مصر في النصف الأول من 2013 بداية النهاية لحكم «الإخوان»

نشر في 25-12-2013 | 00:04
آخر تحديث 25-12-2013 | 00:04
فقدت كلمة «الشرعية» كثيراً من معناها خلال النصف الأول من عام 2013 الذي شهد تجربة حكم جماعة «الإخوان» عندما نطق بها الرئيس المصري السابق محمد مرسي وسط خروج الملايين تطالب بالرحيل عشية الإطاحة به من قبل قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح السيسي وعدد من الرموز الوطنية 3 يوليو الماضي لتنهي سنة مضطربة من حكم مرسي وجماعته.

الفرحة بانتخاب أول رئيس مدني في تاريخ مصر الحديث في 24 يونيو 2012 بددها هذا الرئيس المنتخب حين تخلى عن الديمقراطية مبكراً عقب إصداره الإعلان الدستوري في 22 نوفمبر 2012 والذي حصن به قراراته من الطعن أمام القضاء، فكان كما قال أحد معارضيه: «لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون».

نزعة السيطرة على الدولة والتي حملت اسم «التمكين» قادت «الإخوان» إلى هاوية على حد وصف رئيس الحزب «المصري الديمقراطي الاجتماعي» محمد أبو الغار، مضيفاً لـ»الجريدة» أن «شهوة الإخوان للسلطة عجَّلت سقوطهم».

اللحظة المعبرة للكشف عن انحيازات مرسي، جاءت عندما احتشد معارضوه في ميدان «التحرير» في الجمعة التالية لصدور الإعلان جمعة 23 نوفمبر 2012، في حين ذهبت قوى الإسلام السياسي لإعلان تأييدها أمام قصر «الاتحادية» الرئاسي، لتتجلى معالم الانقسام واضحة على المجتمع.

سقوط مرسي

بعد إصدار «الإعلان» بدأ سقوط مرسي الذي كان وقتها في قمة شعبيته عقب الإطاحة برئيس المجلس العسكري وزير الدفاع السابق المشير حسين طنطاوي تجمعت القوى المدنية وأعلنت تدشين جبهة «الإنقاذ الوطني» التي ضمَّت قوى ليبرالية ويسارية وناصريَّة قادها المعارض البارز محمد البرادعي ومعه عمرو موسى وحمدين صباحي وطالبت مرسي بالتراجع عن الإعلان الدستوري.

رفض مرسي مطالب «الإنقاذ» لكن مستشاريه اعترضوا على سلوكه وأعلنوا استقالتهم تباعاً، في مقدمتهم الكاتبة سكينة فؤاد التي قالت لـ«الجريدة»: «حذرت مرسي من تداعيات إصدار الإعلان الدستوري وقلت له إن صدور ذلك الإعلان إسقاط لشرعيتك».

لم يتأخر الرد فجاءت الدعوة من قبل «الإنقاذ» بتنظيم تظاهرات رافضة للإعلان فخرجت الملايين من طبقات الشعب في 4 ديسمبر 2012 معربة عن تخوفها من سرقة «الإخوان» هوية وطن، إلا أن مرسي فضل الاستعانة بالأهل لفض اعتصام معارضيه فكانت النتيجة اشتباكات بين الطرفين خلفت 10 قتلى أبرزهم الصحافي الحسيني أبو ضيف ليدشن مرسي قطيعة مع شعبه استمرت طوال الشهور الستة الأولى من عام 2013.

صدام مع المؤسسات

دخل مرسي وجماعته في صدام مباشر مع عدة مؤسسات منها القضاء فالإعلان الدستوري تضمن إقالة النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود، وتعيين المستشار طلعت عبدالله، الذي كشف عن تبيعته للإخوان سريعاً، مما تسبب في نجاح حملة سحب الثقة من الرئيس مرسي (تمرد) بعد انطلاقها في 26 أبريل 2012، حيث تمكنت من تحويل الغضب الشعبي من حكم الإخوان إلى اصطفاف وطني ضد النظام، لم تفلح معه حركة «تجرد» الموالية للإخوان في حشد التأييد الكافي لمرسي فتهاوت شعبيته إلى الحضيض بعد جمع «تمرد» 22 مليون توقيع ضده على ما أعلنت.

تزايدت في الأشهر الأخيرة من حكم مرسي الأزمات المتكررة للوقود وانقطاع التيار الكهربائي عن معظم البيوت المصرية فضلاً عن ارتفاع الأسعار وتزايد معدلات البطالة.

