المنافسة في الوسط الفني... شريفة أو ضارة وفق «الظروف»

نشر في 29-03-2014 | 00:01
آخر تحديث 29-03-2014 | 00:01
في أي مجال من مجالات الحياة تؤدي المنافسة دوراً رئيساً، سواء في التقدم  نحو الأفضل أو في التراجع والانكفاء، وفق طبيعتها: شريفة أو مؤذية. لا يشذ الفنانون عن هذه القاعدة، بل يحفل الوسط الفني بمنافسات بين الفنانين يكون بعضها في صالحهم فيحفزهم لتقديم الأفضل، فيما بعضها الآخر يسبب الأذية والضرر وقد يظلم هذا الفنان أو ذاك أو يعيق مسيرته، وتكون الخلافات الشخصية والحسد وأسباب أخرى ظاهرة تارة وباطنية تارة أخرى، وراء تحطيم مستقبل فنان وتشويه سمعته.

يؤكد معظم الفنانين، في تصريحاتهم، أنهم يؤيدون المنافسة الشريفة ويرفضون كل ما يسيء إلى الوسط الفني، لكن على الأرض تبرز ضراوة هذه المنافسة مع صدور أي عمل جديد سواء ألبوم أو أغنية أو مسلسل أو فيلم سينمائي... والنتيجة ضياع الحقيقة أحياناً وراء أقنعة المصالح الخاصة والربح المادي وسحب البساط من تحت أقدام من يبيّن مقدرة ونجاحاً.

حول المنافسة بين النجوم، متى تكون شريفة وتأخذ شكلها الصحيح،  ومتى تتخطّى حدودها وتتحول إلى عداوة كار مؤذية، استطلعت «الجريدة» آراء مجموعة من النجوم العرب.

حافز نحو الأفضل

أحمد عبدالمحسن

عبدالله الباروني

«المنافسة الشريفة معروفة لدى الجميع، والمشاهد هو المستفيد الأول منها»، يؤكد الفنان عبدالله الباروني موضحاً أنها تصب في مصلحة الجميع على الدوام،  ويضيف: «التنافس المستمر بين الأعمال يُرينا أعمالاً أخرى أفضل في كل عام، وهذه الأمور في مصلحة المشاهد والفنان وفي مصلحة الوسط الفني، ولكن ما أن تتحول المنافسة إلى عداوة تصبح غير مقبولة، وتضر بالفنانين وتؤثر على مردودهم، وقد تؤثر على علاقتهم خارج الوسط الفني أيضاً».

يرى الباروني أن إبعاد المنافس عن الساحة الفنية مرفوض تماماً، ومن يريد المنافسة الشريفة عليه أن يقاتل ويجتهد ويتقبل الأعمال الأخرى، ويحاول تقديم أعمال أفضل لا أن يبعد هذه الأعمال من طريقه.

 يتابع: «أستمتع بالمنافسة مع زملائي الفنانين وأطمح إلى تقديم الأفضل دائماً، وأستفيد من التجارب الأخرى، وأحاول تطبيق كل معلومة ونصيحة في أعمالي  الخاصة، يتسع الوسط الفني للجميع ويستطيع احتضان طاقات شبابية ومواهب واعدة من شأنها تطوير الحركة الفنية في الكويت وخارج الكويت، المنافسة الشريفة مطلب الفنانين الذين يبحثون عن التميز والتألق برفقة الآخرين».

أحمد رويشد

«المنافسة بين الفنانين تكون شريفة دائماً  ولا أعتقد أن ثمة من يحاول إيذاء زميل له في الوسط الفني»، يؤكد المطرب أحمد رويشد، موضحاً  أن الوسط الفني يتسع للجميع لذلك لا مُبرر لوجود أحقاد بين الفنانين.

 يضيف: «أعتقد أن التألق في الوسط الفني، راهناً، يعتمد على الجهود المبذولة من كل فنان، من هنا عليه تقديم أفضل ما لديه واعتماد منافسة شريفة بعيدة عن الأحقاد والمشاكل، بالنسبة إلي الأداء وحده يفرض شخصية فنان على فنان آخر، ولكل واحد أسلوب مخصص في الغناء يختلف عن غيره  في الساحة الفنية».

