعتمادها على الوقود بنسبة 50% عام 2030 واستبدالها بالطاقة البديلة.

وشدد المسؤول الفرنسي على قدرة فرنسا على مساعدة الكويت في مكافحة الآثار البيئية المترتبة عن الغزو العراقي والمشاكل البيئية الاخرى لما لها من خبرة في هذا المجال.

بكين وواشنطن

وفي سؤال خاص لـ «الجريدة» بشأن الدور الدبلوماسي الذي تلعبه فرنسا في اقناع الصين واميركا بتخفيض انبعاثات الكربون، قال إن «الصين كانت تحضر هذه المؤتمرات نتيجة الضغوط الدولية ولكن هناك تغيرات في هذا الشأن، فالسلطات الصينية متخوفة من تحرك تقوم به الطبقة الوسطى عبر تظاهرات بسبب التلوث الذي أدى إلى توقف العديد من الانشطة في قطاع النقل والصناعة».

الدول الفقيرة

وعما إذا كانت فرنسا ستتجنب في مؤتمر 2015 مصالح الدول الفقيرة كما حدث في قمة كوبنهاغن عام 2009، أكد هولو أن «فرنسا حريصة على الاخذ بآراء جميع الدول مع مراعاة مصالحها للوصول إلى صيغة توافقية لمواجهة هذا التحدي».

وأضاف: «قمت بزيارة العديد من الدول منها الصين وأميركا، لأن هذا الامر يشكل تحديا عالميا،  ونأخذ المسؤولية التاريخية للدول الصناعية ومعدلات النمو ومعدلات الانبعاثات الكربونية في عين الاعتبار، فالدول الصناعية هي التي تتحمل هذه المسؤولية».

وبينما لفت الى ان فرنسا قررت ان تنظر إلى ظاهرة التغيرات المناخية لا كمشكلة فقط «بل كفرصة للعمل معا ووضع مشاكلنا جانبا لوضع الحلول المناسبة لهذه الظاهر الخطيرة»، دعا الى وجوب مساعدة الدول المحتاجة في المجال التكنولوجي وتمويل مشاريع الاستدامة والأبحاث العلمية والتغيرات المناخية للتكيف والـتأقلم مع خطر التغير المناخي.

وبيّن أن بلاده تسعى الى  تغيير السلوك والاساليب المتبعة للتعاطي مع التغير المناخي بالرغم من صعوبة الامر، مشددا على اهمية التقاء المجتمع الدولي لمواجهة التغير المناخي والحفاظ على التنوع البيئي الذي يشمل جميع الموارد العالمية.

وعن سبب جولته قبل اكثر من 17 شهرا من انعقاد مؤتمر باريس وقبل مؤتمر ليما الذي تستضيفه البيرو العام الجاري، اعتبر أن جولاته الخارجية التي بدأها العام الماضي ربما أتت متأخرة لأن الأمر عظيم وموضوع التغير المناخي والخروج بتوافق دولي حوله أمر يحتاج للكثير من العمل والجهد، إذ كانت الدول في السابق تعتقد بأنه يمكنها مناقشة كل شيء خلال القمم.

ومع أن الولايات المتحدة الاميركية غير موقعة على بروتوكول كيوتو للتغير المناخي، فإن فرنسا ترى أن الوضع في الداخل الاميركي يتغير من الاتفاقية لما للتغير المناخي من آثار سلبية على الاقتصاد الاميركي.

وأشار إلى أن وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية (سي آي إيه) تعتبر هذا الخطر تهديدا موازيا للتهديدات الإرهابية والعسكرية، مشيراً الى أن الرئيس الاميركي باراك اوباما إذا اراد ان يدخل التاريخ لا لأنه فقط أول رئيس من أصول افريقية يحكم أميركا، فعليه أن يوقع اتفاقية كيوتو ويجبر الكونغرس على ذلك، خصوصا أنه في فترته الرئاسية الثانية التي تتيح له القيام بأمور قانونية خارج ضغوط الكونغرس.

back to top