المبارك: التأسيس على علاقات الماضي لتحقيق إنجازات المستقبل

نشر في 09-11-2013 | 00:10
آخر تحديث 09-11-2013 | 00:10
● استقبال رسمي حافل لسموه في الهند... ولقاءاته شملت أنصاري ورئيس الوزراء واجتماع عمل غرف التجارة

● «الظروف مهيأة أمامكم اليوم لمد جسور تعاون كبير يحقق نقلة نوعية في العلاقات بين بلدينا»

تميز برنامج زيارة رئيس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك للهند، أمس، بنشاط حافل توج بلقاء سموه نائب رئيس الهند محمد أنصاري ورئيس الوزراء وعدداً من كبار المسؤولين في البلاد.

دعا رئيس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك الى عدم الاكتفاء بالتفاخر بالعلاقات الماضية بين الكويت والهند فحسب، مطالبا بالتأسيس على تلك العلاقة لتحقيق افعال شاهدة في الحاضر وانجازات مأمولة في المستقبل.

جاء ذلك في تصريحات اليوم الثاني للزيارة الرسمية التي يقوم بها سموه الى الهند، والتي حفلت بسلسلة من اللقاءات مع كبار المسؤولين في البلاد، لاسيما نائب رئيس الهند محمد أنصاري.

وقد اقيمت مراسم الاستقبال الرسمي للمبارك امس حيث استقبله رئيس وزراء الهند د. مانوهان سينغ في القصر الرئاسي بمدينة نيودلهي (راشتراباتي بهافان). وجرى لسموه استقبال رسمي حافل عزف خلاله السلام الوطني الكويتي والسلام الجمهوري لجمهورية الهند ثم استعرض سموه حرس الشرف.

عقب ذلك صافح سموه كبار مستقبليه من أعضاء الحكومة الهندية وكبار المسؤولين فيها فيما صافح رئيس وزراء جمهورية الهند أعضاء الوفد الرسمي المرافق لسمو رئيس مجلس الوزراء.

وبعد استراحة قصيرة قام سمو رئيس مجلس الوزراء بزيارة للنصب التذكاري للمهاتما غاندي (راج غات) حيث وضع اكليلا من الزهور تقديرا لدوره في مسيرة الهند نحو الاستقلال.

لقاء العمل

وزار سمو رئيس الوزراء نائب رئيس الهند رئيسة المؤتمر الوطني الهندي الحاكم سونيا غاندي قبل ان يرعى لقاء العمل بين رئيس وأعضاء وفد غرفة تجارة وصناعة الكويت المرافق لسموه واتحاد غرف التجارة والصناعة الهندية.

وأكد سمو رئيس مجلس الوزراء في كلمة له بالمناسبة على عمق العلاقات الكويتية الهندية واصفا اياها بأنها مثال يحتذى في التعاون المثمر.

واعرب في كلمته خلال اللقاء الذي أقيم بفندق ليلا نيودلهي عن اعتزاز دولة الكويت بالعلاقات الراسخة بين البلدين التي أرسى قواعدها الآباء والأجداد.

وشدد على أن استدعاء الماضي والتفاخر به لا يكون مجديا دون افعال شاهدة في الحاضر وانجازات مأمولة في المستقبل.

كلمة المبارك

وقال المبارك: «يسعدني أن أعرب لكم عن بالغ السعادة بهذا اللقاء الذي يجمعكم وزملاءكم أعضاء الوفد الاقتصادي المرافق لنا من غرفة تجارة وصناعة الكويت متطلعين لأن يكون لقاء مثمرا يحقق الخير لأبناء بلدينا الصديقين.

وكما نعلم جميعا أن العلاقات الوطيدة بين بلدينا الصديقين والتي تمتد لعقود طويلة كانت دائما مثالا يحتذى في التعاون المثمر والبناء في كافة المجالات بما يسهم في تعزيز دعائم الثقة والرغبة المشتركة في دعم وتطوير هذه العلاقات».

واضاف: «لقد تواجد تجار الكويت منذ سنوات بعيدة في العديد من مناطق بلدكم الصديق وكان لهم حضور ملحوظا ونقلوا لنا من ثقافة وحضارة الشعب الهندي العريق الكثير من اطر المعرفة كما كانت لهم أيضا آثار طيبة ربما يكون بعضها قائما حتى الآن. وفي المقابل فإن التجارة الهندية شهدت رواجا كبيرا في الكويت ويساهم أبناء أكبر جالية اجنبية بالكويت في مسيرة النهضة بالعديد من المجالات لاسيما القطاع الخاص كما أن الأهم من هذا وذاك أن الكويت كانت محطة لعبور التجارة الهندية إلى الغرب».

وقال: «اذا كنا نعتز بالعلاقات الراسخة بين البلدين التي أرسى قواعدها الآباء والاجداد فإن استدعاء الماضي والتفاخر به لا يكون مجديا دون افعال شاهدة في الحاضر وانجازات مأمولة في المستقبل، واعتقد ان الظروف مهيأة امامكم اليوم لمد جسور تعاون كبير يحقق نقلة نوعية في العلاقات بين بلدينا بما تملكون من موارد وامكانات وخبرات».

وختم سموه بقوله: «انها دعوة ومسؤولية فالهند بلد كبير بثرواته المتنوعة وخبراته المتقدمة واسواقه المفتوحة التي تستوعب الاستثمارات والكويت تعمل بجهد دؤوب من اجل ان تكون مركزا تجاريا وماليا اقليميا ودوليا اضافة الى عملية النهضة والبناء المتواصلة وكل هذه المعطيات تتطلب منكم التعاون الذي ننشده جميعا ويلبي طموحات وتطلعات الشعبين الصديقين».

