«بوينغ» تحصد 8.7 مليارات دولار في أكبر إعانة حكومية لمصلحة بناء طائرة 777 في سياتل

نشر في 16-11-2013 | 00:01
آخر تحديث 16-11-2013 | 00:01
No Image Caption
مع استعداد 30000 من عمال شركة بوينغ للتصويت على عقد عمل جديد، أوضحت الشركة موقفها التفاوضي من خلال التهديد بنقل برنامج ضخم لتصنيع طائرات نفاثة الى خارج ولاية واشنطن. ويبدو أن هذا الموقف الذي يعني «إرضخوا – أو – سنترككم» قد نجح – مع مشرعي الولاية على الأقل.

خلال عطلة نهاية الأسبوع المنصرم وفي جلسة خاصة، أقر المجلس التشريعي في ولاية واشنطن حزمة اعفاءات ضريبية لشركة بوينغ بقيمة 8.7 مليارات دولار حتى سنة 2040 بغية المساعدة على ابقاء أعمال تجميع طائرة الجامبو النفاثة الجديدة 777 اكس. وتقول «الأعمال الجيدة أولاً» وهي مجموعة ترصد إعانات الحكومة الى الشركات إن دعم صفقة بوينغ الجديدة في الولاية هي الأضخم في تاريخ الولايات المتحدة. ويترقب اقليم باغت ساوند الآن لرؤية كيفية استجابة العمال ازاء عرض عقد عمل يعتبره الكثيرون في اتحاد العمال بمثابة إهانة.

وتشكل المساعدات السخية الى شركة صناعة الطائرات العملاقة جزءاً من نموذج قديم العهد في ولاية واشنطن. وقبل عقد من الزمن، على سبيل المثال، أعطى المجلس التشريعي شركة بوينغ حزمة ضرائب بقيمة 3.2 مليارات دولار من أجل العمل في طائرة 787 دريملاينر. وعلى الرغم من ذلك عمدت الشركة منذ ذلك الوقت الى فتح منشأة انتاج ثانية لطائرة 787 في جنوب كارولينا وفي موقع قد يصبح مركزاً لطائرات 777 اكس.

ولم يصادق قادة الجمعية الدولية لمشغلي وعمال ايرويبيس ولم يشجبوا اقتراح عقد العمل الخاص ببوينغ، ووصفوا التصويت بأنه قرار شخصي يخص كل عضو في الاتحاد. ولكن في اجتماع للاتحاد في الأسبوع الماضي قام رئيس الجمعية في مقاطعة 751 توم روبلويسكي بتمزيق نسخة من العقد قائلاً إنه «مجرد هراء» وفقاً لصحيفة سياتل تايمز. ويرى العديد من أعضاء الاتحاد أن بوينغ تستخدم الطائرة الجديدة على شكل ورقة ضغط من أجل انتزاع تغيرات عمل لم تكن الشركة قادرة على تحقيقها في مفاوضات عادية.

وتستمر مدة العقد المقترح حتى شهر سبتمبر من عام 2024، وهو يلزم العمال بدفع أقساط رعاية صحية أعلى، والتخلي عن خطة التقاعد الحالية لمساهمة منفعة محددة، وتطبيق بنية أجور جديدة. وسوف يتعين على العمال المباشرين للعمل مواصلة عملهم لمدة 16 سنة قبل بلوغ مستوى الأجر الأعلى، أي أكثر بمدة 6 سنوات عن العقد الحالي. ويحدد العقد أيضاً زيادة بنسبة 1 في المئة كل سنتين، كما أن بوينغ سوف تدفع مكافأة بقيمة 10 آلاف دولار عند نهاية السنة اذا تمت الموافقة على العقد وتقول إنها سوف تزيد شريحتها المقابلة في خطة توفير التقاعد.

وجادلت بوينغ، من جهتها، في كون العقد ضرورة بالنسبة الى طائرة 777 اكس كي تنجح مالياً لأن منافستها الرئيسية، ايرباص (اي ايدي: اف بي) تقوم بنقل أعمال التصنيع الى أماكن تكلفة أدنى مثل الصين وألاباما.

ويعكس الانقسام العميق في ولاية واشنطن – وتجاوب المشرعين المحليين مع مطالب الشركة – تأثير هذه الصناعة الاقتصادي المقدر بـ 76 مليار دولار على المنطقة، مع ارتباط العمل في طائرة 777 في ايفريت بحوالي 56000 وظيفة. وبشكل اجمالي توظف شركة بوينغ التي تتخذ من شيكاغو مقراً رئيسيا لها حوالي 84000 شخص في الولاية والمناطق المحيطة بها.

ويقول أليكس بيتش وهو مدير مكتب جي انسلي حاكم واشنطن لشئون الإيروسبيس إن الإدارة لم تكن راغبة في «رمي النرد» ازاء مضي بوينغ في تهديدها حول اعادة توطين برنامجها 777 اكس – ويضيف «هذا مشروع ينطوي على أهمية كبيرة بالنسبة الى ولاية واشنطن، ولهذا السبب كان الحاكم راغباً في القيام بكل ما يستدعيه الأمر من جانب الولاية».  

ويلاحظ أعضاء الاتحاد، على أي حال، ان شركة بوينغ ستواجه تكلفة ضخمة اذا سعت الى فتح مصنع تجميع رئيسي جديد للطائرات ومركز كبير جديد لإنتاج أجنحة كبيرة من ألياف الكربون لطائرات 777 اكس في ولاية اخرى. وسوف تزيد تلك التحديات من مصاعب بوينغ ازاء تسليم الطائرة في موعدها المحدد في سنة 2020. ولهذا يعتقد العديد من العمال ان بوينغ مضطرة الى ابقاء معظم أعمال 777  اكس على مقربة من سياتل حتى من دون تنازلات من جانب العمال أو المشرعين.

ويظن بيتش ان الفوائد الهيكلية التي سوف تجنيها بوينغ في الأجل الطويل يمكن أن تتفوق على أي مكاسب مالية في الأجل القصير اذا أرادت الشركة صنع طائرة 777 اكس في مكان آخر. ويقول «لقد شهدت قيام هذه الشركة خلال السنوات الماضية بالعديد من الأشياء التي بدت، من الخارج، غير منطقية من الوجهة المالية. وعمدت الى عمل أشياء لأسباب استراتيجية لا يتصور شخص عادي أن تكون معقولة ماليا».

* (بزنس ويك)

back to top