فيتالي كليتشكو: الأوكراني سيناضل

نشر في 21-12-2013 | 00:04
آخر تحديث 21-12-2013 | 00:04
يحتوي مكتب فيتالي كليتشكو في مقر حزب التحالف الديمقراطي الأوكراني من أجل الإصلاح أثاثًا بسيطًا مع طاولة كبيرة وكراسي مريحة. وتزيّن الجدار خريطة كبيرة لأوكرانيا تحمل نتائج الانتخابات البرلمانية عام 2012.

حصد الحزب في تلك الانتخابات نحو 14% من الأصوات. ويعود الفضل في هذا الإنجاز، في المقام الأول، إلى رئيس الحزب فيتالي كليتشكو (42 سنة)، الذي يتمتع بشعبية واسعة في أوكرانيا. فمنذ أن ترأس كليتشكو الموجة الراهنة من الاحتجاجات، برز نجمه، حتى أصبح السياسي الأكثر شعبية في البلد.

لا يؤمن الجميع بالقدرات السياسية التي يتمتع بها بطل العالم الحالي للوزن الثقيل. إلا أنه معروف بنزاهته، بخلاف الفريق الفاسد الذي يدير حكومة أوكرانيا اليوم. يهرع كليتشكو من موعد إلى آخر، وهاتفه الخلوي ملتصق دومًا بأذنه.

خلال هذه المقابلة أطفأ جهازه الخلوي، أقفل أبواب المكتب، وطلب من فريق عمله ألا يزعجه أحد. بدا تعبًا، إلا أنه لم يفقد تركيزه البتة. فحاول جاهدًا اختيار كلماته بدقة، بعدما صمت طويلاً مرات عدة. قال إنه يشعر أن التاريخ يُكتَب خلال هذه المرحلة. وكان قد عاد لتوه من التظاهرات في ساحة الاستقلال في كييف وينوي العودة إليها في المساء.

تحدث زعيم المعارضة الأوكرانية وبطل الملاكمة للوزن الثقيل فيتالي كليتشكو إلى بنجامين بيدر وإريتش فولاث من «شبيغل» عن طموحاته الرئاسية، استمرار خطر قمع المتظاهرين بعنف، ودور ألمانيا في تقريب أوكرانيا من أوروبا.

أتعتبر نفسك رئيس أوكرانيا المقبل؟

يبذل فيكتور يانوكوفيتش قصارى جهده ليبقى الرئيس مدى الحياة.

لم يكن هذا سؤالي. هل تطمح حقًّا إلى الوصول إلى أعلى منصب سياسي في بلدك؟

يعتقد كثيرون أنهم يملكون المؤهلات الضرورية. لكن قليلين يتمتعون بها فعلاً. بعدما فكّرت مليًّا في هذه المسألة، قررت الترشح للانتخابات المقبلة. فعهد يانوكوفيتش سينتهي عاجلاً أو آجلاً، وآمل أن ينتهي قريبًا.

يعتبرك كثيرون اليوم المنقذ. يعتقدون أن الأحوال في أوكرانيا ستتحسن معك، ومعك وحدك. أتشعر أن هذا عبء على كاهلك؟

أنت محق. توقعات إخواني الأوكرانيين كبيرة، وأسوأ ما يمكن أن يواجهوه خيبة الأمل. أخشى ذلك. إلا أن خوفي هذا يدفعني إلى العمل بجهد أكبر.

تبدو خيبة الأمل الأولى وشيكة، فقد فقدت الثورة زخمها. وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع من التظاهرات، أخفقتَ في تحقيق أي من أهدافك السياسية الرئيسة.

من الخطأ التفكير في أن احتمال تحقيق النصر معدوم. لكنني لا أستطيع أيضًا أن أجزم بأن حظوظنا كبيرة. غير أن نزول هذا العدد الكبير من الناس إلى الشارع يعكس مدى استيائهم. سئم الأوكرانيون تعرضهم المستمر لأساليب ماكرة تسلبهم وعودهم، وصاروا يتوقون اليوم إلى التغيير. يريدون وضع حدّ للظلم الاجتماعي والأكاذيب.

ما الذي أشعل التظاهرات الشعبية الأخيرة؟

ندعو، نحن الأوكرانيين، حركة الاحتجاج هذه {يورو- ميدان} أو الميدان الأوروبي...

نسبةً إلى ساحة الاستقلال في كييف...

لكنني لا أقصد مطلقًا أن الجميع نزلوا إلى الشارع بسبب فشل اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. فقد انضم كثيرون إلى التظاهرات بعدما أخلت وحدة خاصة من الشرطة الساحة بالقوة، وأدت الاعتداءات العنيفة إلى عدد من الإصابات. لن يسمح الناس بتحويل أوكرانيا إلى دولة بوليسية. لذلك ينوون النضال في سبيل العدالة وقناعاتهم السياسية.

