الأمير يعلن تبرع الكويت بـ 500 مليون دولار لإغاثة السوريين ويدعو المجتمع الدولي إلى تضافر الجهود لإنهاء المأساة

نشر في 16-01-2014 | 00:01
آخر تحديث 16-01-2014 | 00:01
No Image Caption
• «قدمنا 430 مليون دولار لإغاثة الشعب السوري منذ بداية الأزمة»
• «إعادة المصداقية إلى مجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياته التاريخية في حماية الاستقرار الدولي»
استكمالاً للمبادرة السامية في استضافة مؤتمري المانحين، وقيام الكويت بدورها في دعم الجهود الإنسانية لإغاثة السوريين، أعلن أمير البلاد تقديم 500 مليون دولار، داعياً المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بدوره لإنقاذ سورية.

اعلن سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد امس تبرع الكويت بـ 500 مليون دولار لاغاثة السوريين, داعيا المجتمع الدولي الى تضافر الجهود لانهاء الكارثة المستمرة في سورية وصون الامن والسلام الدوليين.

واعتبر سموه في كلمته في افتتاح المؤتمر الثاني للدول المانحة الذي عقد في قصر بيان صباح امس بمشاركة ممثلين عن 86 دولة ومنظمة ان المسؤولية الدينية والانسانية تحتم مواجهة الكارثة الاكبر في تاريخنا المعاصر, مضيفا ان دولة الكويت قدمت 430 مليون دولار لدعم السوريين منذ اندلاع الكارثة في بلدهم.

ودعا سموه الدول الكبرى الى ترك خلافاتها وحل الكارثة التي طالت العالم بأسره, كما طالب الاطراف السورية بوضع مصير وطنها وشعبها فوق اي اعتبارات, واعرب عن امله بنجاح مؤتمر جنيف 2, مشيرا الى وجوب اعادة المصداقية الى مجلس الامن الدولي للاضطلاع بمسؤولياته التاريخية.

وفي ما يلي نص كلمة سمو الامير:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين،

أصحاب السمو والمعالي والسعادة, معالي الامين العام للامم المتحدة السيد بان كي مون, معالي الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي, معالي الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني, ضيوفنا الكرام،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يسرني ان ارحب بكم في دولة الكويت ضيوفا أعزاء للمشاركة في المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سورية شاكرا لمعالي الامين العام للامم المتحدة السيد بان كي مون مبادرته لعقد هذا المؤتمر الذي يجمعنا معه شعور مشترك بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا بالنسبة للنزاع الدموي المستمر في سورية وسعينا المتواصل والحثيث للتخفيف من معاناة اشقائنا هناك والتحدي الكبير والمتزايد بشأن موضوع اللاجئين منهم الى دول الجوار.

كارثة ومسؤولية

أصحاب السمو والمعالي والسعادة:     

استجابت دولة الكويت لطلب معالي الامين العام للامم المتحدة لاستضافة المؤتمر الثاني للمانحين بعد عام من استضافتنا المؤتمر الاول والذي حقق الاهداف المرجوة منه الامر الذي عكس الدلالة الواضحة على المسؤولية التاريخية التي تشعر بها دولة الكويت تجاه اشقائها في سورية وادراكها لحجم الكارثة التي يعاني منها الاشقاء وضرورة حشد الجهود الدولية لمواجهتها والتخفيف من آثارها.

أصحاب السمو والمعالي والسعادة:          

ينعقد الاجتماع الثاني للمانحين ولهيب الكارثة الانسانية في سورية لازال مستعرا حاصدا عشرات الآلاف من الابرياء ومدمرا كافة مظاهر الحياة ومهجرا للملايين نتيجة لنزاع جائر ومستمر استخدمت فيه كافة انواع الاسلحة بما فيها المحرمة دوليا ضد شعب اعزل.

ان متابعتنا للارقام المخيفة لاعداد القتلى والمفزعة لاعداد اللاجئين في الداخل والخارج التي تعلنها الوكالات الدولية المتخصصة ومنها المفوضية السامية لحقوق الانسان والتي تؤكد مقتل ما يقارب عن المئة والاربعين ألف قتيل وهو ضعف عدد القتلى منذ انعقاد مؤتمرنا الاول وتشريد ملايين اللاجئين والنازحين في الداخل والخارج في ظروف معيشية ضاعف من قسوتها دخول موسم الشتاء.

كما ان تقرير منظمة الاغذية والزراعة الاخير يؤكد تدهور القطاع الزراعي والحيواني بشكل دمر مقومات وقدرات البلاد على توفير امنها الغذائي. ولقد طال التدهور قطاعا مهما يتعلق بمستقبل الاجيال في سورية اذ تخلف قطاع التعليم وتعطلت المناهج الدراسية ودمرت المدارس الامر الذي بات يهدد مستقبل النشء وبلادهم ويتطلب وضع برامج تعليمية بالتعاون مع المؤسسات الدولية المختصة.

كما ان انحدار مستوى الخدمات الصحية ساهم في تفشي الكثير من الامراض وانتشارها ولعل تقرير منظمة الصحة العالمية الذي يؤكد تفشي مرض شلل الاطفال في الداخل والخارج لدليل واضح على حجم المأساة والمعاناة التي يعيشها أبناء الشعب السوري.

