مواقع فيلم Hobbit مليئة بالحركة والمغامرات للمسافرين
هل من المنطقي السفر إلى مواقع تصوير الأفلام؟ إذا كنت تبحث عن بعض الإثارة وكثير من المشاهد الخلابة، يبدو ذلك منطقيًّا. يذكر جاريد كونون المشرف على إدارة مواقع أفلام 3 Foot 7 Ltd. وأجزاء سلسلة Hobbit الثلاثة: «من المذهل التصوير في نيوزيلندا بسبب تنوع المناظر الطبيعية وسرعة تبدّلها. فيمكنك السفر من قمم الجبال المغطاة بالثلوج إلى غابات مدارية غضة، مجتازاً ريفاً هادئاً إلى أن تصل إلى المحيط، وكل ذلك في غضون ثلاث ساعات».قبل أن تقرر أن رحلة إلى مواقع تصوير فيلم Hobbit خطأ فادح (شككت أنا نفسي بهذه الفكرة في البداية)، لاحظ أن رحلة برية مدروسة جيدًا إلى تلك المواقع المثيرة للاهتمام ستحملك إلى أماكن بعيدة عن المسار الذي يتبعه المسافرون عادةً، أماكن ما كنت لتفكر في زيارتها. بدأت رحلتي في الأرض الوسطى مع لائحة تضم أحدث شركات السفر. فانطلقت من أوكلاند، مستخدماً عدداً من السيارات المستأجرة المزودة بجهاز تحديد المواقع العالمي، فضلا عن بعض الرحلات الجوية القصيرة.
موقع شركة Hairy Feet Waitomoانطلقت من وايتومو في رحلة بالسيارة كثيرة التعرجات دامت 45 دقيقة إلى وادي مانغاوتاكي، الذي يقع على مقربة من منطقة بيوبيو الزراعية، عاصمة جز صوف الغنم حول العالم. كذلك تضم هذه المنطقة مقر أحدث شركات الرحالات Hairy Feet Waitomo، التي تديرها سوزي وواريك دنيز من مزرعتهما للأغنام التي تبلغ مساحتها نحو 113 هكتارًا. صحيح أن هذه المنطقة الوعرة جدًّا لا تُعتبر من أفضل الأراضي الزراعية، إلا أنها موقع مميز لتصوير الأفلام. فتتعرج تلالها، ممتدة نحو الأفق، وقد توزعت عليها صخور ضخمة تجثم على جروف كلسية حادة بعدما نحتتها ملايين السنين من التأكل.يقود درب صخري تحده أشجار قديمة كثيرة النتوءات إلى الجلمود الضخم المائل بعض الشيء الذي يسم مدخل كهف الترول. يخلو هذا الموقع من أي إشارة إلى أن فيلمًا صوّر هنا باستثناء علامة X زرقاء صغيرة لصقت على الأرض. تشير هذه العلامة إلى الموقع الذي وقف فيه بيلبو خلال تفحصه سيفه الجديد “ستينغ”. وبعدما التقطت بضع صور مع سيف شبيه بستينغ، انطلقت لأقف حيث قاد راداغاست البني ومزلجته التي يجرّها أرانب وحوش الأورك والورغ بعيدًا عن مجموعة الأقزام.كهف روياكوريبعد رحلتي الجوية ليلاً من لوس أنجليس إلى أوكلاند، توجهت جنوبًا إلى كهف روياكوري في منطقة وايتومو في الجزيرة الشمالية. يشكل روياكوري واحدًا من 300 كهف كلسي في المنطقة، علمًا أنه استُخدم لخصائصه الصوتية في الجزء الأول من فيلم Hobbit. لا تُعتبر التشكيلات الكلسية والتشابكات البلورية المذهلة القديمة في هذا الكهف عجيبة جيولوجية رائعة فحسب، بل لها تأثير مميز في صدى الأصوات أيضًا، ما جعلها الموقع الأمثل لتسجيل الأصوات الخلفية في كهف غوبلن في فيلم Hobbit.وإذا لم تبدُ لك التأثيرات الصوتية كافية، فهذا المكان ملائم أيضًا لخوض مغامرة لا تُنسى. صحيح أن الجولات سيرًا على الأقدام برفقة دليل تبقى الوسيلة الأفضل للتعرف إلى معالم هذا الكهف، لكن الجيل الخامس من أسرة المزارع أنغس ستابس تنظم مغامرات لاكتشاف أجزاء الكهف الخفية أو لركوب الأنبوب أو الزورق المطاطي داخل مياهه الجارفة. وعندما تبلغ المستوى الأدنى من المسار الحديدي المعلّق، انظر إلى الأسفل وستلاحظ ظاهرة طبيعية، برك ماء راكدة تشبه بركة غولم.إذا قصدت كهوف روياكوري فحسب، فستشعر أنها بعيدة عن مسار الرحلات المألوف. ولكن بما أنها نقطة انطلاق نحو موقع شركة الرحلات الأحدث، Hairy Feet Waitomo، فستلاحظ أنها تستحق العناء.