يرى الرويشد أن المنافسة بين الفنانين قد تصل إلى حد الأذى في حال وصل الأمر إلى الحسد، ويتابع: «في بعض الأحيان أفاجأ ببعض الفنانين، يحاولون عرقلة زملائهم لمجرد وصولهم إلى مراتب أعلى وأفضل، على الفنان أن يكون صبوراً ومخلصاً لعمله حتى يجتهد، ويفهم تماماً أن غايته في الفن سامية وتحمل رسالة هادفة إلى الجماهير، لذلك يجب أن يكون قدوة للآخرين وألا يدخل في صراعات لا داعي لها.  الوسط الفني حالياً بخير ولم يسبق أن تعرضت لمشاكل مع أحد الفنانين حتى الكبار، فقد سبق أن قدمت وصلات غنائية مع أحلام وكانت في غاية التميز والجمال وأنا فخور بذلك».

علي الدوحان

«كل شيء ممكن أن يحدث داخل الوسط الفني، لذلك أفضل البقاء بعيداً لأتجنب العداوات»، يشير الكاتب علي الدوحان، لافتاً إلى إمكان حدوث مشاكل بين الفنانين بسبب المنافسة التي قد تكون في بعض الأحيان غير شريفة، وأن فنانين كثراً نثروا الأحقاد في ما بينهم بسبب الحسد.

 يضيف: «بالنسبة إلي أفضل أن أكون حذراً في علاقتي مع الفنانين، وأن ترتبط هذه العلاقة بحدود العمل فحسب وأتجنبها خارج الوسط الفني، كذلك أضع حداً لكل من يحاول التدخل في خصوصياتي، وعندما تضع حدوداً للجميع تتجنب الدخول في صراعات ومشاكل وأذى.

يعتبر  الدوحان أن  ثمة منافسة دائمة بين الكاتب والممثل، ففي بعض الأحيان يحاول الممثل تجسيد الشخصية بشكل مختلف عما وردت في النص، يقول: «في «جار القمر» حدثت معي هذه المشكلة، إذ شعرت بأن الفنانة جواهر تريد التمرد على الشخصية وتقديمها بطريقة مختلفة، لكن لم ألتفت إلى هذا الأمر لأن جواهر أعطت أفضل مما هو مكتوب في الورق، وهذا الأمر أسعدني، لكن في بعض الأحيان يحاول بعض الفنانين تغيير النص، وهذا مرفوض وقد تترتب عليه مشاكل».

لا أحد يأخذ مكان أحد

بيروت  -   ربيع عواد

نيكول سابا

{أركّز في عملي بهدف الاستمرار بالنجاح، وأنا بفني وشخصيتي لا أشبه أحداً على الساحة الغنائية}، تقول نيكول سابا موضحة أن ما تقدمه في أغنياتها أو كليباتها، مختلف عما هو موجود في السوق، مؤيدة المنافسة الشريفة التي تحصل في أي مجال، والبعيدة عن الأذى والحسد.

تضيف أنها، منذ انطلاقتها الفنية، أصرت على أن يكون أسلوبها في الغناء مختلفاً كذلك اطلالاتها، ما كوّن هويّة خاصّة بها وموقعاً خاصاً. أما عن التمثيل والمنافسة في شهر رمضان، هذا العام،  مع زميلاتها اللبنانيات من أمثال هيفا وهبي وسيرين عبد النور ومايا دياب وميريام فارس، توضح  في حديث لها: «بحسب اطّلاعي، أعتقد أنهن يشاركن بأعمال في شخصيّات نساء لبنانيات، وربما ما يميّزني في مسلسل «فرق توقيت» أنّ العمل مصري وشخصيتي فيه كذلك، ثم يختلف أداء كل ممثلة بحسب طبيعة الدور».

نادين نجيم

«لا أنافس أحداً والعكس صحيح، المنافسة في مفهومي غير موجودة، ومن واجبي بذل جهد عندما أقدم عملا ليخرج بأفضل وجه» توضح مقدمة البرامج والممثلة نادين ولسن نجيم،  وتضيف: «إذا كان النجاح من نصيبي فهذا من خير الله وإذا كان العكس أنظر إلى الاخطاء التي ارتكبتها كي أصححها في المستقبل، أؤمن بمقولة «لا أحد يأخذ مكان أحد».