مواجهة الكارثة

أصحاب السمو والمعالي والسعادة:     

ان ديننا وقيمنا وانسانيتنا تحتم علينا امام هذا الواقع المرير والكارثة المدمرة ان نستمر بالعمل الدؤوب وبلا كلل وبكل جهد لمواجهتها والتخفيف من آثارها وتداعياتها التي تعد الاكبر في تاريخنا المعاصر.

وانني اناشدكم ضيوفنا الكرام المشاركين في هذا المؤتمر ومناشدة دول العالم الأخرى التي لم تشارك فيه وكافة المنظمات والوكالات الدولية للمساعدة بالتبرع وتقديم المساعدة للاخوة السوريين حيث اننا مدعوون ان نجسد للعالم شعورنا بالمسؤولية الانسانية الملقاة على عاتقنا في نجدة براءة الاطفال وضعف كبار السن والنساء ومستقبل الشباب تحقيقا للهدف الذي من اجله انعقد هذا المؤتمر.

أصحاب السمو والمعالي والسعادة:    

لقد قامت بلادي الكويت ومنذ ان اندلعت الكارثة في سورية بالمشاركة بكافة الجهود الهادفة للوصول الى حل سياسي للحرب الدائرة هناك واعلنت مرارا استعدادها لبذل مزيد من الجهد لتحقيق ذلك الهدف كما انها ادركت ان المسار الانساني الذي يمكن التعامل من خلاله مع هذه الكارثة الانسانية يتيح لها القدرة على تقديم الكثير من الاسهام والعطاء الانساني حيث تواصل جهدها على المستويين الرسمي والشعبي في حشد الدعم والمساعدة للاشقاء في سورية سواء في مخيماتهم في الخارج او المشردين منهم في الداخل وقد اوفت دولة الكويت بكامل تعهداتها في المؤتمر الاول للمانحين وذلك بتسليم كامل قيمة تبرعها البالغ 300 مليون دولار الى الامم المتحدة ووكالاتها المتخصصة لتقوم بدورها بالتوزيع وفق تقديرها لاحتياجات الشعب السوري الشقيق ليكون بذلك مجموع ما قدمته دولة الكويت لدعم الشعب السوري الشقيق في ظل هذه الظروف 430 مليون دولار كما سجلت الجمعيات الخيرية الكويتية انجازات ملموسة في مساعيها للتخفيف من آلام الألوف من اللاجئين والمشردين.

500 مليون دولار

وفي ظل استمرار الأوضاع الكارثية والظروف القاسية التي يعاني منها اشقاؤنا في سورية في الداخل والخارج فانه يسرني ان أعلن من خلال هذا المؤتمر عن تبرع دولة الكويت بمبلغ 500 مليون دولار أميركي من القطاعين الحكومي والاهلي وذلك لدعم الوضع الانساني للشعب السوري الشقيق.

كما ويسرني من هذا المنبر الاشادة وبكل التقدير بموقف اخواني وابناء وطني اهل الكويت الاوفياء الذين جبلوا على حب الخير والعطاء لاغاثة المنكوب ونجدة المحتاج ماضيا وحاضرا وتفاعلهم مع النداءات الانسانية لاعانة المتضررين والمعوزين في كافة انحاء العالم والاشادة أيضا بالمقيمين على ارض الكويت الطيبة وبكافة جمعيات النفع العام ومؤسسات المجتمع المدني وبالقطاع الخاص والشخصيات الاعتبارية على تجاوبهم مع نداء الاستغاثة الذي اطلقناه لاغاثة اشقائنا السوريين كما ادعوهم لمواصلة يد العون لهم والمساعدة. كما اتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في توفير الدعم لاشقائنا من مؤسسات اقليمية ودولية.

مسؤولية الدول الكبرى

اصحاب السمو والمعالي والسعادة:     

ان المجتمع الدولي اليوم امام مسؤولية تاريخية واخلاقية وانسانية وقانونية تتطلب منا جميعا تضافر الجهود والعمل الدؤوب للوصول الى حل ينهي هذه الكارثة ويحقن دماء شعب بأكمله ويحفظ كيان بلد ونصون فيه الامن والسلام الدوليين.

وحيث اننا نقف على ابواب انعقاد مؤتمر جنيف الثاني ومن هذا المنبر ادعو مجلس الامن الدولي وهو الجهة المناط فيها حفظ الامن والسلم الدوليين ولاسيما الدول دائمة العضوية فيه الى ترك خلافاتها واختلافاتها جانبا والتركيز على وضع حل لهذه الكارثة التي طال استعارها وتوسعت آثارها ليس على المنطقة فحسب وانما العالم بأسره ليعيدوا لهذا المحفل الدولي مصداقيته وقدرته على الاضطلاع بمسؤولياته التاريخية.

كما ادعو الاطراف الاخرى والفرقاء في سورية الى ان يضعوا نصب اعينهم مصير وطنهم وسلامة شعبهم فوق اية اعتبارات اخرى متمنيا لهذا المؤتمر كل التوفيق والسداد ليعود الامن والاستقرار لربوع سورية الشقيقة.

وفي الختام لا يسعني الا ان اكرر الشكر لمعالي الامين العام للامم المتحدة بان كي مون متمنيا لمؤتمركم التوفيق في تحقيق الهدف الذي من أجله عقد.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

back to top