ألو Mayo Clinic ؟
س: قرأتُ أن الأطباء قد يتمكنون يوماً من استعمال الفيروسات لمعالجة السرطان. كيف يحصل ذلك؟ ما هي أنواع السرطان التي يمكن أن تستفيد من هذا الابتكار؟
ج: ثمة أبحاث مهمة قيد التنفيذ راهناً وهي تدرس احتمال استعمال الفيروسات لمحاربة السرطان. إنه مجال يستحق الدراسة ويمكن أن يؤثر على معالجة أشكال متعددة من السرطان. ثبت نجاح تجارب عيادية حديثة تتمحور حول العلاج الفيروسي لنوع واحد من سرطان الدم، وهو المايلوما المتعددة. لطالما كانت هندسة الفيروسات التي يمكن أن تُستعمل كأدوات لمعالجة السرطان نطاقاً مثيراً للاهتمام بالنسبة إلى الباحثين في مجال السرطان. المفهوم بسيط في جوهره. تدخل الفيروسات طبيعياً إلى الجسم وتقضي على النسيج. تقضي فكرة علاج السرطان بتسخير تلك القوة التدميرية وتركيزها على الخلايا السرطانية. الفيروسات المستعملة لهذا الغرض تُسمى الفيروسات الأنكوليتيكية.في دراسة عن المايلوما المتعددة، استُعمل فيروس الحصبة لاستهداف الخلايا السرطانية. شكل الفيروس المحدد هو جزء من سلالة لقاح الحصبة التي تطورت خلال الخمسينات. أظهرت الأبحاث المخبرية أنه فاعل جداً لاستهداف وقتل الخلايا السرطانية. لكن بما أنه جزء من سلالة اللقاح، فهو لا يستطيع أن يسبب ضرراً في أنسجة الجسم السليمة. لإجراء تجربة عيادية، عدّل الباحثون الفيروس كي يسهل رصده خلال تصويره عبر مسح الطب النووي. للقيام بذلك، دسوا في الفيروس جينة موجودة طبيعياً في الغدة الدرقية. تقضي إحدى مهام الغدة الدرقية بإزالة اليود من الدم. حين تصبح جينة الغدة الدرقية موجودة في الفيروس، يمكن تعقب موقع الفيروس في الجسم عبر استعمال مسح اليود.في المستقبل، يمكن استعمال جينة الغدة الدرقية الموجودة في الفيروس لامتصاص شكل قوي من العلاج باليود المشعّ لتعزيز قوة فيروس الحصبة ضد السرطان. لكن حتى الآن، هي تبقى مجرد أداة تعقب.تم اختيار المايلوما المتعددة للدراسة لأن هذا النوع قد يكون سرطاناً يصعب علاجه بفاعلية. غالباً ما يظهر في أنحاء النخاع العظمي وفي العظام التالية: الجمجمة، الضلوع، عظام الأطراف، العمود الفقري، الحوض. أظهرت النتائج أن الجرعات المرتفعة من فيروس لقاح الحصبة المعدَّل لها أثر ملحوظ. عند مريض كان مصاباً بأورام عدة، فضلاً عن السرطان في نخاعه العظمي، تبين أن العلاج الفيروسي يهاجم الخلايا السرطانية بفاعلية ويدمرها من دون ترك أي آثار جانبية مهمة.بعد التدقيق بهذه النتائج، ستستمر الأبحاث حتى المرحلة المقبلة من التجارب العيادية. ستبقى المايلوما المتعددة محور التركيز في تلك التجارب. لكن تخضع أنواع أخرى من السرطان للدراسة من أجل معرفة ما إذا كانت الفيروسات الأنكوليتيكية علاجاً فاعلاً لها أيضاً. تشمل تلك الأنواع سرطان المبيض والرأس والعنق وورم الظهارة المتوسطة وسرطان الدماغ. لا تزال مجموعة متنوعة من الفيروسات الأنكوليتيكية قيد التطوير أيضاً.يأمل الباحثون أن تسمح هذه الفيروسات في نهاية المطاف بالتحكم بالسرطان على المدى الطويل عبر جرعة واحدة فقط. هذا المفعول مختلف جداً عن علاجات السرطان الراهنة التي تُستعمل بشكل متكرر وتسبب آثاراً جانبية حادة، مثل العلاج الكيماوي أو العلاج بالأشعة. لا بد من إجراء أبحاث كثيرة قبل استعمال الفيروسات كعلاج نموذجي للسرطان، لكن يبدو مستقبل هذا العلاج واعداً.