عن المنافسة بينها وبين زميلتها إيمي صياح في تقديم برنامج The Voice، تقول في حديث لها: {صحيح أن أدوارنا وأوقاتنا على الهواء متساوية، لكن إيميه، بلطفها وتهذيبها ولياقتها، لم تكن تحدياً لي، بل استعدت الصداقة التي كانت تربط بيننا أيام الجامعة. هي {شاطرة} ومهذبة، وأنا سعيدة لاختيار إيميه بشخصيتها الحلوة، وقد تصرفت معها كصديقة وأقدّم لها النصيحة والدعم}.

راغدة شلهوب

«المنافسة، في حال وجدت، عليها أن تكون رياضية ومحترمة  وألا تتحول إلى عداوة كار» تؤكد مقدمة البرامج راغدة شلهوب التي تعتبر أن المنافسة موجودة في مجالات الحياة كافة، وأحيانا تدفع بالإنسان إلى تقديم أفضل ما لديه ما يؤدي إلى تميز في العمل.

 تضيف: «على المنافسة  أن تأخذ دائماً شكلها الطبيعي وألا تتحول إلى حرب معلنة أو مخفية على الآخرين». شلهوب التي تقدم برنامج «عيون بيروت» إلى جانب زميلات لها، تقول إن ما يميزهن أنهن عائلة واحدة وتربط المحبة بينهن.

تتابع: «البرنامج نجح بمجهودنا جميعاً لأن لكل واحدة منا جمهورها وطلتها المميزة على الشاشة، وليس للمنافسة مكان بيننا، فنحن نكمّل بعضنا بعضاً، ما يفسر ربما استمرار البرنامج  سنوات طويلة وتحقيقه نجاحاً منقطع النظير، لا سيما أنه يتناول قضايا تهم المشاهدين».

إنجي الجمّال

«لا أضع نفسي في منافسة مع أحد، يمكن أن يقارن الناس بين مخرج وآخر، لكن لكل واحد أفكاره ونظرته التي تختلف شكلا ومضموناً عن الآخر»، تؤكد المخرجة إنجي الجمّال لافتة إلى أن كل مخرج يتميّز بهوية معينة.

تضيف: «أعتبر أنني اثبت نفسي وأصبحت في مرحلة يصفني فيها الناس بالمبدعة، وأنا أتحمل مسؤولية هذه الصفة وأعمل انطلاقًا منها.لا أسعى إلى تحقيق بصمة واحدة فحسب، بل أركز على التنوّع، لأن لكل فنان جديد أتعاون معه خصوصيته. أمّا إذا كان التعاون مستمرًا مع الفنان نفسه، فأتحدى ذاتي لتقديم عمل جديد يتميز بخصوصية مختلفة، فلكل أغنية جمهورها الخاص».

مطلوبة شرط ألا تتحول إلى كراهية

القاهرة –  بهاء عمر

ترى جنات أن المنافسة من صنع الجمهور ولا دخل  للفنان فيها لأن لكل مطرب مميزات تجعله مختلفاً عن غيره، سواء في اختيار الكلمات أو الموسيقى، ونادراً ما يكون ثمة تشابه بين مطربَين، لكن حروب المعجبين تجعل الفنانين في مواجهة لا دخل لهم فيها.

تضيف أن المنافسة قد تكون في المبيعات والأرقام التي يحققها كل فنان من جهة شركات الإنتاج، وأن الفنان يكون بعيداً عن هذه الأمور الفنية لتركيزه في أعماله واختيار ما يناسبه.

بدورها توضح لقاء سويدان أن المنافسة جزء من طبيعة العمل سواء في الوسط الفني أو غيره، ويمكن أن تتحول إلى حافز لتطوير العمل، إلا أن المشكلة، برأيها، تتمثل في ما تسميه بالضعف الفني لدى بعض الموجودين على الساحة، والذي يتحول إلى غيرة غير صحية.

