سلام لـ الجريدة•: الكويت لم تبخل على لبنان وتساعدنا في موضوع النازحين السوريين

نشر في 21-06-2014 | 23:10
آخر تحديث 21-06-2014 | 23:10
«الأجهزة الأمنية جاهزة لمنع الإرهاب وأتمنى ألا يتكرر الحادث الأخير»
عشية وصوله إلى الكويت في زيارة رسمية تستمر يوما، قال رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام إن الهدف من الزيارة التواصل لتثبيت وتدعيم العلاقة بين البلدين، لافتا إلى دور الكويت في دعم ومؤازرة الوضع اللبناني خصوصا في موضوع النازحين السوريين.

وعن الأوضاع الداخلية، قال سلام، في حوار مع «الجريدة»، إنه يفضل إجراء الانتخابات الرئاسية قبل «النيابية»، مشيدا بموقف حزب الله من الخطة الأمنية التي ساهمت في الحد من انعكاس الأوضاع السورية على لبنان.

وأشار إلى وجود فرق بين ما التزم به الحزب في البيان الوزاري لناحية «النأي بالنفس» واستمراره في القتال داخل سورية، مضيفا أن توافق القوى السياسية وضع حدا للفلتان، ما ساهم في إنجاز الخطة الأمنية، وفي ما يلي تفاصيل الحوار:

• ما العناوين الأساسية لزيارتكم للكويت؟

- بداية، الزيارة للشكر وابداء كل المحبة والثقة بهذه الدولة الشقيقة العزيزة علينا، لما قامت وتقوم به باستمرار من دعم ومؤازرة ومتابعة لوضعنا في لبنان، وما الوفد الوزاري إلا لتأكيد هذا الشيء.

• هل عندكم مطالب محددة من القيادة الكويتية؟

- مطلبنا الوحيد سيكون التواصل لتثبيت وتدعيم العلاقة، خصوصا في ما تدعمنا به الكويت على مستوى مواجهة العديد من التحديات الداخلية التي نمر بها حاليا، وأبرزها موضوع النازحين السوريين الذي يحمل لبنان ما لا يتحمله بلد آخر من عبء، جراء العدد الكبير الذي وفد الينا والذي استقبلناه واهتممنا به.

والجميع يعلم اننا لن نتمكن من مواجهة واقع تحول ربع سكان لبنان ليصبح من النازحين السوريين، ومن هنا حرصنا على تثمين وتوطيد العلاقة، خصوصا مع الدول القادرة مثل الكويت، التي وقفت دائما مع لبنان ولم تبخل عليه.

• هل وفت الدول التي شاركت في مؤتمر المانحين لدعم لبنان بوعودها؟

- حتى الآن لا يمكن أن نعتبر أن صندوق الائتمان، الذي تكون من جراء المجموعة الدولية لدعم لبنان، تمكن من استيفاء مستلزمات هذا الدعم، ومازالت المساهمات متواضعة جدا من دول لا يتجاوز عددها اصابع اليد، لكن من جهة أخرى هناك دول، مثل الكويت، تساعدنا بشكل مباشر وتدعمنا منذ زمن ما قبل هذه المجموعة وما قبل إنشاء الصندوق، ونأمل أن يتم التعزيز والمضي في رسملة الصندوق.

• هل وصلتم إلى صيغة نهائية بشأن تنظيم النزوح السوري؟

- أولا، وصلنا كلجنة وزارية مكلفة بهذا الأمر إلى اتخاذ خطوات متقدمة جدا، أبرزها وضع حد للنزوح إلى لبنان نتيجة توقف القتال في المناطق المحاذية للحدود اللبنانية.

ثانيا، تمكنا من فرز النازح عن غير النازح، بمعنى أن من يأتي إلى لبنان للعمل شيء، ومن يأتي ويستفيد من الدعم للنازحين من قبل المنظمات الدولية شيء آخر.

