النباتيون هل تلاحقهم الأمراض؟

تناول بحث أخير، نُشر في فبراير في مجلة PloS ONE، 1320 أسترالياً وُزّعوا بالتساوي على أربع مجموعات غذائية مختلفة: نظام غذائي نباتي، نظام غذائي يشمل تناول اللحم إلا أنه أكثر غنى بالفاكهة والخضر، نظام غذائي يشمل تناول اللحم على نطاق محدود، ونظام غذائي غني باللحوم. اختير هؤلاء المشاركون بالاستناد إلى السن، الجنس، الدخل، التعليم، والوظيفة. وقد حصل الباحثون على المعلومات الضرورية من خلال مقابلة شخصية مع المشاركين. لكن النتائج أتت سلبية بالنسبة إلى النباتيين. يذكر الباحثون: {تبيّن أن النباتيين يعانون عموماً وضعاً صحياً أسوأ، مقارنة بالمجموعات الغذائية الأخرى}.

نقص الأدلة

عانى النباتيون معدلات أعلى من الأرجية، السرطان، القلق، والكآبة. كذلك تلقوا لقاحات أقل، مقارنة بالمجموعات الأخرى، فضلاً عن أنهم قاموا بزيارات وقائية أقل إلى الطبيب للتحقق من سلامة صحتهم، مقارنة بمن يتبعون نظاماً غذائياً يشمل تناول اللحم، إلا أنه أكثر غنى بالفاكهة والخضر.

ولكن رغم هذه الاكتشافات، يجب أن يكبح محبو اللحوم رغبتهم الملحة للاستخفاف بإخوتهم وأخواتهم من محبي المأكولات النباتية. لماذا؟ أولاً، واجهت هذه الدراسة حدوداً لا مفر منها. فقد حصل الباحثون على بياناتهم من خلال ما أخبرهم به المشاركون أنفسهم. لذلك لم يكن أمامهم من سبيل إلى التأكد، بشكل حاسم، مما يتناوله النباتيون والمجموعات  الغذائية الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، تقتصر البيانات على مرحلة محددة من حياة المشاركين. لذلك يقر الباحثون: «لا يمكن تحديد بدقة ما إذا كانت سبب صحة النباتيين الضعيفة في دراستنا عاداتهم الغذائية أو أنهم يتناولون هذا النمط الغذائي لأنهم يعانون صحة ضعيفة». علاوة على ذلك، اقتصرت الدراسة على أستراليا. ولا شك في أن أوجه الاختلاف كبيرة بين تمط الغذاء والحياة الأسترالي والأميركي.

حتى لو لم تصطدم هذه الدراسة بعقبات مماثلة، لا تشكّل سبباً كافياً لنقض الأدلة السابقة. ففي مراجعة أجرتها أكاديمية الغذاء والعلوم الغذائية (عُرفت سابقاً بالجمعية الأميركية للعلوم الغذائية، وهي المنظمة الكبرى للعاملين في مجال الطعام والغذاء في الولايات المتحدة) في 2009، اتضح أن {الأنظمة الغذائية النباتية المدروسة بعناية، بما فيها الأنظمة الغذائية النباتية بالكامل، صحية ومناسبة من الناحية الغذائية، وقد تؤدي إلى فوائد صحية تساهم في الوقاية من بعض الأمراض وعلاجها}. كذلك كشفت مراجعة حديثة، أجريت عام 2012 ونُشرت في مجلة Public Health Nutrition، أن الأنظمة الغذائية النباتية لا تؤدي إلى أي انعكاسات سلبية على الصحة.