حاولتَ أن تطيح بالحكومة من خلال التصويت على حجب الثقة في البرلمان، إلا أنك أخفقتَ. فهل بالغتَ في ثقتك بنفسك؟

كنا سُذّجًا. لكن هذه المناورة فاجأت أيضًا أعضاء البرلمان المنتمين إلى الحزب الحاكم. فقد أبلغنا أكثر من خمسين منهم، سرًّا، أنهم أرادوا التصويت ضد الحكومة، حتى إن بعضهم ترك الحزب الحاكم، في حين تعرض آخرون للضغط في الليلة التي سبقت التصويت، وقرروا العدول عن هذه الخطوة لأنهم خافوا من تضرر مصالحهم التجارية. تعرف الحكومةُ جيدًا موضع الألم.

ما هي مطالبك الحالية للقبول بالتفاوض مع القيادة؟

نطالب أولاً بإطلاق سراح كل المتظاهرين المعتقلين. ثانيًا، يجب أن يتحمل أحد مسؤولية ممارسات الشرطة العنيفة. لا شك في أن هذا الأمر الواسع النطاق لم يصدر إلا بموافقة كبار المسؤولين. لكننا لم نحظَ حتى اليوم إلا باعتذار غير صادق من رئيس الوزراء. لا يكفي أن يستقيل وزير الداخلية، بل يجب أن تسقط الحكومة بأكملها. رغم ذلك، لن تحلّ هذه الخطوات الأزمة السياسية. يكمن الحل الوحيد في إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة.

هل الرئيس يانوكوفيتش جاد في اقتراحه عقد طاولة مستديرة وطنية دائمة؟

يصعب علي تقييم نوايا الرئيس. إلا أنني أخشى ألا تخدم الطاولة المستديرة أي هدف غير إمطارنا بكلام فارغ.

رغم ذلك، قررتَ أنت وقادة سياسيون آخرون من المعارضة، على نحو مفاجئ، لقاء الرئيس يوم الجمعة الماضي.

علينا أن نستغل كل فرصة للحوار. بدا يانوكوفيتش متوترًا. عدا ذلك، لم يحدث أي أمر استثنائي: لم تلقَ مطالبنا أذنًا صاغية. واكتفى الرئيس بتكرار وعود غامضة. لكنه وعد على الأقل بعدم اللجوء إلى القوة في الوقت الراهن. وحذرته من أن التداعيات ستكون وخيمة، في حال نفذت الشرطة عمليات إضافية، تداعيات ستنعكس سلبًا على البلد وعليه شخصيًّا.

... وإلا...

... لا يزال الرئيس كثير التقلب، تمامًا مثل مساره غير الثابت خلال المحادثات مع الاتحاد الأوروبي. فخلال أكثر من 30 اجتماعًا مع المفاوضَين بات كوكس من إيرلندا وألكسندر كفاسنيفسكي من بولندا، عُرضت عليه الخيارات الممكنة كافة، إلا أنه لم ينتقِ أيًّا منها. لذلك لا آخذ على محمل الجد إعلانه الأخير عن أنه سيوقع الاتفاق في بروكسل في النهاية.

ولكن ألم تقترف أوروبا أيضًا أخطاء فادحة؟ أقر مفاوض الاتحاد الأوروبي كفاسنيفسكي لـ}شبيغل} بأنهم تصرفوا بسذاجة. كذلك ذكر غونتر فيرهوجن، مفوض سابق لشؤون توسيع الاتحاد الأوروبي، أن الأخير اقترف {خطأ كبيرًا}. فقد أخفق المفاوضون في تقديم لأوكرانيا احتمال الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

مهما عرضوا على يانوكوفيتش من خيارات، كان سيرفضها كلها. فلا يمكنك أن تقنع شخصًا بشيء يرفضه من أساسه. وقد شكلت هذه الخطوات كافة في نظره مجرد لعبة.

كيف ترى دور الألمان في كل هذا؟

كانت زيارة وزير الخارجية الألماني غويدو فسترفيله بالغة الأهمية. فالتواصل مع المستشارة الألمانية مشجّع. وينطبق الأمر عينه على رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي في بروكسل إلمار بروك، الذي ينتمي أيضًا إلى حزب أنجيلا ميركل، الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ. تحظى كلمة ألمانيا بثقل كبير في بلدنا. ويسرني أن أرى الحكومة الألمانية تؤدي دور الوسيط.

لا يستطيع أحد سد الفجوات العميقة داخل المجتمع الأوكراني. ففي شرق أوكرانيا، حيث تتمتع روسيا بتأييد كبير، يرغب أقل من 15% في تقرّب هذا البلد من الاتحاد الأوروبي، في حين أن أكثر من الثلثين مما تبقى من الشعب يؤيده.

