وزارة الأوقاف توقف فوضى جمع التبرعات داخل المساجد
بعد رصدها مخالفات كثيرة وعدم وضوح آلية صرف المبالغ
أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إيقاف فوضى جمع التبرعات داخل مساجد الكويت.وقالت الوزارة، في بيان صحافي أمس، إن وكيل "الأوقاف" د. عادل الفلاح أصدر تعميماً إدارياً إلى إدارات مساجد المحافظات الست والأئمة والخطباء بإيقاف العمل بالتعميم الإداري 1/2014 بشأن حملة جمع التبرعات لمصلحة الشعب السوري، وإيقاف العمل بالتعميم الإداري رقم 8/2014 بشأن جمع التبرعات خلال شهر رمضان.
وعلمت "الجريدة"، من مصادر مطلعة، أن هذا القرار يعود إلى رصد الوزارة مخالفات وتجاوزات عديدة لبعض اللجان، والأفراد أثناء جمع التبرعات، إضافة إلى الشللية وعدم وضوح آلية صرف تلك المبالغ، فضلاً عن الشكل الفوضوي الخالي من المراقبة، الذي تجمع به التبرعات. وبينت أن هناك لجاناً أخرى تقوم بهذا العمل، مثل الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وجمعية الهلال الأحمر الكويتية، حيث تستقبل التبرعات والمساعدات وتوجهها مؤسسياً لمصلحة الشعب السوري.وتساءلت المصادر عن دور "الأوقاف" حيال هذه التجاوزات التي تم على أثرها وقف جمع التبرعات لسورية، مطالبة بضرورة تشكيل لجنة من وزارات الداخلية والأوقاف والشؤون، لمحاسبة اللجان والجمعيات التي جمعت التبرعات نقداً، أو عن طريق إيصالات رسمية، فضلاً عن بيان المشاريع التي نفذت في سورية والجهات التي أرسلت إليها الأموال هناك. وأشارت إلى أن ظاهرة منح موافقات خطية من بعض إدارات المساجد لأشخاص معينين لجمع التبرعات انتشرت كثيراً، في ظل غياب الرقابة الفعلية من الجهات المعنية في "الأوقاف"، خصوصاً في إدارة مساجد محافظة الأحمدي.لجان عديدة... وصناديق مجهولة التبعية علمت "الجريدة" من مصادر مطلعة، أن هناك فوضى حالية في جمع التبرعات بالمساجد، حيث ظهرت لجان كثيرة في الآونة الأخيرة توجد في أكثر من مسجد في الوقت نفسه، فضلاً عن إصدار جمعيات خيرية هويات مندوبين لكل من يرغبون في جمع التبرعات لسورية، على أن تحصل الجمعية على نسبة من المبلغ المحصل.ولفتت المصادر إلى أن بعض المصلين رفض وضع صناديق داخل المساجد، خصوصاً أن هذه الصناديق لا يعرف لأي جهة تتبع.وأضافت أن التعميم الذي ألغاه وكيل وزارة الأوقاف عادل الفلاح والذي كان يسمح بجمع التبرعات للشعب السوري داخل المساجد، كان يشدد على أن يتم الجمع عبر جمعيات معروفة، مع وجود إيصالات معتمدة من وزارة الشؤون. وبينت أنه نتيجة لعدم التزام بعض الأئمة والمشرفين على هذه المساجد بتنفيذ ما جاء في القرار، ظهرت تلك التجاوزات والفوضى.70 ألف دولار قيمة إعلانات للجمعيات في سوريةليس أدل على ما وصلت إليه الفوضى في مصير التبرعات التي يتم جمعها، من أن بعض الجمعيات التي تقوم بالجمع نشرت في سورية، حسب مصادر مطلعة، لافتات إعلانية للتوعية، بقيمة تتجاوز 70 ألف دولار، في وقت تشير معلومات إلى أن أهل الغوطة في ريف دمشق يأكلون القطط.وأكدت المصادر أن مبالغ التبرعات لا يتم توثيقها، ولا بيان كيفية صرفها، إضافة إلى انتشار ظاهرة التبرعات المناطقية، حيث يجمع كل مندوب تبرعات لمنطقة معينة داخل سورية، لافتة إلى وجود شللية في العمل الخيري لتوجيهه وفق مصالح شخصية.