بلا سقف: «سوبرمان» والسبع لجان

عند فتح النقاش حول تقييم عمل الاتحاد الكويتي لكرة القدم وسياساته الإدارية، ولدى طرح الرأي القائل بأن رئيس الاتحاد يمارس نظام المركزية الإدارية ويستأثر بسلطة اتخاذ القرار في كل أروقة وجنبات الاتحاد، ليس من الممكن اعتبار هذا الرأي محض هراء، أو تجن وافتراء، إذ من السهولة استخلاص الأدلة والبراهين على ذلك من خلال إلقاء نظرة سريعة على الهيكل التنظيمي للاتحاد ولجانه العاملة، حيث سيتبيّن لك عزيزي القارئ أن "سوبرمان" الكرة الكويتية، فضلاً عن صفته رئيساً لمجلس إدارة الاتحاد، يرأس 7 لجان عاملة تحت مظلة الاتحاد وهي: (اللجنة الفنية - اللجنة المالية - لجنة التسويق - لجنة التسويق والإعلام - لجنة المدربين الوطنيين - لجنة دوري المحترفين وتراخيص الأندية - لجنة القوانين والعلاقات الدولية)، ناهيك عن المناصب الأخرى، المحلية والإقليمية والقارية. بالمناسبة، هل لي أن أعرف فوارق الاختصاص بين "لجنة التسويق" و "لجنة التسويق والإعلام" ؟ وما هي آخر أخبار "دوري المحترفين" (...)؟.

من أبسط مبادئ علم الإدارة، الرياضية وغير الرياضية، أن يختص الجالس على رأس الهرم الإداري برسم السياسة العامة للتنظيم الإداري، إلى جانب الإشراف على سير أعمال القيادات الوسطى التي تدير الأذرعة التنفيذية للتنظيم، والتي تتمثل باللجان في حالة اتحاد الكرة، ليتسنّى للقيادة العليا المتمثلة برئيس وأعضاء مجلس الإدارة محاسبتهم بعد تقييم نتائج أعمالهم المنجزة.

هذا أحد مظاهر مبدأ "تفويض السلطة" في علم الإدارة، على النقيض من مبدأ "تقويض السلطة" الذي ينتهجه رئيس مجلس إدارة الاتحاد الكويتي لكرة القدم الشيخ الدكتور طلال الفهد الأحمد الصباح.

قد أتفهّم رأي من يبرر لسعادة رئيس الاتحاد ترؤسه للجنة واحدة أو اثنتين على الأكثر، من باب حسه العالي بالمسؤولية، ولكن حين يصل العدد إلى سبع لجان، فإننا سنكون بصدد إشكالية ازدواجية الاختصاص وتنازع الصلاحيات، ولو افترضنا حدوث تقصير في عمل لجنة ما من اللجان السبع التي يرأسها رئيس الاتحاد يستدعي محاسبتها وإقالة رئيسها على أبعد تقدير، فمن الذي سيقيل رئيس الاتحاد من منصبه كرئيس للجنة؟

الإجابة ببساطة: "سوبرمان" هو من يملك سلطة إقالة نفسه وسط حالة الفوضى الإدارية المنتشرة في اتحاد العديلية.

قفّال

السلطة المطلقة... "بربسة" مطلقة!