في أوكرانيا اختلافات لغوية وثقافية متأصلة تاريخيًّا. لكن المشاكل الحقيقية التي يعانيها بلدنا تبقى البطالة، سوء الرعاية الصحية، وغياب الضمان الاجتماعي. وتُعتبر هذه قواسم مشتركة بين الشمال والجنوب والشرق والغرب. ولكن بما أن السياسيين عاجزون عن معالجة هذه المسائل، يحاولون استغلال الاختلافات الإقليمية.

لكنك لا تستطيع أن تنكر أن شرق أوكرانيا يميل إلى روسيا.

يعود ذلك إلى واقع أن 70% من الأوكرانيين يعرفون الغرب مما يرونه عبر شاشات التلفزيون فحسب. ولا شك في أن شبكات التلفزة الموالية للحكومة ووسائل الإعلام الروسية في شرق البلاد تؤثر عميقًا في الرأي العام. نتيجة لذلك، علينا أن نوضح لهم مرارًا: الحياة في الاتحاد الأوروبي أفضل بكثير من الاتحاد الجمركي الذي تقوده موسكو.

كيف تنوي حلّ الأزمة الاقتصادية المستشرية؟

تُعتبر المشاكل الاقتصادية من نتائج السياسات الفاشلة. ما من منافسة، فأوكرانيا تحتكر مجالات عدة. لكننا نواجه 28 نوعًا مختلفًا من الضرائب تثقل كاهل الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، التي تشكّل ركيزة الاقتصاد في أي بلد طبيعي. لذلك علينا أن نبسّط قانون الضريبة ونحارب السوق السوداء. سبق أن سلكت هذا الدربَ قبلنا دول عدة، آخرها جورجيا. وإذا وضعنا قواعد أساسية واضحة للشركات، فلن يتردد المستثمرون في القدوم إلى أوكرانيا وتوليد المزيد من الوظائف.

لا يبدو ما تقوله مقنعًا. ولكن لنفترض أنه نجح، فلن يمحو دين أوكرانيا الذي بلغ المليارات. وكيف تنوي التحرر من هيمنة الأقلية الحاكمة؟

أعرف كل أعضاء هذه الأقلية. وخلال محادثاتي معهم، لاحظت أنهم قلقون بشأن أصولهم. يريدون الإصلاح لأنهم يحتاجون إلى تنظيمات وضوابط قانونية.

كم تعتقد أن التظاهرات في {الميدان} ستصمد؟ إلى متى ستستمرّ في  دعوة الناس للنزول إلى الشارع رغم البرد والحرارة المتدنية؟

من الواضح أن هؤلاء الناس لم ينزلوا إلى الشارع بسبب كليتشكو أو أي سياسي آخر. فهم يتظاهرون من أجل حقوقهم المدنية، ونحن ملتزمون بتمثيل مصالحهم. وإذا لم أكن على قدر توقعاتهم، فسيلجأون إلى سياسي آخر.

ماذا سيكون رد فعل يانوكوفيتش في حال أقمتم حواجز جديدة ودافعتم عما سبق أن شيدتموه؟

أخشى أن يحاول الرئيس مجدداً حلّ هذا الوضع باللجوء إلى العنف، كما حدث أخيرًا. تحدث أولاً عن طاولة مستديرة، وفي الليل أرسل الشرطة. لا تريد الحكومة تسويات. وما دامت متمسكة بموقفها هذا، فلا يمكننا أن نقدّم لها نحن أيضًا تنازلات.

ما الوسائل التي ما زالت في جعبتك وقد تستخدمها لتحمل يانوكوفيتش على التراجع؟

تبقى الوسيلة الأكثر فاعلية الشعب الذي نزل إلى الشارع. فقد علّمنا التاريخ أن نهاية الرؤساء الذين لا يصغون إلى شعوبهم تكون عادةً وخيمة.

تفكر الولايات المتحدة في فرض عقوبات اقتصادية على أوكرانيا.

إذا قرر يانوكوفيتش قمع التظاهرات السلمية، تصبح العقوبات ضرورية.

أما زلت تعتبر رئيسة الوزراء السابقة المسجونة يوليا تيموشينكو خصمًا ينافسك على سدة الرئاسة؟

كي تتمكن تيموشينكو من الترشح للانتخابات، يجب أن تخرج أولاً من السجن. ونحن نطالب بذلك صراحة. لكننا بأمس الحاجة اليوم إلى معارضة موحدة. يتمتع معسكر يانوكوفيتش بموارد مالية واسعة ونفوذ إعلامي. ولا تملك المعارضة فرصة للنجاح، إلا إذا وحدَت قواها حول شخص واحد يستطيع هزم يانوكوفيتش.

