هل يعيد التاريخ نفسه وتنهار الأسهم الأميركية؟
في الوقت الذي يتحرك التحليل الفني طبقا لفرضية أساسية هي أن التاريخ يعيد نفسه، حيث يدرس النماذج السعرية للصعود أو الهبوط في السوق. وبما ان هذه النماذج نجحت في الماضي فمن المحتمل أن تستمر في العمل بشكل جيد في المستقبل، أو هكذا يفترض.وهناك طريقة أخرى للتعبير عن هذه الفرضية وهي المفتاح الأساسي لفهم المستقبل، ويكمن في دراسة الماضي أو أن المستقبل مجرد تكرار للماضي. وطبقا لما سبق بنى مارك هيلبرت، مؤسس شركة الاستشارات المالية «هلبرت فايننشال»، توقعاته بانهيار الأسهم الأميركية خلال الفترة القادمة. حيث يقول إن استمرار حالة التصحيح التي تشهدها الأسهم الأميركية سيدفعها إلى تكرار سيناريو 1928-1929.
ووصل مؤشر داو جونز في نهاية العام الماضي إلى مستوي قياسي عند 16588.25، إلا انه تراجع بعد بلوغه اياه ليصل إلى أدنى مستوياته في أكثر من ثلاثة أشهر عند 15340.69 نقطة، خاسرا ما يقارب 8%. ومن المعلوم ان مؤشر داو جونز ارتفع إلى مستوى 381.17 نقطة في نهاية عام 1929، ليفقد بعدها ما يقرب من 89%، ويصل في منتصف عام 1932 إلى مستوى 41.22 نقطة. وشهد عام 1929 أكبر الأزمات الاقتصادية، حيث ضرب العالم في ذلك الوقت «الكساد الكبير»، وهي أشهر الأزمات الاقتصادية في القرن العشرين، والتي واصلت تأثيرها حتى الأربعينيات من القرن الماضي، مع انهيار سوق الأسهم الأميركية في 29 أكتوبر 1929 والمسمى بالخميس الأسود.وكان تأثير الأزمة مدمرا على كل الدول تقريبا، الفقيرة منها والغنية، وانخفضت التجارة العالمية بين النصف والثلثين، كما انخفض متوسط الدخل الفردي وعائدات الضرائب والأسعار والأرباح.وكان أكثر المتأثرين بالأزمة المدن، خاصة المعتمدة على الصناعات الثقيلة، كما توقفت أعمال البناء تقريبا في معظم الدول، وتأثر المزارعون بهبوط أسعار المحاصيل بنحو 60% من قيمتها.(أرقام)