بلا سقف: كلام في الدوري (2-2)
كالعادة، العربي حالته حالة وقصته قصة، ومع استمرار فشل "الأخضر" في تحقيق درع الدوري الغائب عن خزائن "قلعة الكؤوس" منذ مطلع الألفية الجديدة، تستمر شريحة كبيرة من الجماهير العرباوية بالدوران في حلقة مفرغة من إسقاط الفشل على الآخرين وتوجيه الاتهامات في جميع الاتجاهات دون أدنى إدراك لهوية المتسبب الحقيقي بتدهور نتائج فريق كرة القدم بوجه خاص، وفرق الألعاب الرياضية المختلفة في النادي بشكل عام، ناهيك بالتلويح الدائم من قبل الإدارة والجماهير على حد سواء، بسيناريو "المؤامرة التحكيمية" ضد العربي، الذي أصبح ورقة مستهلكة ومكررة، بل مملة أيضاً، ما يستدعي قطع هذا "المسلسل" بقول حاسم.إنهاء هذا اللغط "الماسخ" لا يتطلب استدعاء خبراء في الفيزياء النووية لدراسة حالة العربي، إنما يتطلب الأمر إجراء معادلة رياضية عقلانية بسيطة: الحقائق تقول ان العربي لم يفز ببطولة الدوري منذ موسم 2000/2001، وخلال 13 عاماً مضت، تعاقبت على اتحاد الكرة 8 مجالس إدارة مختلفة من حيث التشكيل والتوجه والصفة. وخلال الفترة الزمنية نفسها منذ عام 2001 إلى يومنا هذا، استفرد شخص واحد بكرسي رئاسة النادي العربي بمعية "شلّة" واحدة، فهل يعقل أمام هذه الحقائق أن نلقي المسؤولية على الرئيس الحالي للاتحاد وأن نبرئ ساحة رئيس النادي العربي ومجلس إدارته؟لذا، أرى أنه من الأفضل للجماهير العرباوية الساخطة على فوز القادسية بلقب الدوري ومعادلته لرقم العربي في سجل أبطال المسابقة أن تحاسب المسؤول المباشر عن تدمير "الزعيم" وتغييب هيبته والعبث بتاريخه، بدلاً من التقليل من إنجاز الآخرين وإلقاء "الطائرات الورقية" يميناً وشمالاً.سوء التنظيم والهرج والمرج الذي ساد استاد محمد الحمد في ليلة تتويج بطل الدوري لم يكن مشهداً مستغرباً بالنسبة لي على الأقل، لأن سلبية النواحي التنظيمية والفوضى والعشوائية هي سمات عامة لا تفارق الكرة الكويتية، وتطال كل الجوانب الفنية والإدارية والتسويقية في اتحاد اللعبة.المستغرب هو تصريح رئيس الاتحاد لوسائل الإعلام بعد اختتام مراسم التتويج أنه كان يفكر جدياً بالعودة إلى رئاسة نادي القادسية، وأنه الآن "مطمئن لمستقبل القادسية...". يعلم القاصي والداني أن الشيخ طلال "قدساوي" مفتون بعشق القادسية، وليس في هذا محلاً للاستغراب أو التعجب، الغريب العجيب في الأمر هو أن يصدر مثل هذا التصريح من إداري متمرس خبير، دون أي اكتراث منه لاعتبارات المنصب الذي يشغله وحتمية التزامه بالحيادية إلى أقصى حد بصفته رئيساً للاتحاد، وأن ينعكس هذا السلوك الحيادي على خطابه الإعلامي، فإذا كان الشوق إلى نادي القادسية قد وصل أقصاه في نفس الشيخ طلال، فإن خيار العودة إلى بيته الأول لم يزل قائماً، أما إذا كان عازماً على الاستمرار في رئاسة الاتحاد، فإن من الواجب عليه أن يلتزم بالأعراف الرياضية الراسخة المعمول بها حول العالم في هذا الصدد. سأعتبرها سقطة هذه المرة متمنياً عدم تكرارها مرة، لأن كثرة السقطات هي من صفات المبتدئين.قفّال:لا يجوز للجالس على رأس الهرم الجمع بين "المشاعر" الرياضية...