تشويه الليبرالية!

نشر في 31-05-2014
آخر تحديث 31-05-2014 | 00:01
 عوض مسعود الزهراني لا يستحق الحرية من ينكرها على الآخرين"، بهذه المقولة التي كتبها صديقي على حسابه في "تويتر"، وبدأ يتشدق بها في كل محفل وكل "لقاء" حتى لو كان مع عائلته، تتفاجأ بأنه في الواقع وقرارة نفسه مخالف تماماً لهذه المقولة بكل ما تعنيه الكلمة.

مفهوم الليبرالية لدينا في السعودية مخالف تماماً لمفهومها العام في كل أنحاء العالم، فلدينا لا يعترف بأنك ليبرالي إلا إذا جعلت اهتمامك الأول منصباً على "مناقشة قضايا المرأة أو شتم المخالفين لك بالتيارات الأخرى أو تقف مع السلطة حتى لو كانت مخطئة"، عندها فقط تصنف على أنك ليبرالي في السعودية.

ما زلت لا أفهم من المستفيد لنكون سيئي الخلق في التعامل مع الآخرين تحت اسم الليبرالية، فمن وجهة نظري أن لدينا في السعودية شخصيات استقت أو تحاول أن تدعي الليبرالية، وهي في الأساس تشوه الليبرالية، وتجعل منهم أضحوكة أمام الآخرين، فهمهم الأول هو المرأة بينما تناسوا الهدف الأسمى لليبرالية وهي الحرية في كل شيء، فمنطقياً لا يمكن أن تطالب بحرية الآخرين في مختلف المجالات وأنت لست حراً لا بتفكيرك ولا معتقداتك ولا حتى لديك مشروع تناضل من أجله، بل همك هو أن تخالف الآخرين. أعتقد أن على "الليبراليين" في السعودية- وللأسف لا يوجد أحد ليبرالي، وكل من يدّعي أنه ليبرالي أخد جزءا بسيطا منها وترك الأجزاء الأهم- أن يتركوا الآخرين والقضايا الجانبية، ويؤسسوا لمشروع لهم حتى يستطيعوا أن يغيروا من سلوك المجتمعات وطبائعها وليس  ومجابهة التيار الآخر "الإسلاموي" وكأنها مصارعة ديكة.

ما زال الليبرالون في السعودية يفكرون أن مشكلتهم الأولى هي مع التيار الإسلامي المتغير والمتشدد "وللأمانة معهم حق بعض الشيء" لأن التيار "الإسلاموي" المتشدد يريد أن يكون المجتمع تحت أوامره، وينصاع لأفكاره التقليدية، وبعضها فيه نوع من التكفير والتحريم لكل شيء.

على مدعي الليبرالية أولا أن يؤمنوا ألا حرية مطلقة تماماً وإنما الحرية هي أن تكون وفق إطار معين وألا تتعدى على حرية الآخرين في كل شيء، سواء كنت صحيحاً أو مخطئاً، وثانياً أن يهتموا بالفكر ويقدموا حلولا لمشاكل المجتمع بدلاً من التصادم مع الآخرين، وثالثاً أن الليبرالية في حد ذاتها ليست عدوانية، وأقصد بها ألا يكون الليبرالي معاديا للآخرين.

وأخيراً وهو الأهم في أغلب دول العالم، لا حرية تكون بالاستبداد السياسي، فلدينا (ليبراليونا) مداهنون للحكومة السياسية، وهذا أكبر خطأ يرتكبونه، فكيف تكون ليبراليا وأنت لا تملك حرية؟ وأيضا ليبراليونا هم من يفترض أن يكونوا بالسجون وليس رجال الدين لأن أول مبدأ لليبرالية الحرية والإيمان بفكرة وليس أن تُملى عليك أفكار.

* السعودية

back to top