استسلام للديمقراطية العرجاء!
هيمنة الرئيس أحبطت أحلام الأندية بتشكيل مجلس محايد لإدارة الكرة
وقفت أندية الكويت عاجزة أمام هيمنة وجبروت اتحاد كرة القدم والرئيس الذي استغل الديمقراطية العرجاء، التي جاءت بعد سنوات من العذاب والأفلام الهندية بقرار تاريخي لجمعية عمومية بغالبية مسيّرة وأقلية حائرة، أقرت نظاماً أساسياً لاختيار مجلس إدارة من المفترض أن يتكون من 14 عضوا، يمثلون أندية الكويت. وصفق الجميع، اعتقادا منهم أن مشاركتهم في مجلس إدارة اتحاد الكرة باتت قريبة، وأن صوتهم سوف يسمع على أقل تقدير حتى وإن لم يكن مؤثرا، وسيستطيعون أن يسجلوا موقفا يكون طوق النجاة أمام الرأس، بينما سفينة الكرة تغرق في غياهب الهزائم والنكسات!
لكن الرئيس صاحب الاتحاد أبى، كعادته، أن تنتصر الديمقراطية حتى لو كانت عرجاء أو حتى عمياء، فحاك خطة بحق اختيار الجمعية العمومية بعناية فائقة، وتم تأليف نص جديد للمادة 32 في النظام الأساسي يتيح لأعضاء العموميات ممن تنطبق عليهم الشروط الترشح في انتخابات اتحاد الكرة رغما عن إرادة مجالس إدارات أنديتهم، وهو ما كان مقصودا من اصحاب المخططات، الأمر الذي احتجت عليه وتحفظت عنه بعض الأندية.ولكن لأن العمل مع صاحب الاتحاد لا يكتمل بالنيات، ولأن مقولة "دعونا نرَ تشكيل مجلس إدارة مقبل مكون من 14 عضوا يمثلون الأندية الكويتية"، هي مجرد أمنيات اصحاب النيات الصافية، كان لابد أن يكتشف الجميع المخطط المحكم لإبقاء الأمور في الاتحاد تحت السيطرة بعد ان طرقت الانتخابات المقررة غداً الأبواب، حيث باتت الرؤية واضحة وانكشف المستور، "فشئتم أم أبيتم بخمسة أو بأربعة عشر عضوا فالكلمة للرئيس" وهو ما كان له وقع الصدمة على بعض مرشحي مجالس إدارات الأندية الذين وجدوا أنفسهم من دون أي فرصة، وأن الاختيار قد تم سلفا لمجلس إدارة سيهيمن على كل شيء وقد يتكون من 8 أعضاء على أقل تقدير، في ظل نية أكثر من ناد مقاطعة الانتخابات التي باتت بلا طعم، في ظل افتقادها الديمقراطية المطلوبة حتى وإن كانت عرجاء."التكتل" حسمهالم يفوّت الرئيس وأندية التكتل كالعادة الفرصة من دون ترتيب الاوراق جيدا، لتسير الأمور وفق ما هو مخطط له باحكام، فجاء اجتماع الأندية كالعادة أيضا بحضور الرئيس الذي وزع الأدوار التي ستأتي بمجلس إدارة معد سلفا بحيث تكون الانتخابات شكلية، كما هي العادة في الفترة الأخيرة، وخرج مرشح التضامن أحمد الدويلة أحد الأندية المحسوبة على التكتل من حسبة الرئيس بعد اصراره على مبارك النزال، الأمر نفسه تكرر مع الكويت أحد أقطاب أندية المعايير الذي يفضل علي الزيد، على عكس رغبة الاتحاد، وهو ما حدث ذاته مع الفحيحيل، والسالمية.تكتل ضد "التكتل"!يذكر أن أنباء ترددت خلال اليومين الماضيين عن نية اكثر من ناد مقاطعة الجمعية العمومية والانتخابات، من بينها الكويت وكاظمة والفحيحيل والسالمية، بعد ان لمست عدم جدية الاتحاد في اقامة انتخابات، بما يتوافق مع مصلحة الجميع وليس مصلحة الرئيس الذي يبحث عن مجلس توافقي يقر ويبارك جميع خطواته وتوجهاته.