هل تندم أحيانًا على تخليك عن حياة النجم الرياضي المريحة؟

أحيانًا عندما تبكي ابنتي البالغة من العمر 11 سنة وتسألني: {أبي، متى ستعود إلى اللعب معي؟}. نحاول زوجتي وأنا أن نوضح لها أن على والدها القيام بأمر ما من أجل بلدنا، أمر بالغ الأهمية.

علاقات جيدة مع الجيران

كيف ستكون العلاقات مع روسيا في حال تسلمتَ سدة الرئاسة؟

يحتاج كل بلد إلى علاقات جيدة مع جيرانه، وينطبق الأمر على روسيا التي تشكّل أحد أكبر شركائنا التجاريين. ولكن على أوكرانيا في الوقت عينه السعي وراء مصالحها الوطنية. من الضروري أن يستفيد كلا الطرفين من العلاقات الجيدة بين الجيران. ويؤكد هذا أهمية الاحترام المتبادل.

ذكر فلاديمير بوتين ذات مرة أن أوكرانيا ليست دولة بحق.

من المؤسف أن جيراننا الشرقيين يرون مسألة التكامل مع الاتحاد الأوروبي من وجهة نظر جيو-سياسية فحسب. لكن هذا ليس الأساس. فنحن لا نخوض حربًا ضد أحد، بل نختار درب تنمية بلدنا. من المحزن أن كثيرين في موسكو ما زالوا يعتبرون أوكرانيا {منطقتهم}، جزءًا من مدار النفوذ الروسي. لا يدركون أن من الأفضل لهم أيضًا أن تصبح أوكرانيا جارة قوية تتمتع باقتصاد قوي. ومن المهم أن يفهموا أن التوسع الروسي على حساب التوسع الأوكراني مستحيل.

يقول بوتين إن الاتحاد الأوروبي هو مَن يتدخل في أوكرانيا، لا روسيا. أوَلا تحاول كل الأطراف ضم أوكرانيا إلى مدار نفوذها؟

نتفاوض مع الاتحاد الأوروبي كندين، في حين أن روسيا تنظر إلينا بتعالٍ. يقدّم لنا الاتحاد الأوروبي العروض، في حين أن روسيا تريد فرض إرادتها علينا.

إذا أمكنك التحدث إلى الرئيس الروسي في الوضع الراهن، فماذا تقول له؟

أعرفه. سبق أن التقينا. وإذا تقابلنا اليوم، فسيطول الحديث بيننا. ولن يكون حديثًا بين سيد وخادمه، بل بين ندين.

هل تخبره أنك تطمح، على الأمد الطويل، إلى انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي؟

الجواب واضح. تأمّل في أوضاع الدول التي تقرّبت من أوروبا وتلك التي رفضت ذلك. انطلقت كل دول الكتلة الشرقية السابقة من ظروف متشابهة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. ونرى اليوم التقدّم الذي تحققه الدول التي اختارت المضي قدمًا في الدرب الأوروبي. فهي تنعم بمستوى معيشة مرتفع، بنية تحتية أفضل، واحترام أكبر لحقوق الإنسان. وهذا بالتأكيد الطريق الأفضل لنا نحن أيضًا.

لكن روسيا قلقة أيضًا حيال تشكيل أوكرانيا تحالفًا عسكريًّا مع الغرب. فهل تظن حقًّا أنك تستطيع قيادة بلدك نحو الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي؟

يتعاون الروس راهنًا بشكل ألصق مع حلف شمال الأطلسي، مقارنة بأوكرانيا، وخصوصًا في الحرب على الإرهاب وأفغانستان. لا يمكننا تقسيم العالم إلى خير وشر، كما كانت الحال خلال الحرب الباردة. وتشكّل التحفظات الروسية تجاه هذا التحالف صدى للدعاية السوفيتية. ولكن بالنسبة إلى الشبان الروس، ما عاد حلف شمال الأطلسي يُعتبر طيفًا مخيفًا. وينطبق الأمر عينه على الأوكرانيين.

هل تعتبر بولندا النموذج الأفضل؟

نعم، تجمعنا ببولندا قواسم مشتركة كثيرة. فبلدانا متشابهان، سواء من ناحية عدد السكان أو طريقة التفكير. كذلك تجمع بيننا قواسم مشتركة تاريخية. فقد ترك النفوذ السوفيتي بصمته على كلتا الدولتين. ولا شك في أنك تلاحظ مدى التقدم الذي حققه جيراننا وكم نحن متخلفون عنهم. يكفي أن تتأمل في عدد الأوكرانيين الذين يجدون عملاً في بولندا.

back to top