الإسلام السياسي... «14» قرناً من التطور

نشر في 18-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 18-07-2014 | 00:01
تنوعت مراحل الإسلام السياسي بداية من عصر الخلفاء الراشدين وما تعارف عليه المسلمون بعام الجماعة، وحتى تحولات ثورات الربيع العربي التي انتهت بتولي جماعة "الإخوان المسلمين" لحكم مصر مدة عام، ثم ثورة الشعب عليهم في 30 يونيو 2013، فبين عام الجماعة وتولي الجماعة حدثت أحداث جسام واختلفت البلدان والتوجهات، وظل الهدف واحداً: الصراع على السلطة، وتحت ستار الدين قُننت الفتن، وطارت الرؤوس، وهدمت المساجد ودور العبادة... انتهكت الحرمات وصار الحرام حلالاً والحلال حراماً، وصار سفك الدماء وسيلة لتأكيد الإيمان. حتى وصلنا إلى اليوم الذي صار الرويبضة الذي يفتي بشرعية جهاد النكاح.

هكذا يدور كتاب "الإسلام السياسي من عام الجماعة إلى حكم الجماعة" لمؤلفه الدكتور محمد الدمرداش العقالي، حيث يقف الكاتب فيه عند تجربة الرسول صلى الله عليه السياسية وعلاقته بالتجمعات العربية المسلمة التي كانت قائمة في عهده، ورغم ذلك فإن الرسول كان يمتلك الشرعية الإلهية، لذا أقام دولته في المدينة على أساس احترام دور الأمة، وتضمنت البيعة التي أخذها من المسلمين: الالتزام بطاعته صلى الله عليه وسلم وعدم عصيانه في معروف، ولم تكن البيعة تفويضاً مطلقاً من المسلمين للنبي، أو خضوعاً من طرف واحد لحكم فرد مُطلَق، ولم يكن الرسول يهتم بفرض سلطته السياسية على القبائل العربية التي كانت تدخل في الإسلام بقدر ما كان يهمه ويشغله أمر التوحيد والصلاة والزكاة وتثبيت دعائم الدين الحنيف، لم يفرض شكلاً للحكم أو الحكومة على من اتبعه، بل ترك أمور الدنيا يصرفها كل مجتمع حسب حاجاته وظروفه.

ويمر الكاتب في سطور كتابه بأهم التحولات السياسية، وهو عهد الخلفاء الراشدين الذي عايش فيه المسلمون نوعاً من الحكم المنبثق عن رضا الأمة عبر مبايعة أهل المدينة لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وإن اختلفت صيغة وشكل مبايعة كل منهم، مع الإشارة للحوادث التاريخية البارزة التي مرت بعهد كل خليفة منهم رضوان الله عليهم.

ومن دولة الخلفاء إلى دولة الإخوان بمصر والتي خرجت من رحمها جميع التيارات الإسلامية الحديثة، والبدايات على يد مؤسس جماعة "الإخوان" حسن البنا ومقتله، ثم التحول الدامي على يد سيد قطب راصداً خروج الدفعة الأولى للتيارات الجهادية المختلفة من عباءة الإخوان فترة الستينيات والسبعينيات، مشيراً إلى خريطة التيارات السلفية في مصر وروافدها الثلاثة من الدعوة السلفية، وجمعية أنصار السنة المحمدية، والجمعية الشرعية... ونجوم الفضائيات من مشاهير الدعوة ومن وراءهم.

وحول تقييم المشهد ومستقبل الإسلام السياسي عامة يرصد الكاتب بعض صور التاريخ للإسلام السياسي، الذي رفع شعار إحياء الخلافة الإسلامية كمؤشر ورمز لوحدة المسلمين، ولكنهم من باب إحياء الخلافة غرقوا في بحور السياسة.

back to top