«داعش» ينقلب على الظواهري ويطالبه بالعودة إلى «التوحيد»
العدناني: «القاعدة» منعنا من مهاجمة إيران حفاظاً على خطوط إمداده هناك
في ما يشبه الانقلاب على شرعية زعيم تنظيم "القاعدة" والمرشد الروحي للجماعات الأصولية المتطرفة حول العالم، شن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) هجوماً لاذعاً هو الثاني من نوعه على أيمن الظواهري وطالبه بالإقرار بأخطائه متهماً إياه بالانحراف عن النهج الجهادي وشق صفوف المقاتلين الجهاديين. وقال المتحدث باسم "داعش" أبومحمد العدناني مخاطبا الظواهري في تسجيل صوتي بث مساء أمس الأول على مواقع جهادية: "لقد وضعت نفسك اليوم وقاعدتك أمامَ خيارين لا مناص عنهما: إما أن تستمر على خطئك وتكابر عليه وتعاند، ويستمر الانشقاق والاقتتال بين المجاهدين في العالم، وإمّا أن تعترف بزلّتك وخطئك فتصحح وتستدرك".
وأضاف "ها نحن نمد لكَ أيدينا من جديد لتكون خير خلف لخير سلف، فقد جمع الشيخ أسامة المجاهدين على كلمة واحدة، وقد فرقتها وشققتَها ومزقتها كل ممزّق"، مطالباً الظواهري برد بيعة زعيم جبهة النصرة فرع القاعدة في سورية أبومحمد الجولاني الذي وصفه بـ"الخائن الغادر".رفض الانسحابمن جهة أخرى، رفض العدناني مناشدات الظواهري لـ"داعش" بالانسحاب من سورية، قائلا "أمّا عن مناشدتكَ لنا الانسحاب من الشام فلن نُعيد ونكرّر بأنّ هذا أمرٌ شبه مستحيل، غيرُ مُمكنٍ لا شرعاً ولا عقلاً ولا واقعاً"، مضيفاً "لئن رضيَ تنظيم القاعدة أن ينسحب المجاهدون طواعيةً من أرضٍ يحكمونَ فيها بشرع الله ويُسلّمونها على طبقٍ من ذهبٍ لائتلافِ وجبهة الخائن الغادر ولصوصها وضباعِها فإنَّ ربَّنا ودينَنا يأبى ذلك".إيران والسعوديةمن جهة ثانية، أوضح العدناني أن "داعش" لم يشن هجمات في إيران والسعودية ودول أخرى، امتثالا لتوجيهات "القاعدة" وحفاظاً على وحدة المجاهدين.واستنكر العدناني اتهام تنظيمه بالعمالة لإيران التي اعتبرها ألد أعدائه، في حين كان يلتزم بعدم مهاجمتها امتثالاً لأمر "القاعدة" للحفاظ على مصالح وخطوط إمداد "القاعدة" في إيران. وحمّل المتحدث باسم "داعش" تنظيم "القاعدة" مسؤولية عدم تدخله في السعودية.مراجعة النفسوهاجم العدناني زعيم تنظيم القاعدة، موجها له انتقادات لاذعة حول بيانه الأخير الذي بين فيه موقفه من الرئيس المعزول محمد مرسي والمرشح للرئاسة المصرية عبدالفتاح السيسي والجيش المصري بشكل عام.وطالب المتحدث باسم "داعش" أمير "القاعدة" بمراجعة نفسه وأن يأخذ موقفا لله، قائلا: "ندعوك لتصحيح منهجك، وأن تصدع بردة الجيش الباكستاني والمصري والأفغاني والتونسي والليبي واليمني وغيرهم من جنود الطواغيت وأنصارهم وعدم التلاعب بالأحكام والألفاظ الشرعية كقولك الحكم الفاسد والدستور الباطل والعسكر المتأمركين، والدعوة صراحة لقتال جيش مصر جيش السيسي الفرعوني الجديد، وإلى التبرؤ من مرسي وحزبه والصدع بردته، وكفاك تلبيسا على المسلمين".البيعة لناوفي تحدٍّ واضح لزعيم القاعدة اعتبر العدناني أن "داعش" ليست فرعا من "القاعدة" وأن على الظواهري أن يبايع "داعش" إذا ما قدم إلى أرض "الدولة الإسلامية"، قائلا "عذرا أمير القاعدة... الدولة ليست فرعا تابعا للقاعدة ولم تكن يوما كذلك، بل لو قدر لكم الله أن تطأ قدمكم أرض الدولة الإسلامية لما وسعكم إلا أن تبايعوها وتكونوا جنودا لأميرها القرشي حفيد الحسين كما أنتم اليوم جنود تحت سلطات الملا عمر".وأضاف: "إننا كنا، ولحين قريب، نجيب من يسأل عن علاقة الدولة بالقاعدة بأن علاقتها علاقة الجندي بأميره، ولكن هذه الجندية لجعل كلمة الجهاد العالمي واحدة، ولم تكن نافذة داخل الدولة كما أنها غير ملزمة لها، وإنما هي تنازل وتواضع وتكريم منا لكم، ومن الأمثلة على ذلك عدم استجابتنا لطلبك المتكرر بالكف عن استهداف عوام الروافض في العراق بحكم أنهم مسلمون يعذرون بجهلهم".وخيّر العدناني في التسجيل الصوتي مقاتلي التنظيمات الجهادية الأخرى بين "القاعدة" وتنظيمه، قائلا "اختاروا أيها المجاهدون: على يد من تأخذون؟"، مشددا على أن تنظيم "داعش" باق "على منهج الإمام الشيخ وزعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن".(بغداد - أ ف ب، العربية .نت)