مصر: موجة إرهاب وتظاهرات عشية ذكرى «25 يناير»

نشر في 25-01-2014 | 00:01
آخر تحديث 25-01-2014 | 00:01
• مصرع 6 في 4 انفجارات بالقاهرة والجيزة     • مقتل 8 في اشتباكات بين أنصار «الإخوان» والأمن

قبل يوم واحد من حلول الذكرى الثالثة لثورة «25 يناير» التي توافق اليوم ضرب الإرهاب مجدداً قلب العاصمة المصرية أمس، في موجة من التفجيرات أصابت مديرية أمن القاهرة، فضلاً عن ثلاثة انفجارات في محافظة الجيزة، بينما لقي 8 أشخاص مصرعهم في مواجهات بين الأمن وأنصار الإخوان في تظاهرات «جمعة التحدي».

استيقظ سكان العاصمة المصرية أمس على سماع دوي انفجار استهدف مديرية أمن القاهرة، في حين انفجرت ثلاث قنابل في محافظة الجيزة، ما أسفر عن مقتل 6 وإصابة العشرات في أعقاب مقتل 5 من مجندي الشرطة، إثر هجوم مسلح على كمين في محافظة "بنى سويف" جنوب القاهرة أمس الأول، وتأتي هجمات أمس عشية الذكرى الثالثة لثورة "25 يناير" التي دعت جماعة "الإخوان" أنصارها إلى تنظيم تظاهرات حاشدة فيها بهدف اقتحام ميادين العاصمة المصرية.

التفجير الأقوى استهدف مديرية أمن القاهرة حيث انفجرت سيارة مفخخة صباح أمس، ما أدى إلى مقتل 4 على الأقل، وإصابة أكثر من 50 شخصاً، فضلاً عن تحطيم واجهة المبنى وتضرر عدة مبان محيطة، في مقدمتها مبنى متحف الفن الإسلامي ودار الكتب المصرية ومحكمة الاستئناف، وقال مصدر أمني لـ"الجريدة" إن "المعاينة الأولية تشير إلى أن انتحاريا نفذ العملية مستخدماً سيارة مفخخة"، في حين تبنّت جماعة "أنصار بيت المقدس" تنفيذ العملية في بيان لها.

وفور الحادث، تظاهر الآلاف من أهالي القاهرة القديمة أمام مديرية الأمن عقب وقوع الانفجار، ورددوا هتافات مناهضة للحادث الإرهابي، من بينها: "الشعب والشرطة والجيش إيد واحدة"، و"الشعب يريد... إعدام الإخوان".

وبعد نحو ساعة من حادث مديرية أمن القاهرة، استهدف مجهولون غرب العاصمة في تفجيرين بالقرب من محطة مترو الانفاق "البحوث" بشارع "التحرير" ومحيط قسم "الطالبية" بمحافظة الجيزة، وأسفر الحادث الأول عن مقتل مواطن وإصابة 4 جنود، وتشتبه قوات الأمن في أن يكون الحادث خلفه شخص ألقى القنبلة ثم فر هارباً، وفي "الطالبية" انفجرت عبوة ناسفة بشارع "الهرم" السياحي بالقرب من قسم شرطة دون أن تتسبب في حدوث إصابات أو وفيات، وأحدثت حفرة بعمق نصف متر في الأرض، بينما قتل شخص أمام دار سينما في حي الهرم بسبب انفجار قنبلة موضوعة في لوحة إعلانية.

وزير الداخلية محمد إبراهيم تفقد موقع حادث مديرية الأمن، وقال إن "الحادث لن يثني رجال الشرطة عن مواصلة حربهم الشرسة ضد الإرهاب الأسود، وأمر بتشكيل غرفة عمليات مشتركة مع رؤساء أجهزة الأمن الوطني لتغيير عدد من الخطط الأمنية لمواجهة التصعيد المحتمل في الفترة المقبلة".

تحرك إخواني

في المقابل، رفضت جماعة "الإخوان" وأنصارها تهم الوقوف خلف التفجير، ووصف القيادي بـ"التحالف الوطني لدعم الشرعية" مجدي قرقر، الانفجارات بـ"الإرهاب المصطنع"، مضيفا: "من يقف وراء تلك العمليات يسعى لإيقاف المد الثوري وتشويه نضال المصريين ضد الانقلاب العسكري" على حد قوله.

ميدانياً، شارك أنصار الجماعة في مسيرات حاشدة، استجابة لدعوة "التحالف الوطني" للمشاركة في جمعة "التحدي" لبدء الحراك الذي سيشهد قمته اليوم في الذكرى الثالثة لثورة "25 يناير"، وطالب "التحالف" أنصاره أمس، بالاعتصام في منطقة سوق السيارات بضاحية "مدينة نصر" شرق القاهرة، في حين وقعت اشتباكات بين أنصار "الإخوان" وقوات الأمن في القاهرة وعدة محافظات أسفرت عن سقوط 8 قتلى وعشرات الجرحى، فضلا عن اعتقال 111 شخصاً من قبل قوات الأمن، بينما نظمت تظاهرات مطالبة للفريق السيسي بالترشح في القاهرة وعدة محافظات.

إدانة واسعة

أعلنت مؤسسة الرئاسة إدانتها الكاملة للتفجيرات التي شهدتها العاصمة أمس، مؤكدة في بيانها "أن مثل هذه الحوادث الإرهابية التي تستهدف كسر إرادة المصريين لن تؤدي إلا إلى توحيد إرادتهم"، مشددة على تصميمها على اجتثاث الإرهاب من ربوع البلاد، وأن العبث بمقدرات هذا الوطن خط أحمر لن يتم تجاوزه أو حتى مجرد الاقتراب منه.

واعتبر رئيس الحكومة حازم الببلاوي الذي عاد إلى القاهرة حوادث الجمعة محاولة "خسيسة يائسة من قوى الإرهاب الآثمة لإفساد ما حققته مصر وشعبها من نجاح بإقرار الدستور الجديد"، ودان شيخ الأزهر أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثاني العمليات الإرهابية.

وحمّلت القوى المدنية جماعة "الإخوان" مسؤولية الوقوف خلف الحوادث الإرهابية ما عبر عنه صراحة، رئيس حزب "السادات الديمقراطي" عفت السادات، قائلاً: "هذه الأعمال مخططة ومرتبة بدقة من قبل تنظيم الإخوان الإرهابي".

وأكد عضو المجلس الرئاسي لحزب "النور" السلفي، محمد إبراهيم منصور أن محاولات زعزعة استقرار مصر بهذه التفجيرات والأعمال الإجرامية لن تعيد العجلة إلى الخلف، وستستمر المسيرة وستتعافى البلاد من هذا الإجرام.

ومن جهته، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور حسن نافعة لـ"الجريدة": "إن الإخوان والفصائل المرتبطة بها تعتقد أن الوقت مهيأ لتوجيه ضربة جديدة للنظام، في محاولة منها للاستفادة بأخطاء النظام وشعور بعض الشباب بالإحباط وغضبهم من بعض تصرفات الحكومة"، مضيفاً: "استراتيجية الإخوان ستؤدي إلى إثبات الصلة العضوية بينها وبين الفصائل الإرهابية".

back to top