بعد أزمة «أسرار عائلية»... هل تكيل الرقابة بأكثر من معيار؟

نشر في 02-12-2013 | 00:01
آخر تحديث 02-12-2013 | 00:01
بعد فترة احتجبت فيها المعارك الرقابية عن الساحة الفنية في مصر، اشتعلت الأزمة من جديد بين هيئة الرقابة على المصنفات الفنية وبين صانعي فيلم {أسرار عائلية} بسبب 13 مشهداً، ترى الرقابة ضرورة حذفها حتى وإن كتب في مستهله تنويه بأن الفيلم {للكبار فقط}.
صوّر مخرج فيلم {أسرار عائلية} هاني فوزي مشاهد اعترضت عليها الرقابة، في مقدمها تلك التي يظهر فيها البطل محمد مهران إلى جوار عشيقه في السرير وهو أستاذه في الجامعة، ويسأل كل منهما الآخر عن شعوره بعد ممارسة الرذيلة، فرأت فيه الرقابة تجاوزاً للأعراف والأديان السماوية وطالبت بحذفه. كذلك في المشهد الذي يبصق فيه مروان (محمد مهران) في كوب من العصير ويشربه أستاذه، رأت فيه الرقابة إهانة غير مقبولة للمدرسين، إضافة إلى مشاهد يحاول فيها البطل التغزل بجمال شباب آخرين.

معايير الرقابة

الغريب أن الرقابة لم تعترض على مشهد يظهر فيه البطل وهو يتغزل بجمال أحد الشباب أثناء صلاة الجمعة داخل المسجد ومشاهد أخرى، ما يطرح تساؤلات عن المعيار الذي تعتمده في تحديد المشاهد المبتذلة، خصوصاً أن نقاداً وسينمائيين شاهدوا الفيلم في العرض الخاص الذي  نظمته الشركة {العربية} للنقاد في مقرها، وأجمعوا على أن ثمة مشاهد تستحق الحذف أكثر من تلك التي تطالب بها الرقابة، ومن بينها مشهد المسجد، حيث يتغزّل البطل بجمال الشاب أثناء إقامة الصلاة وليس قبلها أو بعدها، فيما قررت الرقابة حذف مشاهد لا تحمل إيحاءات مثل مشهد البصق في كوب العصير.

قبل تولي أحمد عواض منصب رئيس هيئة الرقابة، تغاضت الرقابة عن مشاهد في أفلام أخرى أكثر فجاجة من المشاهد التي  اعترضت عليها في {أسرار عائلية}، من بينها، على سبيل المثال لا الحصر، مشهد في فيلم {رمضان مبروك أبو العلمين حمودة}، عندما يسخر الطلبة من الأستاذ رمضان ويدفعونه إلى أن يتبول في ملابسه، ما يعد، من وجهة نظر البعض، أكثر جرأة من مشهد العصير.

طرح مخرج الفيلم هاني فوزي تساؤلا مشابهاً عن المعيار الذي يتم تقييم الأفلام من خلاله، مؤكداً أن فيلمه لا يخدش الحياء، بل هو مناسب لطرح مثل هذه القضية، مضيفاً أنه يقدم سينما وليس مطلوباً من كل مخرج أن يقدمها بالطريقة التي تشبه الآخرين.

منطق التعامل

يؤكد محمد مهران، بطل الفيلم، أنه لم يقدم أي مشاهد ساخنة أو مشاهد تستحق كل هذه الضجة، بل هي مناسبة للسياق الدرامي، فلماذا كل هذا الهجوم عليها، لافتاً إلى أنه ضد الابتذال، وأن الفيلم قُدّم بشكل راق، مضيفاً أنه ليس ضد قرارات الرقابة، لكن عليها أن تكون أكثر منطقية في التعامل مع الأفلام.

بدوره يقول أحمد عواض، رئيس هيئة الرقابة على المصنفات الفنية، إن المعايير واضحة وصريحة، فكل ما هو ضد أعراف المجتمع ويمكن أن يسبب خللا ما لا يمكن التجاوز عنه، ليس الأمر فضفاضاً، كما يتخيل البعض، بل ثمة قواعد واضحة.

وعن المشاهد التي طالب بحذفها، يؤكد أنه لا يقبل أن يخرج هذا الفيلم من الرقابة في عهده أو في أي عهد آخر، إلا بعد حذف المشاهد المطلوبة.

 حول وجود أفلام أخرى تم التغاضي فيها عن مشاهد أكثر جرأة، يوضح أنه مسؤول عن الرقابة في عهده ولا يعرف شيئاً عن هذه المشاهد وكيف تمت إجازتها، ولا يمكنه التحدث عنها أو عن زملائه أو عن الرقابة في وقت لم يكن هو مسؤولا عن الجهاز.

إيناس الدغيدي التي منعت الرقابة  فيلمها {زنا المحارم} تشير إلى أن المعايير ليست واضحة، فكلما عُيّن رقيب جديد يتم التعامل معه بمعايير مختلفة، مضيفة أن الأمر مطاط، وطالبت بوجود رقابة عمرية فحسب، لأنها الأهم في هذه الفترة ومتبعة في العالم.

back to top