ثالثا، هناك إجراءات نتخذها مع المنظمات الدولية لمسح هذا الوضع بشكل دقيق كي لا يتفاقم، وعلمت من المسؤولين الدوليين المتابعين لهذا الموضوع أنه لأول مرة هذه السنة يتناقص عدد النازحين ولو بشكل رمزي، وهو أمر ليس بالسهل، فالرقم الموجود اليوم بحد ذاته يشكل عبئا كبيرا علينا.

• أين أصبحت فكرة إنشاء المخيمات للنازحين؟

- ما زلنا في طور دراسة إقامة مخيمات في المنطقة العازلة بين لبنان وسورية، لكنه موضوع دقيق وحساس ولم يحسم بعد.

• نحن على أبواب موسم الاصطياف، هل ستنقل إلى الكويت تطمينات أمنية تساهم في تشجيع المواطنين الكويتيين على القدوم إلى لبنان، خصوصا بعد التفجير الانتحاري الأخير؟

- الأجهزة الأمنية كلها مستعدة وساهرة لمواجهة أي عمل إرهابي، واتمنى أن يبقى هذا الحادث معزولا وألا يتكرر. لست بحاجة لأنقل للكويتيين الطمأنة بذلك لأنهم لم ينتظروني ولم ينتظروا احدا، ففي اللحظة التي شعروا فيها بأن الأمور في لبنان بدأت تستقر، وأن الأمن استتب تدفقوا.

وحتى في الظروف الصعبة التي كنا فيها أمنيا غير مستقرين لم يقصروا وجاؤوا إلى لبنان، كنت اراهم واتساءل: ماذا تفعلون بيننا ونحن غير مرتاحين للوضع؟ وكانوا يقولون: لبنان شيء آخر لا يمكننا الا أن نكون معكم. لن اقصر في طمأنة اخواننا الكويتيين.

• ماذا تقول للجالية اللبنانية في الكويت؟

- احتضان الكويت لأعداد كبيرة من اللبنانيين العاملين منذ سنوات بعيدة، والمساهمين في نهضة الكويت أمر يسجل، ويجب ان يحفظ للكويت، فالجالية اللبنانية العاملة والناشطة والمنتجة في الكويت كبيرة جدا، وتخضع لأفضل رعاية واهتمام من اخواننا الكويتيين، ويجب أن يشكروا على ذلك.

• ماذا تتضمن الخطة الأمنية لمدينة بيروت؟ هل هي شاملة أم ستقتصر على قمع المخالفات البسيطة؟

- الخطة الأمنية في بيروت جزء من الخطة الأمنية لكل البلاد، وهي بداية لضبط المخالفات والحد منها، فعندما تحد منها ولو كانت صغيرة أو شكلية لكنها كثيرة ومتعددة تعطي انطباعا بأن هيبة الدولة موجودة، لسنا بحاجة لحصول اشتباك عسكري لنقول إننا بحاجة إلى خطة أمنية.

الخطط الأمنية يمكن أن تكون استباقية، تحسبا لأي خلل أمني، وشهدت بيروت منذ سنة تقريبا وضعا غير مريح على مستوى التفجيرات والاغتيالات، واليوم نحن نسعى إلى تثبيت ما انجز من عودة هيبة الدولة وسلطتها على كل أراضيها بشكل فعال كما حصل في طرابلس والبقاع.

• ما أسباب نجاح الخطة الأمنية في طرابلس؟

- هناك قرار اخذ على مستوى الدولة والحكومة بتنفيذ خطة أمنية، وهناك أجهزة أمنية من جيش وقوى أمن داخلي وأمن عام لها الدور المباشر في تنفيذ هذه الخطة، لكن القرار للحكومة.

قررنا نحن حكومة المصلحة الوطنية وكل القوى السياسية المنضوية فيها ان ندعم هذه الخطة، وهذا بالحقيقة ما امن النجاح. ولو لم تكن القوى السياسية متوافقة حول وضع حد للفلتان الذي كان مستشريا، والأخطار التي ترافقت معه من أعمال ارهابية وتراجع أمني وتطاول على السلطة لما تمكنا من انجازه بهذا الشكل.