لتنضم بذلك تلك الأندية إلى العربي الذي لم يرشح أحداً وقاطع الانتخابات على خلفية أزمته مع اتحاد الكرة، بعد الأحداث التي صاحبت نهائي بطولة كأس ولي العهد.بوسكندر: أنظمة بُنيَت منقوصة!وفي هذا السياق، أكد أمين سر نادي كاظمة يوسف بوسكندر ان الأنظمة الاساسية للاتحادات بنيت منقوصة، وهو ما اتاح التلاعب بها على حسب الأهواء والرغبات، معتبراً ان القضية ليست تكتل او معايير، فالأمور تعدت ذلك بكثير.وأضاف بوسكندر، في تصريح لـ"الجريدة"، وهو من الأندية غير المحسوبة على اتحاد الكرة، انه كان يأمل ان ينصاع الاتحاد لرغبات مجالس إدارات الأندية في ترشيح مرشحين تختار الجمعية العمومية للاتحاد منهم شخصاً يمثل كل ناد، بدلا من فتح الأمور على مصراعيها والسماح لكل من أراد الترشح من اعضاء الجمعيات العمومية في الأندية بالترشح رغما عن إرادة ناديه، كما نصت المادة 32 والتي اعترض عليها كاظمة وغيره لكن من دون فائدة. وأشار إلى ان العميلة الديمقراطية المرادة من انتخاب مجلس إدارة مكون من 14 عضوا امر صحيح، لكن الآلية فاشلة وهو ما ظهر بوضوح.وعن موقف كاظمة الحالي من حضور الجمعية العمومية المقررة غدا قال بوسكندر إن القرار لم يحسم بعد، لكن في حال كانت هناك رسالة من الإدارة للجمعية العمومية فمن الممكن توصيلها بحضور الجمعية، وفي حال وجد مجلس إدارة النادي الحضور من عدمه أمراً غير مجد، كما هو واضح في الوقت الحالي، فإن المقاطعة ستكون هي القرار لتسجيل موقف برفض ما يحاك في انتخابات لن تمثل الأندية بصدق!وحول انسحاب بعض مرشحي كاظمة، قال بوسكندر إن مجلس الإدارة لم يدعم اي مرشح وفتح المجال للجميع للترشح، لكن هناك من قرأ الأمور بوضوح قبل الانتخابات، حيث ان الفرصة ستكون متاحة فقط لمن يريده الاتحاد بعيدا عن اي حظوظ لأي كفاءات.العربي يقاطعمن جانبه، أكد رئيس النادي العربي جمال الكاظمي استمرار العربي على قراره بمقاطعة اتحاد الكرة، مبيناً أنه ليس هناك تنسيق مع أحد في الوقت الحالي من أجل مقاطعة الجمعية العمومية للاتحاد، لكن العربي متمسك بموقفه، معتبراً أن قرار بقية الأندية أمر يعود لمجالس إداراتها.توجه للمقاطعة في الكويتبدوره، قال وليد الراشد امين سر نادي الكويت ان مقاطعة الانتخابات امر لم يحسم في النادي حتى الان، وهناك اجتماع للإدارة لبحث القرار النهائي بشأن المشاركة من عدمها.وعلمت "الجريدة" ان التوجه يسير في نادي الكويت الى مقاطعة العمومية، كونها فاقدة الأهمية والأمور فيها محسومة بعد ترتيب أندية التكتل امور الانتخابات بما يصب في مصلحتها.رابح النزال خارج حسبة التضامنوشدد أمين سر نادي التضامن خالد رابح على احترام التكتل لرغبات الأندية في اختيار مرشحيها، مؤكداً ان ما اثير عن تحديد أندية التكتل اسماء الاعضاء بعيدا عن رغبة البعض منهم عار من الصحة.وأضاف رابح، في تصريح لــ"الجريدة"، ان التضامن سيحضر الانتخابات لتأييد مرشحه الوحيد أحمد الدويلة، حيث بات مبارك النزال خارج حسابات النادي بشكل رسمي.وكشف أن الخلاف بين اندية التكتل لم يكن على الأعضاء، بل كان على نواب الرئيس، مؤكدا أن ذلك الأمر سيتم حسمه في اجتماع مزمع اليوم للتكتل لحسم كل الأمور!