واشنطن تعترف بالتجسس وتسنده إلى استخبارات أوروبية
البرلمان الإسباني يستدعي رئيس الاستخبارات... وبرلين تنفي مراقبة سفارتها لاتصالات الأميركيين
على وقع استمرار أزمة التجسس التي سممت العلاقات بين الولايات المتحدة والعديد من حلفائها، ألقت وكالة الأمن القومي الأميركي الكرة في ملعب الأوروبيين، بتأكيدها أنها استقت معلوماتها من استخبارات أوروبية، حددتها صحيفة "وول ستريت جورنال" أنها الأجهزة الفرنسية والإسبانية.
بينما أعلنت الحكومة الصينية أمس تعزيز تدابيرها لحماية بياناتها بصورة أفضل وسط توالي المعلومات عن المراقبة الأميركية الواسعة لأهداف أجنبية، رفضت الولايات المتحدة بشكل حاسم الاتهامات الأخيرة حول تجسس أجهزة استخباراتها على اتصالات في أوروبا، مؤكدة أنها حصلت على هذه المعلومات من وكالات استخبارات أوروبية.وكشف مدير وكالة الأمن القومي الأميركية الجنرال كيث ألكسندر هذه المعلومات أمام الكونغرس بعد أدائه القسم. أمس الأول، مشدداً على أن ما كشفته صحف "لوموند" الفرنسية و"موندو" الإسبانية و"ليسبريسو" الإيطالية عن تجسس الوكالة على اتصالات مواطنين أوروبيين، "خاطئ تماماً".وقال ألكسندر، خلال جلسة استماع أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، "لكي نكون واضحين تماماً، لم نجمع معلومات عن مواطنين أوروبيين"، موضحا أن الأمر يتعلق بـ"معلومات تلقتها وكالة الأمن القومي من شركائها الأوروبيين".وأضاف ألكسندر أن "صحافيي فرنسا وإسبانيا لم يفهموا ما كان أمام أعينهم على غرار الشخص الذي سرق المعلومات السرية"، مؤكداً أن ما كشفته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن أن التجسس الهاتفي الذي جرى في تلك الدول ونسب إلى الوكالة الأميركية قامت به فعلياً أجهزة استخبارات فرنسا وإسبانيا ثم "سلمته" للوكالة الأميركية، مشيراً في هذا الصدد إلى ان الوكالة الأميركية تتقاسم معلوماتها مع "الحلفاء الأوروبيين" والعكس صحيح.عاصفة تسريباتوفي الجلسة نفسها، ندد المدير الوطني للاستخبارات جيمس كلابر الذي يشرف على عمل 16 وكالة استخبارات بينها الأمن القومي، بـ"عاصفة من التسريبات التي تضر" بعمل الوكالات التابعة له.وقال كلابر أمام الكونغرس "أعمل في الاستخبارات منذ خمسين عاماً، ومعرفة نيات القادة هو مبدأ أساسي في ما نحاول جمعه وتحليله"، موضحاً أن الهدف خصوصاً هو "تحديد ما إذا كان ما يقولونه مطابقاً لما يحصل. من الحيوي بالنسبة إلينا ان نحدد الاتجاه الذي تسلكه الدول وماهية سياساتها وتداعيات ذلك علينا في سلسلة من المجالات".وأكد كلابر وألكسندر ردا على سؤال لأحد النواب أن دولاً "حليفة" مارست أنشطة تجسس على الولايات المتحدة أو قادتها. وردا على سؤال آخر، ألمح كلابر إلى أن أعضاء الوفد البرلماني الأوروبي الذين يزورون واشنطن لطلب توضيحات من الإدارة الأميركية عن أنشطة التجسس في الاتحاد الأوروبي قد لا يكونون على علم بما تقوم به أجهزة الاستخبارات في دولهم. إسبانيا وألمانيافي السياق، وفي حين أعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء التهديد بتعليق اتفاق يسمح للبنوك الأوروبية بمشاركة البيانات المالية مع الولايات المتحدة، أعلن رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي أمس أنه سيتم الاستماع إلى رئيس أجهزة الاستخبارات أمام لجنة برلمانية في قضية التجسس الأميركي على الاتصالات.وفي مداخلة أمام النواب للدفاع عن موقف حكومته في هذا الملف، قال راخوي إنه في حال ثبتت عمليات التنصت الأميركية في إسبانيا، فسوف تشكل سلوكاً "غير لائق وغير مقبول بين حلفاء وأصدقاء"، مضيفاً أنه سيتم الاستماع إلى مدير المركز الوطني للاستخبارات فيليكس سانز رولدان "أمام لجنة الإسرار الرسمية" في الكونغرس حول هذا الملف.بدوره، نفى رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني غيرهارد شيندلر أمس اتهامات نظيره الأميركي كلابر بأن ألمانيا تتجسس على الولايات المتحدة، بحسب ما أوردت الأسبوعية "دي تسايت" على موقعها الالكتروني.وقال شيندلر "ليس هناك عمليات لمراقبة الاتصالات تجري انطلاقاً من السفارة الألمانية في واشنطن" وفق تصريحات نقلتها الأسبوعية على موقعها الالكتروني.كاميرون والروسعلى صعيد موازٍ، كشفت صحيفة ديلي ميل البريطاني أمس أن قادة الأجهزة الأمنية أحبطوا محاولة من قبل الجواسيس الروس، لسرقة معلومات من قلب مكتب رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون.وقالت الصحيفة إن روسيا منحت مساعدي كاميرون والمندوبين الأجانب الآخرين أجهزة لشحن الهواتف النقالة ووحدات تخزين معلومات الحواسيب كهدايا، للتنصت على اتصالاتهم خلال قمة العشرين التي استضافتها مؤخراً وإرسال المعلومات المطلوبة إلى الكرملين. وأضافت أن هذه الأجهزة تحتوي على تقنيات متطورة قادرة على التقاط البيانات القيّمة من الهواتف وأجهزة الكمبيوتر، لكن المستشارين الأمنيين حذّروا موظفي المكتب من هذه الأجهزة، وطلبوا منهم عدم استخدامها.(واشنطن، برلين، لندن، بكين - أ ف ب، دب أ،يو بي آي، الأناضول)