مباحثات رسمية

وعقد سمو رئيس مجلس الوزراء مساء امس في بيت حيدر آباد بمدينة نيودلهي جلسة مباحثات رسمية مع نظيره الهندي الدكتور مانموهان سينغ.

وجرى خلال الجلسة التي سادتها أجواء ودية عبرت عن عمق العلاقات التاريخية بين البلدين والتعاون القائم في شتى المجالات وعلى وجه الخصوص المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.

كما تطرق الجانبان في الجلسة إلى الأوضاع في منطقة غرب وجنوب غرب آسيا وخاصة ما يتصل منها بالأمن والاستقرار ودور الهند في استتباب الأمن في هذه المنطقة الحيوية من العالم.

كما تبادل الجانبان وجهات النظر تجاه القضايا الهامة والأقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وموقف البلدين تجاهها اضافة إلى التعاون الثنائي في مواجهة الإرهاب والحد من آثاره وتداعياته.

وعقب جلسة المباحثات احتفل البلدان بالتوقيع على اتفاقية بشان نقل المحكوم عليهم بين الحكومتين ومذكرة تفاهم بين معهد الخدمات الخارجية في وزارة الشؤون الخارجية بجمهورية الهند ومعهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي، ومذكرة تفاهم حول التعاون في مجال الرياضة وشؤون الشباب.

كما وقع الجانبان على برنامج التبادل التعليمي بين حكومتي البلدين وكذلك البرنامج التنفيذي للتبادل الثقافي والإعلامي للأعوام 2013 - 2016.

عقب ذلك عبر سينغ عن سعادته بزيارة المبارك مؤكدا أن العلاقات بين البلدين تاريخية ومتأصلة، مشيرا إلى أن الجانبين اتفقا على توسيع أطر العلاقات في مجالات رئيسية منها الطاقة والاستثمار.

وأضاف أن المباحثات تناولت أيضا تطوير شراكة أكثر استراتيجية في قطاع الطاقة بين البلدين وذلك من خلال عقود طويلة الأمد تتعلق بالإمدادات النفطية.

عشاء تكريمي

وأقام رئيس وزراء الهند مأدبة عشاء على شرف المبارك الذي ألقى كلمة بالمناسبة شكر فيها الهند على ما لقيه من حفاوة بالغة، مجددا رغبة الكويت الصادقة في توطيد العلاقات التاريخية بين البلدين والتي تمتد إلى سنوات طويلة وتعزيز التعاون في مجالات عديدة.

وقال: «لقد احتفلنا مؤخرا بمناسبة مرور خمسين عاما على الدستور الكويتي الذي نفخر به ونعتز بالالتزام بنصوصه التي توفر لنا حياة ديمقراطية نتمسك بها، ونستلهم في هذا الشأن تجربتكم الديمقراطية العريقة والتي تعد في مقدمة تجارب العالم وأرقاها بما توفره للشعب الهندي الصديق من حياة ديمقراطية مستقرة وراسخة.

لقد كانت الهند ومنذ عقود بعيدة مقصدا مهما ورئيسيا من مقاصد التجارة والتجار الكويتيين، وكانت الكويت كذلك بالنسبة للتجارة الهندية وبفضل الثقة المتبادلة بيننا نمت التجارة البينية وترسخت العلاقات الثنائية وتزايدت أوجه التعاون المشترك ونتطلع اليوم إلى تحقيق مستويات عالية من التعاون والتنسيق لنرقى بهذه العلاقات إلى مستوى الروابط التاريخية ولنحقق تطلعات وطموحات شعبينا الصديقين».

 وأضاف: «كما اننا نعتز بوجود أبنائكم من الجالية الهندية بيننا والذين يشكلون أكبر جالية أجنبية في الكويت ويعملون في مجالات مختلفة وكانت لهم وما تزال اسهامات بارزة لاسيما في القطاع الخاص، حيث إن دورهم في التنمية والبناء في بلادنا بات مشهودا له وموضع تقدير واعتبار لدى أبناء الشعب الكويتي».

لقد كانت زيارة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد لجمهورية الهند الصديقة عام 2006 بداية مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين وقد لمسنا نتائجها واثارها اليوم خلال مباحثاتنا مع معاليكم والتي جرت في اجواء ودية وعكست عمق العلاقات بين بلدينا.

وها نحن اليوم نواصل هذه المسيرة ونرسم معالم طريق علاقات مستقبلية ترتكز على المودة والاحترام المتبادل والحرص على تحقيق مصالح البلدين الصديقين والفهم لأبعاد المرحلة التي نعيشها في عالمنا المعاصر.

وختم بقوله «انني على ثقة بأن السنوات القليلة القادمة سوف تشهد ازدهارا في العلاقات بيننا وهناك مجالات عديدة وجديدة تتطلب تعزيز التعاون وتوسيع آفاقه خاصة أننا نعمل بخطى حثيثة لتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري إقليمي ودولي ويمكن الاستفادة من الخبرات الهندية الرائدة في مجال التكنولوجيا والتقنية الحديثة وغيرها».

لقاءات وزارية

واستقبل المبارك في مقر اقامته في مدينة نيودلهي وزير الخارجية الهندي سلمان خورشيد. وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وسبل تعزيزها في شتى المجالات كما بحثا القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

واستقبل سمو رئيس مجلس الوزراء ايضا كلا على حدة وزير التجارة والصناعة آناند شارما ووزير المالية بي شيدامبرام.

وجرى خلال اللقاءين استعراض العلاقات الثنائية في مجالات الاقتصاد والاستثمارات والتجارة والصناعة بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها وتنميتها بما يعود بالنفع على البلدين.

حضر اللقاءات أعضاء الوفد الرسمي المرافق لسموه.

back to top