ومثلما جاء مرسي من التحرير خرج منه ما جعل الميدان لايزال أيقونة الثورة المصرية حتى الآن، فمرسي الذي خرج أمام عشرات الآلاف ليخطب عقب وصوله للحكم في «التحرير» عادت الملايين إلى الميدان في 30 يونيو 2013، للمطالبة بـ«إسقاطه» وهو ما حدث في 3 يوليو الماضي.

أحداث «سجن بورسعيد»

فجَّر حكم محكمة "جنايات بورسعيد" أول مصاعب سنة 2013 على المصريين، ففي حين أطلقت رابطة مشجِّعي النادي الأهلي التراس أهلاوي "الشماريخ" ابتهاجاً بحكم محكمة جنايات بورسعيد بإحالة 21 متهماً أغلبهم من أهالي بورسعيد إلى مفتي الجمهورية، توجه أهالي المتهمين لمهاجمة سجن بورسعيد العمومي، مما أدى إلى سقوط ما يقرب من 52 قتيلاً منهم على مدى يومين.

الملايين نزلوا في «30 يونيو»

صباح يوم الأحد 30 يونيو شهدت مختلف المحافظات تظاهرات شارك فيها الملايين وطالبت بتنحي الرئيس السابق محمد مرسي. وفي القاهرة شهد ميدان التحرير ومحيط قصر الاتحادية مظاهرات شارك فيها مئات الآلاف ورفعت شعارات ضد «الإخوان» ومرسي، وقامت القوات المسلحة بتصوير الحشود من خلال الطائرات.

البرادعي... متهرب من المسؤولية أم مخلص لمبادئه؟

يعتبر د. محمد البرادعي الحاصل على جائزة نوبل في السلام واحداً من الوجوه المُحيِّرة في الثورة المصرية. واعتبر عند البعض متهرباً من المسؤولية، وعند البعض الآخر مخلصاً حتى النهاية لمبادئه الليبرالية. واتهم البرادعي بالتهرب من المسؤولية حين استقال من منصب «نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية» احتجاجاً على استخدام العنف في فض اعتصامين لأنصار جماعة «الإخوان» في ميداني «النهضة» و»رابعة العدوية» منتصف أغسطس الماضي. وغادر هذا الرجل الذي تبوأ مناصب اممية رفيعة والذي ظل معارضاً لـ «الإخوان» الى فيينا متهماً بالخيانة.

وبرحيله من البلاد، دخل البرادعي حقيقة في منفى اختياري أو في إجازة سياسية فلم يتحدث عن ما جرى خلال استقالته، فيما تراجعت شعبيته إلى أقصى حد وهو الرجل الذي بدأ عام 2013 نجماً في سماء المعارضة.

«تمرد» تُشعل الثورة الثانية

شهد هذا العام مولد حركة «تمرد» المعارضة التي دعت إلى سحب الثقة من الرئيس «المعزول» محمد مرسي، قبيل إسقاطه بنحو شهرين، ودشَّنتها مجموعة من الشباب الثوريين. الحركة انطلقت يوم الجمعة 26 أبريل 2013 من ميدان التحرير بالقاهرة، على أن تنتهي من هدفها في 30 يونيو من نفس العام وهو اليوم الموافق للذكرى الأولى لتولي محمد مرسي حكم البلاد، وتمكنت من جمع 22 مليون توقيع لسحب الثقة من مرسي على ما أعلنت.

اعتداء على الكرسي البابوي وسحل الشيعة

كان الاعتداء على الكاتدرائية المرقسية مقر الكرسي البابوي بمنطقة العباسية، لأول مرة في التاريخ المصري، حدثاً لافتاً من أبرز أحداث 2013، وتم إطلاق النار على مقر الكاتدرائية، خلال تشييع جثامين جنازة ضحايا الأقباط الذين سقطوا خلال أحداث «فتنة الخصوص» والتي جرت قبل ذلك بأيام قليلة.

وفي مطلع يونيو وبعد ساعات من وصفهم بالأنجاس في مؤتمر حضره الرئيس المعزول سقط الداعية الشيعي حسن شحاتة وثلاثة من مرافقيه قتلى على أيدي متشددين إسلاميين ينتمون للتيار السلفي في واقعة دموية لقتل جماعي على أساس مذهبي لم تشهد البلاد لها مثيلاً من قبل.

back to top