اليمن 2013: «القاعدة» يضرب... وحروب صغيرة في صعدة والمحافظات
صالح والأقاليم يعرقلان العملية السياسية... وجدل لا ينتهي بشأن غارات الطائرات من دون طيار
عاش اليمن خلال عام 2013 ظروفاً صعبة على كل المستويات. فقد اصطدمت عملية انتقال السلطة والعملية السياسية بعد رحيل الرئيس علي عبدالله صالح بعدة عراقيل، أولها نفوذ صالح وحزبه داخل الدولة، وثانيا القضية الجنوبية، وتقسيم البلاد الى أقاليم فدرالية. ولم ينجح الحوار الوطني حتى اليوم في الاتفاق على كافة النقاط العالقة بين جميع القوى السياسية لتدخل البلاد في العملية الديمقراطية الاقتراعية، ما جعل من خيار التمديد للرئيس اليمني عبدربه هادي منصور في منصبه الخيار الأكثر ترجيحاً. وعلى المستوى الأمني، صعد تنظيم «قاعدة الجهاد في الجزيرة العربية» الفرع اليمني لتنظيم القاعدة من عملياته ليستهدف في مطلع شهر ديسمبر وزارة الدفاع اليمنية وسط العاصمة صنعاء في واحدة من أكثر عملياته تحديا للدولة اليمنية وذلك بالرغم من مقتل نائب زعيمه سعيد الشهري في عملية نوعية بمحافظة صعدة وفي 24 يناير.
وتعرض مسؤولون في الدولة اليمنية لعمليات اغتيال، كما استمرت محاولات خطف سفراء ومواطنين اجانب، ووضعت الولايات المتحدة أجهزتها الأمنية بداية من أول اغسطس وحتى منتصف الشهر في حالة تأهب قصوى تحسباً لهجمات وشيكة لتنظيم «القاعدة» على أهداف غربية، معلنة إغلاق أكثر من 20 سفارة لها حول العالم لدواع أمنية بينها سفارتها في الكويت. وفي هذه الاثناء تصاعدت مطالب رجال القبائل في عدة محافظات واستمر بعضهم في استهداف أنابيب النفط ومنشآت حكومية لدفع الحكومة المركزية الى مزيد من الاهتمام بمشاكلهم.وفي محافظة صعدة التي لم تهدأ منذ سنوات بعد حروب بين نظام صالح وجماعة الحوثيين الشيعية، اندلعت حرب جديدة بين الحوثيين والسلفيين، ابتدأت في منطقة دماج وامتدت الى غيرها من المناطق.كما شهدت البلاد جدلا بشأن غارات الطائرات من دون طيار التي تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية بالتعاون مع الحكومة اليمنية، بخاصة أن تقارير افادت ان احدى هذه الغارات اصابت بالخطأ موكبا متوجها الى حفل زفاف ما اوقع قتلى بين المدنيين. وعكست المجزرة الدموية، التي نفذها تنظيم القاعدة في مجمع مستشفيات وزارة الدفاع بصنعاء، الحالة الأمنية المتردية على مدار العام في البلاد. فصبيحة هذا اليوم استهدف مسلحون مدججون بالسلاح مجمع وزارة الدفاع وقاموا بقتل نحو 56 شخصاً بينهم أطباء وممرضات من الفلبين وألمانيا وفيتنام والهند إضافة الى عشرات اليمنيين.