عبد المنعم إبراهيم... الكوميديان صديق البطل

نشر في 17-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 17-07-2014 | 00:01
No Image Caption
من مدينة بني سويف إلى القاهرة، تنقل عبد المنعم إبراهيم مع والديه في عمر الخمس سنوات، التحق بعدها بمدرسته الابتدائية حيث نشأت مواهبه الفنية من خلال تقديمه دور البطولة في إحدى المسرحيات، والتي تبين له فيها أن التمثيل عنصر التسلية له.

ورغم أصول والده الريفية فإنه لم يقف أمام عشق ابنه للفن، بل كان يصطحبه لحضور عروض فرقتي نجيب الريحاني، وعلي الكسار، ثم انضم إلى فرقة الهواة التي أسسها عبد المنعم مدبولي. تخرج في مدرسة الصناعات الميكانيكية، وعُيِّن في وزارة المالية، ثم التحق بالمعهد العالي للتمثيل.

قدم عروضاً مسرحية كثيرة مثل «الجامعة العربية» في حفلة خيرية في طنطا، تحت رعاية الأميرة شويكار، وأثناء إلقائه إحدى الجمل، خرجت منه بشكل كوميدي أثار ضحك الحضور، حتى إنه لم يتمكن من استكمال دوره من شدة التصفيق له، ومن وقتها تأكد أنه خُلق ليكون ممثلاً كوميدياً.

بدأ عمل منعم في السينما مع فيلم «ظهور الإسلام» الذي قدم فيه دوراً صغيراً، ورشحه المخرج حسن الإمام لدور صديق البطل في فيلم «وداع في الفجر» مع شادية وكمال الشناوي، والذي كان فاتحة خير عليه، فقدم نحو 10 أفلام في عام 1957، ثم 14 فيلماً في 1958. وكان لنجاح منعم في تجسيد هذه الشخصية الفضل في أن يلمحه باقي المخرجين، ويسندوا إليه الشخصية نفسها في أعمالهم السينمائية أيضاً، ولكنها تنوعت بين الصديق، الأكول في «الوسادة الخالية»، والأرستقراطي في «الزوجة 13»، والشعبي في «أحبك يا حسن»، والموظف البسيط في «الهاربة»، والصحافي المتفتح في «القاهرة 30». كذلك حرص على تقديم هذه الشخصية مع إضفاء بُعد إنساني عليها مثل دوره في فيلمي «حافية على جسر من ذهب»، و{جفت الدموع».

نافس عبد المنعم في تقديم شخصية صديق البطل كثيرين من بينهم إسماعيل ياسين، الذي حينما بدأ نجم منعم في الظهور، كان قد انتقل إلى أدوار البطولة، وعبد السلام النابلسي الذي كان في الستين من عمره، لذا كان المخرجون يفضلون إسناد هذا الدور إلى منعم لأنه كان في مرحلة الثلاثينيات، وهي الأقرب إلى عمر الصديق المتداول في مختلف الأفلام.

جسد عبد المنعم شخصية المرأة مرتين، الأولى في فيلم «سكر هانم»، وهي امرأة متصابية، والثانية في فيلم «أضواء المدينة» حيث جسد شخصية امرأة تركية متسلطة وعصبية.

ومن صديق البطل إلى المرأة، ثم رجل الدين ومدرس اللغة العربية، وهما الشخصيتان اللتان استفاد فيهما عبد المنعم من إتقانه الأداء اللغوي الصحيح، وقدمهما في أفلام من بينها «السفيرة عزيزة»، و{إسماعيل ياسين في الأسطول».

بدأت حالته الصحية بالتراجع بسبب إصابة قديمة في عينه اليسرى بعدما ألقى أحد أصدقائه في وجهه جيراً في سن الخامسة، تطلبت خضوعه لجراحة، وفي عام 1984 تعرض لأزمة قلبية شفي منها. ولكن في عام 1987، أثناء إجرائه تمارين مسرحية «خمس نجوم» شعر بتعب مفاجئ أدخله العناية المركزة. تُوفي بعده بيومين، وشيعت جنازته من المسرح القومي حسب وصيته.

(هـ. م)

back to top