لا مصالحة خليجية في القمة
ﺍﻟﺠﺎﺭﺍﻟﻠﻪ: حل الخلافات يتم ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻲ
في وقت أكد وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله أن القمة العربية، التي تنطلق غداً في الكويت، لن ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻣﺼﺎﻟحة "ﺧﻠﻴﺠﻴﺔ- ﺧﻠﻴﺠﻴﺔ"، وأﻥ ﻫﺬﺍ الأمر "ﻳﺘﻢ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻲ"، كشف أن الكويت بذلت جهوداً في سبيل ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﻘﻄﺮﻳﺔ- ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ "ﻭﻣﺴﺘﻌﺪﺓ أﻥ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ، ﻭﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ الأوقات".وهل ﺳﺘﺸﻬﺪ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﻣﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﻋﺮﺑﻴﺔ- ﻋﺮﺑﻴﺔ؟ أجاب ﺍﻟﺠﺎﺭﺍﻟﻠﻪ: "ﻧﺘﻤﻨﻰ أﻥ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻣﻦ ﺗﻘﺮﻳﺐ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺭﺃﺏ ﺍﻟﺼﺪﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ، والمساعدة في ﺗﻘﺮﻳﺐ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮ"، ﻣﻀﻴﻔﺎً أﻥ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﺣﺮﻳﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻘﻴﺔ الأجواء ﻓﻲ ﺳﻤﺎء العلاقات ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، متمنياً أن ﺗﺤﻘﻖ الكويت شيئاً ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ.
ونفى الجارالله سماعه عن وجود ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻣﻨﺪﻭﺑﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺪﻭﺑﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﻨﻈﻤتي ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ الإسلامي ﻭﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻲ.وفي خطوة على طريق تطوير التعاون العربي، اختتم أمس وزراء الخارجية العرب اجتماعهم التحضيري للقمة بإقرارهم مشاريع القرارات التي أعدها المندوبون الدائمون، والتي تتعلق بالقضية الفلسطينية وتطوراتها، والجولان السوري المحتل، ودعم لبنان، والدعم المالي للسلطة الفلسطينية، فضلاً عن الموافقة على استضافة مصر للدورة الـ 26 للقمة.وناقش الاجتماع جدول أعمال القمة التي ستبحث موضوعات عدة، في مقدمتها مستجدات القضية الفلسطينية والصراع العربي- الإسرائيلي، ومبادرة السلام العربية، والأزمة السورية وتطوراتها، وضرورة الحفاظ على وحدة سورية واستقرارها، وانعكاسات أزمة النازحين السوريين على دول الجوار، فضلاً عن الأوضاع في ليبيا وأهمية مساندتها في الحفاظ على سيادتها واستقلالها.كما تبحث القمة التطورات في اليمن، وتأكيد سيادة الإمارات الكاملة على جزرها الثلاث "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى"، مع دعم الإجراءات السلمية لاستعادتها، فضلاً عن مناقشة التطورات على الساحة العربية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، بما فيها أمن الحدود والإرهاب الدولي، وسبل مكافحته، وبناء القدرات الوطنية في المسائل المتعلقة بالإرهاب. وقال النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، في كلمته خلال افتتاح الاجتماع، إن هذا الاجتماع الذي ينظر في جدول أعمال القمة "يعقد اليوم في ظل ظروف حرجة ودقيقة تمر بها المنطقة العربية"، مشيراً إلى أنه "في ظل الأحداث المتسارعة التي تعصف بالمنطقة والظروف التي يستحيل التنبؤ بتداعياتها والتجاذبات الدولية التي تهدف إلى تشكيل نظام عالمي يتوافق مع رغباتها ومصالحها، يتطلع إلينا الشعب العربي بترقب يحدوه التفاؤل بأن نحقق ولو جزءاً من تطلعاته وآماله المشروعة".من جهته، قال وزير خارجية قطر خالد العطية إن "المراحل الانتقالية الصعبة التي تمر بها بعض الدول العربية تتطلب الحوار الوطني الجاد على مختلف مستوياته، وتغليب المصالح الوطنية كمقدمة للاستقرار، لأن حالة الفوضى والإرهاب وعدم الاستقرار تتعارض والمصالح الوطنية والعربية".بدوره، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية د. نبيل العربي، في كلمته، أن "ترؤس دولة الكويت لأعمال هذه القمة وما تتمتع به من إدارة حكيمة سيكون لهما أبلغ الأثر في تقريب وجهات النظر وتنقية الأجواء لخدمة المصالح العربية الكبرى وتفعيل قيم التضامن العربي طبقاً لشعار القمة (قمة التضامن من أجل مستقبل أفضل)".وقال العربي إن المبعوث الدولي والعربي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي سيلقي بياناً حول الجهود الدولية والعربية المبذولة في هذا الشأن، لافتاً إلى أن جدول أعمال القمة سيتضمن موضوعات مهمة تتعلق بالتحديات التي تواجه الأمن القومي العربي وبتطوير التعاون العربي في جميع المجالات، أبرزها مبادرة الأمين العام للجامعة بشأن استخدامات الطاقة المتجددة، فضلاً عن مبادرة ملك البحرين بشأن إنشاء المحكمة العربية لحقوق الإنسان.وعلى صعيد متصل، أعرب رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم عن ثقته المطلقة بحكمة سمو أمير البلاد، مؤكداً أن سموه "يعرف دائماً التوقيت المناسب والظرف المواتي والسياق الملائم لأي تحرك توافقي، كما يعرف بخبرته الطويلة كيف يوازن بين معطيات الواقع السياسي وسقف التمنيات".وقال الغانم، في تصريح أمس: "علينا ألا نحمّل سمو الأمير أكثر من الممكن سياسياً، فالأمور المتعلقة بالخلافات السياسية العربية سياقية، وترتبط بملفات متشابكة ومعقدة".