محلات التجزئة الكبرى تحلل أمزجة المتسوقين بمراقبة هواتفهم الجوالة
عن كثب تواصل محلات التجزئة الكبرى مراقبة تصرفات المستهلكين الذين يشعرون بعدم الارتياح تجاه ذلك. فمن خلال مزيج من أجهزة مراقبة فيديو والتعرف على الوجوه وإشارات الهواتف الخلوية تستطيع متاجر مثل نورد ستروم وكابيلا وفاميلي دولار رصد حركة وسلوك المتسوقين في داخل المتاجر بل حتى تحديد أمزجتهم.وتستخدم محلات التجزئة الآن أجهزة إحساس للكشف عن الهواتف الذكية المشغلة لنظام واي-فاي، وذلك من أجل متابعة حركات المتسوقين بدقة في أرجاء المتجر، بما في ذلك الأقسام التي يزورونها ومدة بقائهم فيها.
ونظراً لأن لكل هاتف عنوانه الخاص الفريد يستطيع باعة التجزئة أيضاً متابعة المتسوقين الذين يترددون مراراً – وعندما يتم جمع ذلك مع ما صورته آلات تصوير الفيديو في المتجر يصبح في وسع الباعة حل شفرة الجنس والعرق وتعابير الوجه إزاء السلع المعروضة.المتاجر المحليةوبالنسبة إلى المتاجر المحلية توفر التحليلات في الداخل فرصة من أجل جمع المعلومات ذاتها التي يجمعها باعة التجزئة الكترونياً عن عاداتك في التسوق اون لاين. وفي وسع المتاجر تحليل أنماط الحركة بغية مساعدتها على تحديد عدد آلات التسجيل التي يتعين فتحها وكيفية عرض البضائع وحتى عدد القسائم التي يجب عرضها. وتقول ريتيل – نكست التي تقدم برامج تحليل إنها قادرة على جمع حوالي 10 آلاف نقطة معلومات لكل زائر للمتجر.في غضون ذلك تحاكي منصة تحليلات تسويق نومي الهواتف الموجودة بحوزة الأفراد من أجل تكوين سجلات عملاء استناداً إلى معلومات من داخل المتجر والتصفح اون لاين. وأبلغ كوري كاباسو وهو رئيس نومي صحيفة نيويورك تايمز «ان هذا يجلب عملياً تجربة أمازون إلى داخل المتجر». محلات التجزئة الأخرى تستخدم التحليلات من أجل رصد ما يعيده العملاء وهو ما يساعد على محاربة الغش – بحسب المتاجر – كما أن حوالي 10 في المئة من مشتريات المستهلكين تعاد – أي ما يعادل 264 مليار دولار من البضائع في السنة. وفيما تقول متاجر التجزئة إن متابعة المتسوقين في المتاجر يمكن أن يخلق المزيد من الصفقات والتوصيات الشخصية يقول دعاة الخصوصية إن هذه التقنية تمضي بعيداً جداً. ثم ما هي الكمية الزائدة من المعلومات المتعلقة بالعميل؟أنصار الخصوصيةويقول أنصار الخصوصية إن التسوق في المتجر يوفر درجة من الغفلة أقل من الجلوس وراء شاشة حاسوب. وعلى سبيل المثال عندما أبلغت نورد ستروم عملاءها عن قيامها برصد هواتفهم انزعجوا إلى درجة دفعت الشركة إلى وقف ذلك البرنامج.ولأن باعة التجزئة الالكترونية يقومون بمتابعة المشتريات اون لاين فإن هذا لا يعني تقبل المستهلكين لهذه الطريقة. وحسب دراسة من قبل «تراست اي» فإنه على الرغم من معرفة أكثر من 60 في المئة من مستخدمي الهواتف الذكية بأن المعلنين يتابعون أنشطتهم الهاتفية فان نسبة 1 في المئة فقط قالت ان ذلك لا يزعجها.ويريد السناتور تشارلز شومر من نيويورك من لجنة التجارة الفدرالية تمكين المتسوقين من تفادي تعرض هواتفهم الخلوية للرصد في متاجر التجزئة، وقد أبلغ نيوزداي «ان هاتف الشخص ملكية شخصية خاصة، ويجب ألا يستخدم مثل جهاز رصد على طريقة جيمس بوند».ويقول آخرون إن المتسوقين يجب أن يطالبوا بالمشاركة في العملية بدلاً من ذلك. ويقول أنصار الخصوصية انه يتعين إبلاغ العملاء بصورة واضحة عندما تقوم متاجر التجزئة برصد هواتفهم ومن ثم السماح لهم بمراقبة بياناتهم الخاصة. وفي حال فشل كل شيء آخر، يتبقى لدى المستهلكين خيار واحد فقط، وهو تعطيل نظام اغلاق واي-فاي في هواتفهم – وربما يستحسن إغلاق هواتفهم بصورة تامة. * (مجلة فوربس)