تضيف أنها كثيراً ما تبدي إعجابها بأعمال فنية وتتصل بأبطالها لتهنئتهم، مشيرة إلى أن ارتفاع مستوى الأعمال الفنية نجاح للفنانين كافة  وليس للنجم وحده.

معارك جانبية

تفرّق غادة عبد الرازق بين المنافسة في الأعمال الدرامية أو السينمائية والخلافات الشخصية، مؤكدة أنها لا تربط بين المستويين، لأن الأولى في صالح الوسط الفني ككل، ويكون لكل نجم ما يميزه وتدعم الصناعة كلها، أما المسائل الشخصية فلا محل لها في الرأي العام ولا يصح أن تخرج إلى العلن.

تؤكد غادة أن المنافسة الفنية تكون على أشدها في مواسم عرض الأعمال، ما يجعلها تفكر جيداً قبل الموافقة على أي عمل لتستطيع المنافسة به، مشيرة إلى أنها توافق على السيناريوهات التي تضيف إلى مسيرتها الفنية .

تنتشر إشاعات وأخبار باستمرار حول ضراوة المنافسة بين عمرو دياب وتامر حسني، رغم تصريح النجمين بالتقدير المتبادل بينهما، إلا أن اقتراب صدور ألبوم  لأي منهما  يرتبط، بالضرورة، بتصريحات منسوبة لأحدهما تنال من النجم الآخر.

أما حنان مطاوع فتؤكد أنها تعلمت، منذ بداياتها التمثيلية، أن تهتم بما تقدم ولا تشغل بالها بالآخرين، مهما كانت الأخبار والتصريحات الصادرة عن منافسيها، موضحة أن الوقت الذي يمكن أن تهدره في الردود على منافسيها، يجب أن يوجه إلى قراءة الأعمال المعروضة عليها، أو رفقة العائلة.

تنبه حنان إلى أن نجوماً كثراً  يفقدون بريقهم عبر الدخول في معارك جانبية تصفها بالمفتعلة، وأن المنافسة الفنية هي الأبقى والأكثر فائدة للفنان والمشاهد على السواء، فيما يبقى من المشادات والانتقادات الانطباع السلبي فحسب.

من جهته يشير علي الحجار إلى أن الغيرة الفنية أو المنافسة في الوسط الفني محمودة بشروط، أولها ألا تتحول إلى كراهية وينتج عنها أذى من طرف ضد آخر، وألا  تؤثر على العلاقة الشخصية. مضيفاً أنه طالما تم الاحتكام إلى قواعد عامة وأخلاقيات متفق عليها بين أبناء الوسط الواحد فلن تكون ثمة مشكلة.

تحريض للفنان

تؤكد ليلى غفران أنها مع المنافسة وتعتبرها تحريضاً للفنان على تقديم الأفضل، ولم تُحرج من الإشادة بأصوات فنية منافسة لها مثل  إليسا وشيرين عبدالوهاب.

أما شريف منير فيحرص على المنافسة في الوسط الفني، مشيراً إلى أن عدم وجود سباق على الساحة الفنية سيخلق رتابة فنية ويؤثر سلباً على مستقبل المهنة.

يضيف أنه، بحكم شخصيته الاجتماعية، يهتم بمتابعة كل جديد للفنانين، ويحرص على الاتصال بأحدهم  للإشادة بدور قدمه، أو التنبيه بلباقة إلى إخفاق وقع فيه، لا سيما إذا كانت العلاقة بينهما تسمح بذلك.

وبشأن الفنان الذي يعتبره منافساً له، يؤكد أنه لا يقيّم المسألة بالأشخاص، بل يفضل أن يفكر في الدور الذي كان يتمنى أن يقدمه وحظي نجم آخر به، مدللا  على ذلك بدور مصطفى شعبان (ضابط مخابرات) في فيلم «مافيا» أمام الفنان أحمد السقا.

يضع محمد رجب نصب عينيه نصيحة تقول: «لن يحقق النجاح من ينظر إلى غيره، ومن يلتفت إلى من حوله لن يصل»، ويعتقد أنه طالما التزم بذلك خلال عمله فلن يتورط في الجوانب السلبية للمنافسة.

back to top