شلالات أراثياثيا على النتوء الصخري عند قاعدة شلالات أراثياثيا التي تبعد نحو 10 دقائق عن مدينة توبو، أمضى طاقم التصوير يومَين في تصوير الشلالات الهادرة فوق كتل صخرية فيما تدفقت مياه السد في قناة ضيقة كثيرة الصخور. تفاديًا للسير على صخور زلقة، قد يكون من الأفضل استقلال زورق سريع تستمتع فيه بمشاهدة مياه الشلالات المتدفقة عند قاعدتها.بعد ذلك استقللت الطائرة في رحلة قصيرة إلى منطقة مالبورو في الجزيرة الجنوبية، ثم قدت السيارة فترة وجيزة إلى بلدة هافلوك لأزور “مغامرات بيلوروس إكو”. يتمحور كل ما في هذه المنطقة حول الطبيعة والحياة الهادئة. لبست سترة النجاة وركبت زورقًا مطاطيًّا لأخوض غمار نهر بيلوروس طوال نصف يوم لأرى النتوء الصخري حيث خرج الأقزام من البراميل وتوجهوا نحو ديل في الجزء الثاني من سلسلة Hobbit. خُصص وقت طويل لتصوير الموقع. وفيه توقفنا لتناول شطيرة لذيذة واستكشاف الصخور وغابة الزان المحيطة.هوبيتون: الشايرتُعتبر منطقة هوبيتون موقع تصوير الأفلام الأكثر نجاحًا الذي ظهر في سلسلتَي The Hobbit وLord of the Rings. ويجب ألا تفوت زيارته. تُعرف هذه المنطقة بالشاير، وما زال هذا الموقع على حاله، تمامًا كما ظهر في الأفلام. يستطيع محبو هاتين السلسلتين التنقل على دروب الشاير المتعرجة عابرين 37 منزلاً للهوبيت، حديقة عامة، وشجرة الحفلات الشهيرة. صحيح أن منازل الهوبيت ما هي إلا واجهات، تستطيع دخول أحدها ورؤية كيفية تشييدها في تلة من التراب. وتنتهي الجولات عادةً بتناول مشروب بارد في نزل التنين الأخضر الفعلي، الذي تحوّل اليوم إلى حانة حقيقية.تقع الشاير وسط منطقة زراعية صغيرة في ماتاماتا، وتشغل نحو 5 هكتارات من مزرعة راسل ألكسندر للغنم، التي تتخطى مساحتها الخمسمئة هكتار. حوّلت هذه الأرض الزراعية إلى الشاير قبل نحو عقد. في هذه المنطقة، تصبح ملامح المناظر الطبيعية أقل قسوة. فترى التلال الممتدة نحو الأفق وقد توزعت عليها الخرفان. تجمعها بالريف الإنكليزي أوجه شبه كثيرة، ما يذكرنا بأن تولكين ألف كتبه حين كان يعمل بروفسورًا في جامعة أكسفورد في إنكلترا.صحيح أن الموقع ليس جديدًا (يظهر في أفلام Lord of the Rings كواجهات موقتة معدة من الخشب المعاكس)، إلا أنه تحوّل إلى موقع دائم بعد إعادة بنائه لسلسلة أفلام The Hobbit.أخبرني ألكسندر، مشيرًا إلى الباب الأصفر لمنزل الهوبيت سامويز غامجي: “لا نخطط لنتحول إلى عالم ديزني”. لكن الجهد الضخم الضروري للحفاظ على أصالة هذا الموقع (عندما زرت الموقع، كان عدد من العمال يعملون بدقة على طلاء أوراق شجرة السنديان الشهيرة فوق مدخل بيلبو وفرودو) يُظهر أن الحفاظ على مقاييس الشاير يتطلب تركيزًا كبيرًا، الكثير من اليد العاملة، وميزانية كبيرة. لكن النتيجة لمحة مذهلة عن الواقعية التي يضفيها صانعو السينما على الأفلام الحديثة. ولا شك في أن زيارة الشاير تستحق العناء.إسطبلات دارت:على بعد ساعة شمال كيونزتاون تقع منطقة باراديس، حيث زرت إسطبلات دارت لأتجول على حلبة Ride of the Rings وأنا أمتطي أحد أحصنة روهان الستة التي لا تزال في الإسطبلات. تأخذك هذه الرحلة التي تدوم ساعة ونصف الساعة عبر غابة لوثلورين، إلى جبال ميستي، والموقع الذي أمضى فيه فريق العمل شهرين في بناء منزل بيورن في الجزء الثاني من الفيلم.شكّل المكان موقع تصوير ملائماً لطاقم العمل والممثلين على حد سواء. يقول جاريد كونون: “لا تشكّل المنطقة أحد المواقع المميزة في البلد فحسب، بل أتاحت لنا تمضية الكثير من الوقت في كوينزتاون، التي تؤمن لكل زوارها الكثير من المتعة”. أوليس هذا هدف رحلاتنا وأسفارنا في النهاية؟