• هل الثمن هو غض النظر عن تورط «حزب الله» في سورية؟

- موضوع تورط «حزب الله» في سورية أمر غير مريح للحزب ولبنان. وقلنا إننا نسعى إلى تطبيق سياسة النأي بالنفس، واوردناها في بياننا الوزاري الذي اشترك فيه «حزب الله»، لكن بين ما اعتمد وبين الحقيقة على الأرض هناك فرق ومساحة يجب العمل على رأبها.

الأحداث في سورية والوضع المأساوي هناك ينعكسان علينا بأشكال مختلفة، منها قيام فريق من اللبنانيين بالمشاركة في القتال هناك. علينا أن نسعى جميعا إلى تحقيق سياسة النأي بالنفس بشكل أفضل، وعلى الجميع أن يساهم في ذلك، وأنا اعتبر ان مساهمة «حزب الله»، وهو مكون أساسي في البلد والحكومة والمجلس، في إرساء الأمن ودعم الخطة الأمنية أمر جيد، ويخفف أضرار الوضع في سورية على لبنان.

• هل دخلنا مرحلة التطبيع مع الشغور الرئاسي؟

- لا يجب الاستكانة الى الأمن الذي استتب، وإلى عجلة الدولة التي تحركت في التعيينات الأخيرة التي تمت. نحن عملنا في حكومتنا على ملء شغور 35 مركزا قياديا فئة أولى في إدارات الدولة، فكيف نقبل بعدم ملء شغور أكبر مركز في الدولة؟

لا يكفي للقوى السياسية أن تقول إنها ساهمت مجتمعة في الانجازات الأمنية والإدارية في فترة معينة، وتتخلى عن دورها في ظل عجزها عن التوصل إلى الالتقاء حول انتخاب شخصية وطنية لملء شغور سدة رئاسة الجمهورية.

• استنادا إلى المعطيات الحالية، هل تتوقع فترة طويلة من الشغور الرئاسي؟

- آمل ألا يكون ذلك، والا نتكيف مع هذه الحالة الشاذة، لأن الاستكانة لذلك هو المدخل الحتمي لإضعاف البلد وتدهور الامور وتراجع حالنا، أما التأهب واليقظة والنشاط في اتجاه التوصل إلى حد أدنى من التوافق بين القوى السياسية، للالتفاف حول شخصية مقبولة من الجميع لرئاسة الجمهورية هو المدخل الطبيعي لتحصين هذا البلد.

• هل تمت إضاعة فرصة انتخاب رئيس «صنع في لبنان»؟

- لم تضع الفرصة بعد، ويجب الا تضيع. الحكومة صنعت في لبنان في ظل أجواء اقليمية مشجعة وغياب التدخل المباشر، ويجب ألا نعجز عن انتخاب رئيس صنع في لبنان. فبموجب المعطيات الإقليمية والدولية ليس هناك جهة فاعلة عندها الوقت لتخصيصه للبنان، أو إعطائه ما يحتاجه من أرضية لإنجاز من هذا النوع، وبالتالي فإن التركيز على أن يكون رئيس الجمهورية صناعة لبنانية يعطينا مجالا لتأكيد أنه بقدرتنا ان نقدم على ذلك وعدم تفويت الفرصة.

• هناك من يطرح إجراء الانتخابات النيابية قبل الرئاسية كمدخل للحل، هل توافق؟

- أنا متمسك بإجراء الانتخابات الرئاسية، والكلام حول اجراء «النيابية» قبلها يعتبر شاذا في ظل غياب رئيس، فكلنا نعلم البعد الميثاقي لهذا الموضوع، والذي يتمثل في الرئاسات الثلاث التي تمثل الطوائف الثلاث الرئيسية، فعندما يغيب احدها يختل المثلث ونضعف، وبالتالي أي اجراء سنقدم عليه لن يكون سليما وناجحا مئة في المئة اذا لم يستكمل بانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

back to top